أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلام مسافر - نظام الفساد الالكتروني














المزيد.....

نظام الفساد الالكتروني


سلام مسافر

الحوار المتمدن-العدد: 2781 - 2009 / 9 / 26 - 18:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اقل من اربعين ميلا ، تفصل هلسنكي عن تالين ، حتى ان ساعتين من الابحار المنساب على متن العبارة فايكينغ ، لن تكفي للتجول في كل ارجاء الباخرة
العملاقة ، اسواقا ، ومطاعم ، وبرك سباحة وكازينوهات .

على ساحل العاصمة الاستونية ، يشعر المرء فورا بين ، دقة " نوكيا " الفنلندية ، وفوضى الخدمات الاستونية .
في فنلندا ، بلد الموبايل الشهير ، لايحتاج السائح الى دليل ، غير المعرفة باللغة الانكليزية والرغبة في اختراق الافاق . وفي استونيا ، تحار باية لغة تتحدث .
ان نطقت بالروسية ، واجهك بعضهم بجفاء ، وان تحولت الى الانكليزية ، لاتسمع جوابا ، لان مقابلك لايفهم .

الفنلنديون ، يعرضون تاريخ بلادهم ، في رحلات ، دقيقة المواعيد ، الى الجزر الساحرة ، والبحيرات ، والقلاع التاريخية ، دون الاساءة لمشاعر
الشعوب الاخرى . فيما يتباهى الاستونيون بانهم تحرروا من الاستعمار الروسي وان كل الويلات التي حاقت ببلادهم ، سببها الروس .

فنلندا حصلت على الاستقلال من روسيا عام سبعة عشر من القرن الماضي ، واستونيا ، الحقت قسرا بالاتحاد السوفياتي ،مطلع اربعينيات القرن الماضي .
وكانت قبلها عاشت اضطرابات سياسية ، فتحت الطريق امام التدخل الاجنبي . وخلال الحقبة السوفياتية ، شيدت موسكو مئات المصانع في الجمهورية البلطيقية
الصغيرة ، وساهم مئات الالوف من ابناء الشعوب السوفياتية في بناء القاعدة الاقتصادية للدولة التي استعادت استقلالها مطلع تسعينيات القرن الماضي ، قبل انفراط عقد الاتحاد السوفياتي ، بشهور ، وبدا النظام الجديد ، حملة منظمة لطرد الروس من استونيا .

في فنلندا ، لايرون في السائح ، غنيمة ، ويتعاملون مع زوار البلد على انهم ضيوف قد يصبحون لسبب او اخر دائميين ، وبالتالي فان الفنلنديين لا يبتزون ولايخدعون . اما في تالين ، فان الغش يبدا من الساحل .
تقطع بطاقة بقيمة ثلاثين يورو على امل ان تنقلك الحافلة الى المواقع الاثرية والسياحة على مدار يوم كامل ، لتكتشف بعد ساعة او ساعتين ، ان مواعيد الباص تخضع لمزاج السائق . وقبلها تكون عاملة المطعم ، غشتك مرتين .

الاستونيون ، يفخرون بانهم انتقلوا الى العصر الالكتروني . وان حكومة بلادهم الكترونية ، العبارة التي تسمعها في كل مكان ، خاصة في الحافلة التي تنقلك مرة واحدة الى موقع اثري ، ثم تغيب وتبقى تنتظر دون جدوى ، وتضيع عليك الثلاثين يورو .

في فنلندا ، لا تسمع عن حكومة الكترونية ، ولكنك تلمس التطور في كل زاية ومنعطف ، مجتمع يحترم الاقليات الى حد لايشعر فيه المسلمون المهاجرون من بلدان الشرق الاوسط وافريقيا ، بالغربة في بلد بارد ، لكنه اخضر دافيء ، بالمعرفة واحترام حقوق الانسان . على خلفية اقتصاد حر صناعي، يُضاهي دخل الفرد
فيه، دولاً صناعية عريقة.

للمسلمين المهاجرين مساجد ومراكز ثقافية كثيرة ، اما المسلمون التتر الذين دخلوا البلاد على دفعتين ، مطلع واواخر القرن التاسع عشر وكانوا بناة وتجار ، فانهم جزء لايتحزا من نسيج المجتمع الفنلندي ، المزدهر بالمعرفة . اثمن راس مال في بلد يعوم على جزر مثل استونيا ، لكن مساحة الحقوق فيه بحجم قارة .
الفارق اقل من ساعتين ابحارا هادئا بين هلسنكي وتالين . والمسافة الحضارية شاسعة . ليس العيب في الشعوب ، بل في الفكر الاقصائي ، المتشنج الذي يحكم عقول الساسة " الالكترونيين " الفاسدين . !!




#سلام_مسافر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هوغو تشافيز يوقد الشموع للدب الروسي
- صلاح حزين : دعني في الغابة انتحب وحدي
- التانغو ايراني الاميركي على جثث اشرف
- الموت الاحمر في ارض السواد
- غطرسة جوفاء
- استسقاء الحرب الباردة
- بوشكين اليهودي وليبرمان الروسي ؟
- هاجس الطيب صالح
- من قبقاب الكيلاني الى قندرة المنتظر
- الحذاء الذي هز العالم
- موسكو شيفردنادزة وتبليسي ساكاشفيلي
- كيف يقرا الروس العراق ؟
- الباشا سوكولوفيتش والانكشاري بوش
- حفلة سمر من اجل العراق
- تعري الحيزبون
- احزان لادا البغدادية
- لماذا يخافون ( الشرقية ) ؟
- نجاسة المنطقة الخضراء
- اية الله حسن نصر الله
- الاميركيون يحتقرون العملاء


المزيد.....




- العثور على حطام طائرة نائب رئيس مالاوي المفقودة.. والكشف عن ...
- ماذا يتضمن الاقتراح الأمريكي لوقف إطلاق النار في غزة الذي وا ...
- الملك عبدالله يكشف قيمة المساعدات التي قدمها الأردن لغزة وال ...
- العرض العسكري لقوات أمن الحج في السعودية يثير تفاعلا.. ولقطة ...
- رئيس الوزراء الصيني يزور أستراليا
- من داخل محاكمة نجل الرئيس الأمريكي جو بايدن
- ملك الأردن مفتتحا المؤتمرالدولي للاستجابة الإنسانية بغزة: نق ...
- زيلينسكي: تم تدمير 80% من توليد الطاقة الحرارية وثلث توليد ا ...
- قنابل موجهة فرنسية تفقد فاعليتها عند إطلاقها من -سو-25- الأو ...
- طائرات SJ-100 الروسية المجهزة بمكونات محلية تبدأ اختبارات ال ...


المزيد.....

- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلام مسافر - نظام الفساد الالكتروني