أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلام مسافر - الاميركيون يحتقرون العملاء














المزيد.....

الاميركيون يحتقرون العملاء


سلام مسافر

الحوار المتمدن-العدد: 1603 - 2006 / 7 / 6 - 04:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبل ان يتقيء كلمته امام زلماي خليليزاد ، كان قد اطلع على تفاصيل اغتصاب الصبية الملاك ، عبير، وحرقها وقتل والديها وشقيقتها في مدينة المحمودية ، وعلى طاولة مكتبه ، الذي يضيق بكرشه المندلق ، تتكوم قصاصات الصحف الاميركية المثقلة بتفاصيل جرائم جنود الديمقراطية الاشاوس ، والاف صور التعذيب ، ومئات الصفحات عن انتهاكات قوات التحرير " التي أنجزت مشكورة مهمة الشعب العراقي و قواه المناضلة في تخليص البلاد من أبشع و أفظع
دكتاتورية "
وحين راجع ، نص الخطاب متلويا امام مستشاريه ، كان رؤساء عشائر الفرات الاوسط والجنوب ، يوقعون في الرميثة ، باصابع رجال ورثوا عن اجداهم ، قيم الرجولة والشهامة والشرف ، وثيقة تطالب حكومة المستوطنين في المنطقة الخضراء ، بطرد الاحتلال ، ويعلنون بصفتهم الورثة الابرار لثورة العشرين ان " ساعة الثروة قد ازفت " . وفي الطريق الى مبنى السفارة الاميركية ، نزل مئات المرتزقة لحماية موكبه ، فيما كانت صفيه السهيل ، تصرخ في البرلمان متسائلة ، كيف يضمن العراقي الاعزل حياته ، اذا كانت زميلة لها في البرلمان اختطفت مع سبعة من حراسها . ولم تكمل ( النائبة ) السهيل عبارتها لان شجاعتها ، وان فاقت شجاعة اشباه الرجال في المنطقة الخضراء ، لاتسمح اكثر بالكشف ، والا ستلقى مصير زميلتها المختطفة ، ربما برصاصة في الراس حالما تغادر المكان .
ومع ان امهات الجنود ، يعتصمن منذ عام واكثر امام منتجع جورج بوش ، متشحات بالسواد على الاموات ، وبرايات العار من جرائم الاحياء الذين مايزالون يخدمون في العراق ، فان بطل مذبحة بيشت اشان ، يطبل للولايات النتحدة التي " قدمت عشرات الألوف من أبناء قواتها المسلحة قرابين على مذبح الحرية و التحرر
للشعوب " .
وبوقاحة السمسار، يحرف وثائق التاريخ فيزعم "في عراقنا وجهت المرجعية العلمية الفاضلة من النجف الاشرف نداءاً إلى الشعب الأمريكي في بداية العشرينات ناشدته إلى مساعدة الشعب العراقي على التحرر من الاستعمار و الاحتلال " . وبغض النظر عن الصياغات المفككة لجمل الخطاب القيء فلايوجد مؤرخ من الاحياء او الاموات ، عثر ولو على قصاصة ورق واحدة ، تشير الى ان احدا في العراق ناشد الولايات المتحدة تخليص شعبنا من الاحتلال البريطاني . وكل المؤرخين ، بشيرون الى رسائل مراجع النجف لزعيم الثورة البلشفية في روسيا ، فلاديمر لينين . لكن الماركسي الذي شفط الاف الدولارات من اجهزة الاستخبارات السوفياتية على مدى ربع قرن واكثر ، وكان يزايد على الشيوعيين في يساريته ، حتى حين اباد مئات الانصار في جبال كردستان عام 1983 ، خبير بتزوير التاريخ ، وتزييف الحقائق والتملق الوضيع .
وليس غريبا على من ذبح الاكراد ، بمعونة صدام وباموال اجهزته ، وقبّل كتف " الرئيس لقائد " وانحنى مثل الخادم في افلام الغرب الاميركي ، امام " القائد الضرورة " بعد حرب عام 1991 ، وفاوض على مكاسب دنيئة ، لحزبه ، وعصابته ، ان يشعر اليوم " بالشكر و العرفان بالجميل " للقوات الاميركية ، التي نصبته ، وامثاله ، على كراسي الحكم فوق جثث مئات الالوف من العراقيين والعراقيات .
حتى الاميركي الذي يرى كيف يتصرف جنود دولته مع اهلنا في العراق ، لن يتردد عن البصق بوجه صاحب الخطاب في يوم استقلال الولايات المتحدة الاميركية . فالاميركي كمثل بقية شعوب الارض ، يتمتع بضمير حي . وخلافا لمن يتقيء في حفل السفارة الاميركية ، مثل سكير نهم ، دوخته الصحون المعفرة بدماء العراقيين ،فان شرفاء اميركا يميزون بين الحقيقة والكذب ، بين الرياء والشجاعة ، بين التملق والبلاغة . وبفضل صحافة المجتمع الاميركي ، الحي ، تتكشف لاهلنا في العراق ، جرائم قواتهم ، وفضائح عملائهم ، ونعرف كل يوم ، حجم الخراب الذي يحل ببلادنا على يد جند بوش ورامسفيلد وعلى مدار الساعة .

بعد ان افرغ قيئه ، التفت منتشيا ، لانه ادى الواجب . وعلى وجه زلماي ارتسم تعبير نادل في بار رخيص ، يسارع لتنظيف المائدة من بقايا قشور وكؤوس متعفنة!

ملاحظة : هذه الصورة القلمية لاعلاقة لها بخطاب جلال طالباني في حفل السفارة الاميركية في بغداد بمناسبة عيد الاستقلال الاميركي يوم 4 تموز 2006 .



#سلام_مسافر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نرمين لاتحزني ذاكرتنا العطرة اقوى من جيفهم
- احفاد الكاظم تحت قبة البرلمان
- ماتم بلا حدود واكاذيب بلا رقيب
- ما لم تقله كوندي
- العين الدامية
- التحرش الانتخابي
- حكومة السراديب
- عند جون الخبر اليقين


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلام مسافر - الاميركيون يحتقرون العملاء