|
بوشكين اليهودي وليبرمان الروسي ؟
سلام مسافر
الحوار المتمدن-العدد: 2669 - 2009 / 6 / 6 - 07:35
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
قد تكون المفاجاة ، عقدت لسان الرئيس الروسي ، ومنعته من دحض مزاعم وزير خارجية اسرائيل ؛ بان شاعر روسيا الكسندر بوشكين " يهودي من اثيوبيا " ! بيد ان العقيد السابق في الاستخبارات السوفياتية " كي جي بي " معروف بسرعة الخاطر ، وحدة الذهن ، الامر الذي يدفع الى التساؤل ، فيما اذا كان فلاديمير بوتين اسرف في التهذيب ، امام المهاجر من مولدافيا السوفياتية افيغدور ليبرمان ، المتهم في محاكم دولة الاحتلال بالفساد ؟ ملاذ المجرمين 0000000000 ليس خافيا ان اسرائيل ، صارت ملاذا امنا لعشرات ، وربما مئات الفارين من وجه العدالة الروسية . وفي الاقل فان وزير الداخلية الروسية السابق كوليكوف ، طالب تل ابيب ، قبل بضع سنوات بخمسين مطلوبا ، جرمتهم المحاكم الروسية بتهم مختلفة تترواح بين الابتزاز والاحتيال ، الى الاختلاس ، والتزوير ، وحتى القتل . ويعتبر فلاديمير غوسينيسكي ، المليونير الذي اختلس الملايين ، والشريك في معظم جرائم الاحتيال المالي ، ابرز مطلوب في القائمة التي سرب الوزير اسماءها الى الصحافة ، فاقاله الرئيس الراحل بوريس يلتسين ، و عين مطوبا اخر للعدالة الروسية ، بوريس بيريزوفسكي ، سكرتيرا لمجلس الامن القومي الروسي. وبقي في المنصب زهاء العام . الى ان حدث انقلاب القصر في الكرملين في اليوم الاخير من عام 1999، بتعيين فلاديمير بوتين رئيسا للوزراء تمهيدا لخلافة يلتسين . وضعفت قبضة " عراب الكرملين " حسب وصف الكاتب الاميركي ، روسي الاصل ، بافل خليبنيكوف ،على مفاصل السلطة . فجمع بيريزوفسكي كل مسروقاته وفر مختلسا من روسيا الى لندن بجوازه الاسرائيلي . اما الصحافي خليبنيكوف ، رئيس تحرير الطبعة الروسية من مجلة " فوربوس " الشهيرة ، فقد اغتيل في ظروف غامضة ، لم تفك طلاسمها الى اليوم . ومايزال فلاديمير غوسينيسكي ، يمول من ملاذه في اسرائيل ، وسائل اعلام في روسيا ، ويرعى قناة ناطقة بالروسية تبث سمومها من استديوهات في تل ابيب وتنسب كل ماهو عظيم ، ومتميز ، ورائع في تاريخ الثقافة والادب الروسيين الى اليهود ، وتلصق ، كل الشرور والمساويء والخزي بالروس .
سجل حافل °°°°°°°°°°°°°°°°°°°°° ليبرمان الذي نزح من الجمهورية السوفياتية السابقة ، الى فلسطين المحتلة ، قبل عقدين فقط ، لايشوه تاريخ ارض كنعان ويسعى الى رمي سكانها الاصليين خارجا ، بل يشوه التاريخ الروسي ، ويطعن جهارا ودون حياء ، بمحبة الشعوب الروسية للشاعر بوشكين . فقد تبجح امام بوتين ، وقبلها امام وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف ، بان " حجم " الاحتفالات بعيد ميلاد بوشكين في اسرائيل " اضخم وافخم مما هي عليه في روسيا " . واذا كان الوزير لافروف وهو يقرض الشعر ايضا ، رد بسخرية وانزعاج على تبجح ليبرمان " سنحاول الوصول الى نفس مستوى اسرائيل " ! فان بوتين لم يعلق على تبجح المهاجر السابق الذي ارسل مرة الرئيس المصري حسني مبارك الى الجحيم ، ومرة هدد بقصف سد مصر العالي وثالثة بطرد الفلسطيين وراء الخط الاخضر .ويحتج على مصطلح الدولتين . ويسعى الى " تطهير " ارض اسرائيل من الاغيار .
