أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - حامد حمودي عباس - قوى اليسار في العراق .. بين أفعى الشيخ ( دبس ) .. وموفد المرجعيه الدينيه















المزيد.....

قوى اليسار في العراق .. بين أفعى الشيخ ( دبس ) .. وموفد المرجعيه الدينيه


حامد حمودي عباس

الحوار المتمدن-العدد: 2760 - 2009 / 9 / 5 - 09:04
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


سمعت ولم أقرأ ، بأن المرجعية الدينية في النجف ، قررت في عام من الأعوام ، إبان فترة السبعينات ، ايفاد أحد ممثليها الى احدى القرى العراقيه ، حيث بلغها بان هناك رجل أمي إدعى
تمثيله لها زورا ، وقد تجرأ بجمع الأموال المتعلقة بالنذور والحصول على ما هو حق لذرية رسول الله من خمس في المحاصيل الزراعية من الفلاحين .. وكان اسم ذلك الرجل حسب التبليغات الوارده هو ( الشيخ دبس ).. وعند وصول ممثل المرجعية الى القرية المذكوره وكان رجل معمم وتظهر عليه كل علامات رجل الدين من زي ولحية معتنى بها ، استقبله الناس بالحفاوة الكبيرة وانزلوه منزلا طيبا عند أشرف بيت .. استشعر الشيخ دبس بالخطر المحدق به ، وبدأ يعد العدة للاطاحة بغريمه وبأية صيغة ، حيث استغل حفلة العشاء الاولى والمقامه على شرف الوافد الجديد ، وبذكاء فريد دعى الشيخ المعمم لمناظرة بينهما بقصد الطريفة وقضاء الوقت ، فناوله عصى صغيره ودعاه ان يكتب على الارض كلمة ( أفعى) ، كتب الضيف الكلمة بعد ان حرص على تشكيلها وحسن خطها ضنا منه بأن الشيخ دبس سوف يزاحمه في عملية الخط ، بعد ان انتهى من عمله ، تناول الشيخ دبس عصاه ورسم بعناية شكل افعى على الارض بجوار كلمة صاحبه ، ودعى جميع الحضور من الفلاحين قائلا لهم ( التمسكم بان تميزوا لنا أي الكلمتين هي افعى ، ما كتبه صاحبي أم ما كتبته انا ؟ ) .. فاشار الجميع الى شكل الافعى الذي رسمه الشيخ ( دبس ) وأنكروا بان تكون الكلمة التي خطها الضيف على الارض ابعد من كونها شخبطة لا معنى لها .
عندذاك همس الشيخ دبس في اذن صاحبه ( دع الامور تسير بخير وغادر المنطقة فورا ، لأن الناس هنا تفهم ما أكتبه أنا ولا تفهم كتابتك ولا تعي احاديثك ، أو ان تختار الانظمام لي دون ازعاج على ان توافقني في كل ما أقوله ، حينها ستنال ما يرضيك ).. وقد اختار الرجل الثانيه لمعرفته بانه سوف يعود بخفي حنين لو رفض هذا العرض الدسم .
في ليلة اليوم التالي كان الضيف يجلس تحت منبر الشيخ دبس ويهز برأسه مع الآخرين تأثرا بتعاليمه وهو يقول ( يا معشر الناس ، أفيقوا من غفوتكم ، وتوكلوا على الله ، وتعجلوا بابداء حسناتكم التي تذهب السيئات ، فاني سمعت عن علمائنا الاعلام قولهم ، بأن من زاد في عطاء خمس ماله للرسول وذريته ، فانه سيدخل من ابواب الجنة وهو محمول على اجنحة الملائكه )
ان حال قوى اليسار التقدمي في العراق ، ومدى علاقتها بالواقع المعاش خلال المرحلة الحالية اصبح بحق ، لا يتعدى دور الموفد لتصحيح مسار الشيخ دبس حينما اسقط بيده وشعر بعدم جدوى مقاومة تيار يستند على قاعدة عريضة يؤطرها اللاوعي والأمية ، ويزيد من فاعليتها قهر معالم الفقر وانعدام الثقة بالنفس والركون الى عوالم يعتقد الناس بانها ستخلصهم مما هم فيه بمباركة من السماء . . وما حالة السكون ومجاراة واقع الحال والتخلي عن مباديء الشجاعة في المواجهة والتي راحت هذه القوى تمعن في اتخاذه موقفا في سياساتها العامه الا دليل لا يقبل الشك يدعم هذا الزعم .
