صبري يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 2778 - 2009 / 9 / 23 - 02:09
المحور:
الادب والفن
.... .... ......
عَبروا بُرَكَ القيرِ
ماتَتْ هداهدُ الروحِ
غبارٌ مسربلٌ بجنونِ الدولارِ
تفتتَتْ عظامُ الطفولةِ
عطشٌ حارقٌ
فوقَ أسوارِ المدائنِ
ورمٌ في أعلى المخيخِ
صَرخَتْ أمٌّ
في وجهِ الدُّنيا
دموعٌ لا تجفِّفُهَا
شهقة الأحلامِ
هطلَتِ الصواريخُ
فوقَ غلاصمِ بابل
هطلَتْ فوقَ أجنحةِ الحضارة
تريدُ أنْ تقصَّ بهجةَ المكانِ
ضبابٌ فوقَ خرائطِ الحروبِ
تخثَّرَ الغسقُ
من سماكةِ الدماءِ
انقرفَ ظهرُ المدائن
لا كهرباء
عطشٌ ماحقٌ يسطو
فوقَ مهودِ البراعم
ألفيّةٌ مريضة
ناقمة على حبالِ السرّةِ
ناقمة على فراخِ اللقالقِ
ألفيّةٌ ضالّة
مشحونةٌ بالرعونةِ
خِرَقٌ متشرّبة بهواءٍ مدمى
انقضّتْ قنابلٌ غبيّة
هرسَتْ أثداءَ الأمّهاتِ
أفواهُ الأطفالِ عطشى
اندلقَتْ دنانُ الحليبِ
تمزّقَ صدرُ السَّماءِ
من تفاقماتِ القنابلِ
نَمَتْ مخالبٌ مخيفة
في شفاهِ البشرِ
تدرّجَ في سلَّمِ الشراهةِ
في كهوفِ الضواري
نامَ بينَ أوكارِ الأفاعي
أنيابٌ مقطَّرة بالنارِ!
.... ... .. .. ... يتبع!
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
#صبري_يوسف (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