مزورون بلا حدود °°°°°°°°°°°°°° لاحدود لوقاحة الصهاينة ، ليس مع العرب فقط ، بل ومع جميع شعوب الارض . لكن المتوقع من رئيس وزراء الدولة الروسية التي تسعى الى استعادة مكانتها المفقودة في الساحة الدولية ، ان لايسمح لمهاجر مثل ليبرمان ، مارس تجارة السوق السوداء قبل ان ينزح الى فلسطين المحتلة ، باهانة الامة الروسية التي تتغزل بقصائد بوشكين ، وتعلق صوره كالايقونات في بيوتها . ولعل فلاديمير بوتين ، يعرف اكثر من غيره بملف ليبرمان ، فقبل ان يهاجر الى " ارض الميعاد " تخابروزير خارجية دولة الاحتلال ، ضد الدولة السوفياتية التي كان العقيد السابق فلاديمير بوتين ، يكافح التجسس ضدها . الملفت ان غالبية وسائل الاعلام في روسيا ، تجاهلت ، وكانها تلقت تعليمات من مصدر واحد ، فرية ليبرمان بيهودية بوشكين . بل ان، غوسمان ، نائب مدير وكالة ايتر تاس ، طالب الصحافيين ، علنا ، عدم طرح اسئلة تتعلق " بموضوع بوشكين " في المؤتمر الصحافي لوزير دولة الاحتلال ، والذي استضافته الوكالة الروسية الرسمية في اكبر قاعاتها . ولم تعلق القنوات التلفزيونية ، وغالبيتها حكومية ، على المزاعم التي تهز وجدان ملايين الروس لانها تمس مفخرة قومية عظيمة مثل الشاعر بوشكين . المهتمون بتاريخ الادب الروسي ، لم تدهشهم مزاعم ليبرمان . فقد تعودوا على تشويهات" النقاد " الصهاينة ، لصورة الادب الروسي . تارة يبثون الشائعات بان الدون الهاديء ، ملحمة الكاتب الروسي الراحل ، ميخائيل شولوخوف ، ليست بنت يراعه ، مع تلميحات ، يحسن خبثائهم تمريرها، تقود الملتقي البسيط ، الى ان الرواية الملحمة كتبها لشولخوف ، يهودي .ولم يتوقف " نقادهم " عن شن حملات على مبدع " المعطف " غوغول ، الذي يستحق عن حق لقب " ابو الادب الروسي " فقد خرج الادب الروسي من " معطف غوغول " على حد ليف تولستوي . ويتهمون كل من يمس الشخصية اليهودية ، ولو بقشة ، بانه معاد للسامية التهمة التي لن يفلت منها حتى ابناء سام انفسهم .
كاظمو الغضب °°°°°°°°°°°° انعكس الغضب الشعبي الروسي على نسب ليبرمان لشاعر روسيا ، الكسندر بوشكين الى " القبيلة الخبيثة " التعبير الذي اطلقه الروائي الروسي الارثوذكسي ، فيودور ديستويوفسكي ، يوما ؛ في بعض وسائل الاعلام ذات التوجهات الوطنية والقومية . وسائل اعلام لاتمولها لاحكومة رئيس الوزراءفلاديمير بوتين ، ولاشركات النفط والغاز . وسائل اعلام تكافح من اجل البقاء على قيد الحياة وسط تفاقم ازمة المعيشة في روسيا التي عمل امثال ليبرمان ، من المهاجرين الى فلسطين وحملة الجنسية المزدوجة على الامساك بمفاصلها الاقتصادية ، والهيمنة على الحياة السياسية ، وتدمير بنائها الروحي والثقافي والاخلاقي .