العراق اليوم قد بلغ حدا من تقطيع الاوصال ما لم يبلغه في مجمل تاريخه الطويل ، وبدأت تسود فيه عناصر التفكيك الجغرافي والاجتماعي حتى بات العراقيون عنوانا للتشرد والتهجير بسبب احداث العنف المستمرة واعمال النهب المنظمة للمال العام ، وتردي الخدمات وانهيار البنى التحتية والضرب بضراوة لكل ما له صلة بالمدنية وهدم كافة صروح الثقافة واعتراض متعمد لمسيرة المثقفين الحياتية لارغامهم على الهجرةالقسرية ، حتى اصبحت البلاد خالية تماما من جميع المعنيين بالشؤون المعرفية وفي شتى المجالات ، لتسود محلها ثقافات هجينة ترتكز على أسس متخلفة تقول بما ليس له صلة بالمسيرة الفكرية المتحضره .. وجرى سحب البساط من تحت الأحزاب المؤمنة بالافكار التقدمية من قوى اليسار، وتدجينها وشل فاعليتها من خلال تمثيلها الهزيل في السلطه ، لتبقى الساحة فارغة تتسع فقط لحراك جملة من التنظيمات المتطفلة على تاريخ النضال السياسي في البلاد ، والمرتكزة على أسس دينية تضمن لها امتلاك قاعدة جماهيرية واسعه من بسطاء الناس .
والمشين في الأمر ان قوى اليسار التقدمي لم تكتفي فقط باصطفافها الى جانب قوى الاسلام السياسي في ادارتها للبلاد ، بل ذهبت صوب التشضي والفرقة ، وعدم الانسجام والظهور بمظهر الأختلاف في الرأي والموقف .. وبدلا من أن تعي هذه القوى طبيعة الاصطفافات الجديده والتي ظهرت مجددا على خلفية الاستعدادات الجارية لخوض الانتخابات المقبله ، راحت تبحث لها عن مخابيء هنا وهناك تقيها شرور المواجهة وتبعدها عن خطر الانقضاض الوهمي عليها من قبل اعدائها التقليديين في السلطه .
ولم يعد من المفهوم لدى شرائح واسعة من الواعين بخفايا ما يجري ، لماذا تصر قوى اليسار في البلاد على الوقوف موقف المتفرج ، تاركة شتى الاحتمالات تطرق افكار المتابعين لسياساتها حينما يبحثون عن جدوى المساهمة في عملية سياسية لم تصل بمقدرات البلاد الا لمزيد من العنف والتناحر الطائفي واستنزاف مدمر لخيرات لم يصل منها الى مستحقيها من ابناء الشعب الا النزر اليسير ، لماذا هذا الاستخفاف بجميع المطالبين بتفسيرات تصدر عن قيادات هذه القوى ضمن بيانات أو مؤتمرات اعلامية ، تضع تفسيرا منطقيا لما يجري من صخب سياسي واقتصادي جعل العراق ولعدة مرات على شفا حفرة من الخراب العام وبلوغ نهايات مأساوية راح ضحية لها ولا يزال المئات من الابرياء دون وضع حد لكل هذا الاسفاف بمصير شعب باكمله ؟؟ .
لقد اجتهد الكثيرون ممن حرصوا على ايجاد السبل الكفيلة بانهاء معاناة شعبنا وهم يحاورون الوضع الغير صحي للقوى اليسارية والتقدمية في البلاد وتخليها عن أخذ ادوارها الحقيقية ، وكان جل هذا الحوار قد جاء من طرف واحد ، اذ اننا لم نقرأ ولم نسمع لحد الان أي تصريح رسمي لمسؤول من قيادات هذه الاحزاب ، ولم نطلع على أي بيان مفصل يخرج عن مضمون الاستنكار لحادث عابر مهما كانت أهميته وآثاره ، ليبدأ الصمت من جديد دون الركون الى اصدار توصيفات مفصلة ورفيعة المستوى لمجمل ما حدث ويحدث من خفايا بدأت تفوح رائحتها جراء عمليات التدمير الشامل لمقدرات البلاد دون وازع من خوف ولا شعور بالوطنيه .
فالى متى تبقى قوانا اليسارية والوطنية التقدمية وهي متحصنة في مواقعها لا تقوى على ابداء ردود افعالها المشتركه حيال حراك محتدم لكافة القوى الاخرى وهي تستعد لخوض معاركها القادمه في نهاية هذا العام ؟ .. متى يتبين لنا الخيط الابيض من الخيط الاسود فنرى قيادات هذه القوى وهي تعتلي ضمن جبهة واحده منصة يغمرها الضوء ، لتنطق بما يفسر لابناء الشعب حقيقة الامور ، وتساهم في قيادة عموم الناس الى ما يجعلهم في مأمن من دمار سوف لن يبقي ولن يذر لو خليت الساحة للقوى الاسلامية المتناحرة أصلا والتي وحدت جهودها بعد حين حينما شعرت بقرب حلول موعد الانتخابات العامة في البلاد ؟ .
قد يكون الخبر المفيد عند الشيخ ( دبس ) .



