سلام مسافر
الحوار المتمدن-العدد: 1383 - 2005 / 11 / 19 - 15:35
المحور:
حقوق الانسان
يعتقد وزيرالداخلية في حكومة التحاصص انه حين يلوح بجوازات سفر يقول انها لارهابيين من بلدان عربية ، كانوا مع ضحايا معتقل الجادرية ، فانه يلغي البعد الجنائي في جريمة اميط اللثام عنها من بين مئات الجرائم التي ترتكب يوميا في العراق المحتل . وعندما يقلل الوزير باسلوب دلالي العقارات ، من اهمية الجريمة ، بالقول ان سبعة فقط من المحتجزين تعرضوا الى التعذيب ، فانه يعكس عن وعي ، الاستهانة بكرامة البشر الذين تنتهك حقوقهم بمثل ما كانت تنتهك على يد جلادي النظام السابق وتحت لافتة ( اعداء الحزب والثورة ) .
ويتعكز الوزير على ان الضجة ( مفتعلة ) ، وان المعتقل ليس ( سريا ) وبذلك يكشف ، دون وعي هذه المرة ، عن ان حكومة الجعفري ، وكل اجهزة وزارة الاحتلال الثالثة ، متورطة في الجريمة . وياخذ على الحزب الاسلامي ، الذي اشتكى للاميركان من بطش الداخلية ، انه يضم اعضاء في حزب البعث المنحل ، ليعود فيعلن ان من بين القضاة والمحققين في المعتقل الفضيحة ، بعثيون سابقون . وبذلك يكشف عن وعي مبتذل بجوهر الماساة التي تتكرر فصولها كل ساعة وكل يوم بعلم ومباركة قوات الاحتلال وخبراء البنتاغون والسي اي ايه . .
وثمة افتراض رائج بان( اصدقاء ) حكومة الجعفري ، تعمدوا الكشف عن فضيحة معتقل واحد من بين عشرات المعتقلات السرية والعلنية ، لاسقاط ماتبقى لحكومة الائتلاف الطائفي من اوراق ، عشية الانتخابات ، ولصالح ( اصدقاء ) اخرين ، تعكف المراكز الاميركية المعنية على اخضاعهم لفحوصات لاختبار مدى فدرتهم على تنفيذ اجندة البيت الابيض بعد الانسحاب الجزئي من العراق الذي تشير كل الدلائل انه قد يبدا بعد الانتخابات بشهر او شهرين .
ومايثبت ان ادارة بوش لاتريد ان تاخذ الفضيحة ابعادا اكبر ، رفض المتحدث باسم البيت الابيض ، اجراء تحقيق دولي في الجريمة . ولا يتوقع احد ان تصفق ادارة الاحتلال للفكرة ، ففضيحة سجن ابوغريب ، وجرائم غوانتانامو ، والسجون السرية الاميركية في عدد من دول اوربا الشرقية ، لاتزال تنبض في الذاكرة ، ومن الخطل ، تصور ان الولايات المتحدة المتهمة بانتهاكات تشمل كل قارات العالم ، تقبل بتحقيق دولي لجرائم ترعاها وتتستر عليها في العراق ، لكنها لحسابات براغماتية محددة ، كشفت عن مشهد صغير منها وتسدل الستار ، بعد ان حققت غايتها الذرائعية .
وقبل فضيحة ملجا الجادرية ، نشرت جماعة تطلق على نفسها اسم ( اسر ضحايا وزارة الداخلية ) رسالة تضمنت معلومات دقيقة وموثقة عن الاغتيالات وعمليات القتل والتعذيب التي تعرض لها عراقيون ابرياء ، بمن فيهم ضباط وجنود في وزارة الدفاع التي شكلها الاحتلال . ويورد اصحاب الرسالة التي نشرت على مواقع الانترنت ، معلومات هامة عن فرق الاغتيالات التابعة لوزير الداخلية . وتشير الى ان ( جهاز الشبكة الاجرامية ) حسب وصف الرسالة يتالف من :
اولاً : مكتب الاغتيالات ( 45 ) فرداً من ذوي السوابق والعاهات بعد منحهم رتب عالية في اجهزة الشرطة .
ثانياً : مكتب التحقيق والتعذيب ، وقد تم استئجار بيوت وملاجىء في مناطق متفرقة لهذا الغرض ، وهولاء يحاولون اثناء التحقيق ابتزاز الناس مادياً وتعذيبهم وقتلهم .
ثالثاً : مكتب الاعمال اللوجستية ، ومهمته إخلاء الجثث بدفنها او إلقائها بمناطق متفرقة .( النص مقتبس بالكامل من الرسالة ) .
وكانت الصحف الاميركية والاوربية ، نشرت تحقيقات وتقارير عن فرق الموت والاعدامات التابعة لوزارة الداخلية ، وتحدثت صحف رصينة ، كنيويورك تايمس ، والاوبزرفر ، عن جرائم ( لواء الذئب ) . وكشفت عن تعاقد وزارة الداخلية مع ( محترفين ) في اجهزة مخابرات صدام حسين للقيام بتعذيب السجناء وانتزاع اعترافاتهم . وربما يكون هؤلاء هم من تباهى الوزير صولاغ بانهم يعملون في معتقل الجادرية . وحين نشرت تلك التقارير ، مطلع العام ، وطلب الصحافيون من وزير الداخلية تعليقا ، اكتفى صولاغ على طريقة دلالي العقارات المعهودة ، بان هذه التقارير ( مختلقة ) . ولاثبات ذلك قال بالحرف ( يدعون ان مقر لواء الذئب يقع في الطابق السابع من مبنى وزارة الداخلية وهذا كذب لان مقر اللواء في الصحراء ) !
وتحدث محتجز سابق في معتقل الجادرية لوكالة ( رويترز ) فقال ان
محنته بدأت في ليلة في أواخر أغسطس ( اب ) الماضي عندما حضرت قوات من وزارة الداخلية يزي الشرطة خارج منزل عائلته واعتقلته دون توجيه اتهام مع شقيقه وابن عمهما . وقال المحتجز الذي طلب من الوكالة الاشارة الى اسمه بالحروف الاولى . ( القيت في قبو مع حوالي 100 اخرين وجلدوني بكوابل معدنية وعلقوني من يدي المقيدتين في خطاف في السقف )
ومضى الطالب البالغ من العمر 22 عاما والذي يدرس في كلية الحقوق يقول لرويترز ( وضعوني في زنزانة صغيرة في البداية حيث كانت هناك ملابس لسجين اخر ملوثة بالدم وكانت مكيفات الهواء تضخ الهواء بكامل قوتها في القبو الذي كان من قبل ملجا )
ويسرد المحتجز السابق تفاصيل عن عمليات التعذيب ، ليست غريبة على من دخل سجون النظام السابق ، الا ان اغرب مافيها ، حرص جلادي وزارة داخلية صولاغ – الجعفري على تشغيل مكيفات الهواء بكامل طاقتها في اقبية التعذيب ، لاغراض التنكيل والاضرار باجساد المعتقلين في احواض ماء بارد فيما يكتوى اهلنا بحر ( اب اللهاب ) . وتعجز حكومة الاحتلال الثالثة عن توفير الماء والكهرباء في غالبية مدن الوطن المبتلى بسلطة معيوبة ادخلت شعبنا في السراديب ، قبل ان تشفى روحه وتتخلص ذاكرته من زنزانات صدام
#سلام_مسافر (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