انها ليست نظرية المؤامرة ، بل حقائق لاتخفى على معظم ابناء روسيا وفي المقدمة منهم رئيس الوزراء فلاديمير بوتين الذي قلم اظافر بعض المراكز اليهودية المالية وعليه ان يفعل الكثير ، اذا اراد لروسيا التي نزف بوشكين قلبه شعرا في عشقها ان تستعيد مكانة الدولة العظمى . ولو كان بوشكين على قيد الحياة ، وسمع لاثغا ، ينسبه الى " القبيلة الخبيثة " لبارزه متحديا. لقد فارت دماء شاعر روسيا ، دفاعا عن شرف عقيلته ، وليس من شيم ابناء تلك القبيلة صون العرض . خر بوشكين صريعا بطلق غريمه الفرنسي المسموم . والى الان لايتوقف" باحثو ومؤرخو " شعب الله المختار من ترويج شتى الاشاعات عن الموت الفاجع للشاعر الفتي . انهم يجيدون مهنة قلب الحقائق . والسؤال المطروح عن اية مسيرة للسلام تعول موسكو التي تعتزم رعاية مؤتمر دولي حول " نزاع " الشرق الاوسط مع الزمرة الحاكمة في تل ابيب التي ضاق ذرعا بتصرفاتها الوقحة حتى الحليف الاميركي الاستراتيجي ؟؟؟
كاتب وصحافي عراقي مقيم في موسكو
#سلام_مسافر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هاجس الطيب صالح
-
من قبقاب الكيلاني الى قندرة المنتظر
-
الحذاء الذي هز العالم
-
موسكو شيفردنادزة وتبليسي ساكاشفيلي
-
كيف يقرا الروس العراق ؟
-
الباشا سوكولوفيتش والانكشاري بوش
-
حفلة سمر من اجل العراق
-
تعري الحيزبون
-
احزان لادا البغدادية
-
لماذا يخافون ( الشرقية ) ؟
-
نجاسة المنطقة الخضراء
-
اية الله حسن نصر الله
-
الاميركيون يحتقرون العملاء
-
نرمين لاتحزني ذاكرتنا العطرة اقوى من جيفهم
-
احفاد الكاظم تحت قبة البرلمان
-
ماتم بلا حدود واكاذيب بلا رقيب
-
ما لم تقله كوندي
-
العين الدامية
-
التحرش الانتخابي
-
حكومة السراديب
المزيد.....
-
حادثة طعن دامية في حي سكني بأمريكا تسفر عن 4 قتلى و7 جرحى
-
صواريخ -حزب الله- تضرب صباحا مستوطنتين إسرائيليتن وتسهتدف مس
...
-
عباس يمنح الثقة للتشكيلة الجديدة للحكومة
-
من شولا كوهين إلى إم كامل، كيف تجمع إسرائيل معلوماتها من لبن
...
-
فيديو:البحرية الكولومبية تصادر 3 أطنان من الكوكايين في البحر
...
-
شجار جماعي عنيف في مطار باريس إثر ترحيل ناشط كردي إلى تركيا
...
-
شاهد: محققون على متن سفينة دالي التي أسقطت جسر بالتيمور
-
لافروف: لن يكون من الضروري الاعتراف بشرعية زيلينسكي كرئيس بع
...
-
القاهرة.. مائدة إفطار تضم آلاف المصريين
-
زيلينسكي: قواتنا ليست جاهزة للدفاع عن نفسها ضد أي هجوم روسي
...
المزيد.....
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
-
شئ ما عن ألأخلاق
/ علي عبد الواحد محمد
-
تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا
...
/ شادي الشماوي
المزيد.....
|