#حامد_حمودي_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حزن القاتل
- ليكن لكل واحد من ربه .. وليسقط السادة والشيوخ والكهنه
- لقاء .. ومطر
- ألشخصية العربية .. بين حرية السلوك .. والأرث الديني المتأصل
- لقيطة .. وقضيه .
- كيف لأمة أن تحيا وفيها من يحكم على المرأة بالفجور، لو كشفت ع ...
- ألشعب العراقي بين رحمة جامع ( براثا ) وفلسفة الرضوخ للعقل
- لنعمل معا من أجل وحدة الصف العلماني التقدمي بكافة أطيافه وتو ...
- بين أضرحة وفقراء .. وحناجر تهتف للسماء .. ألعراق يعيش ألأمل ...
- لا زلنا نتصدر قائمة ألأمية في العالم
- ليتوقف فورا تنفيذ حكم الاعدام بالنساء العراقيات في سجون بغدا ...
- علمانيون ومتعلمنين .. ظاهرة جديده تستحق الانتباه !
- أطفالنا يهددهم مستقبلهم المشحون بالوباء .. أين الحل ؟؟
- لماذا الدين الاسلامي دون الاديان الأخرى ؟؟
- لتتوحد كافة الجهود العلمية من أجل إيقاف ظاهرة التصحر في العر ...
- نعم لمبادرة الدكتوره وفاء سلطان والدكتور سيد القمني في إحياء ...
- منشور خطير كاد يطيح بنظام الحكم في العراق
- أفكار حول إشكالية الهجرة من الريف الى المدينة في العراق .. م ...
- من مظاهر إنحسار الرقي العربي والاسلامي في بلدان اللجوء
- واحة من ذكريات عن مدينة كان يزهو العيش فيها .. وغدت خرابا تن ...


المزيد.....




- أخذ ورد بين مذيعة CNN وبيرني ساندرز بشأن ما إذا كانت إسرائيل ...
- مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين مؤيدين للفلسطينيين بجامعة أمستر ...
- على وقع حرب غزة.. مشاهد لاقتحام متظاهرين في اليونان فندقًا ي ...
- هل تقود الولايات المتحدة العالم نحو حرب كونية جديدة؟
- م.م.ن.ص// -جريمة الإبادة الجماعية- على الأرض -الحرية والديمق ...
- تمخض الحوار الاجتماعي فولد ضرب الحقوق المكتسبة
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 554
- الفصائل الفلسطينية ترفض احتمال فرض أي جهة خارجية وصايتها على ...
- بيان المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي
- حزب يساري بألمانيا يتبنى مقترحا بالبرلمان لدعم سعر وجبة -الش ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - حامد حمودي عباس - قوى اليسار في العراق .. بين أفعى الشيخ ( دبس ) .. وموفد المرجعيه الدينيه