أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حامد حمودي عباس - ليكن لكل واحد من ربه .. وليسقط السادة والشيوخ والكهنه














المزيد.....

ليكن لكل واحد من ربه .. وليسقط السادة والشيوخ والكهنه


حامد حمودي عباس

الحوار المتمدن-العدد: 2756 - 2009 / 9 / 1 - 08:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


سيبصق على وجهي الكثيرون من دعاة احترام الوقار ، وسيصمونني بكل موبقات العهر والتصابي ، لو دعوت الى أن يتشجع المرء في أن يفتح في صدره أبواب العشق وهو في سن الخمسين ، والمصيبة هي أن هؤلاء العجائز ممن سيتصدون لي بحزم ، لا يتورعون عن استراق النظر الى فاتنة وهي تمر من أمامهم على حين غرة ..

احترام الوقار مرة ، ووجوب الالتفات لما هو أهم من مشاكل العصر مرة اخرى ، تجعل من مسنينا يتهافتون في نهايات أعمارهم على دور العجزة بانتظار حلول لحضة موتهم القادمه ، لم يبح عرف الحياة البالي لمن بلغ من عمره سنا يتعدى حتى الاربعين في أن يرقص استجابة للحن مميز جميل ، ولا يتقبل ما يدعى عندنا( بالمجتمع الملتزم جدا) في أن يبتسم المسنون من ابنائه على راحتهم وفي أي وقت تهوى نفوسهم ، ولن يسمح لهم بالمرة في أن يضحكوا بصوت عالي في حضرة غيرهم من الناس وفي مقهى عام أو رصيف شارع ، انه الوقار والالتزام الشرقي الكاذب والمتهالك دوما ، لا زال يمعن القتل في النفوس البشرية كي يميتها عنوة وقبل أن يحين موعد موتها المقدر .

جميعنا تدرب جيدا على امتلاك فن هز الاكتاف حينما يمشي ، ولكل منا طريقته الخاصه في حركة اليدين عند الحديث ، ولنا جميعا فنه في تغيير نبرات صوته لتنم عن التصرف المحترم عند مخاطبة زوجاتنا أو بناتنا ، ولا يجوز لأي منا ان يفعل فعل في مكان عام يعكس للآخرين بأنه قد خرج عن المألوف ، وبالمقابل فنحن جميعا دون استثناء عجائز وشباب ، صبية وصبيان ، نتوق للعشق ، واحتضان حبيبه ، والسباحة بملابس المايوه ، أو ملابس السباحة الداخلية .. نحن جميعا نشعر بالأطمئنان حينما نخلوا لذواتنا فنحمل حملة رجل واحد على ما يضغط على نفوسنا فنرقص ونغني ونقبل الوساده ان لم تتوفر لنا انثى ، جميعنا ان شعرنا بالوحدة في مكان ما نهرع لمواجهة غير المألوف فنظهر عوراتنا لنمعن فيها النظر وكأنها درر مفقوده ، ونخاطب الجنس الاخر بصوت عالي حيث لا نتردد باعتصار رحيقه مع خيالنا المتأزم بفعل حصار ليس له حدود ، ونحاكي عقولنا الباطنه بعد تحريرها من سقم الأعراف البغيضه .. لا أحد منا يأنف حين يكون بمفرده ودون رقيب ، من التعبير عن شوقه لأن تظهر له فجأة زميلته أو زميلها في العمل كي تحدثه وتبتسم له ويبثها ما في داخله من أحاسيس ، جميعنا يشعر بالغبطة حينما تصادفه فتاة جميلة تقطر صبى وحنان ، ولا توجد فتاة على كرتنا الأرضية لا يسعدها غزل مترفع عن الشقاوه البذيئه يأتيها من فتى عابر للسبيل ، وليس من مدعي كذبا كائنا من كان ، رجل أو امرأه ان قال بأنه لا يسترق النظر عنوة الى مصدر جمال ومظهر فتنه ، حتى تلكم النساء اللواتي سلط الرجال عليهن نقاب اطمئنت قلوبهم المريضة لفاعليته في الحفاظ على شرفهم المهدد ، لا تتأخر عيونهن الجميلة المختبئة من متابعة مصادر الجمال والفتوة البديعه ، ولا مجال أبدا للاعتقاد بصحة دعاوى المنافقين حينما يصرخون بوجوهنا ان تخلقوا باخلاق أسيادكم من ألأشراف، فلا ترفعوا أعينكم للتطلع لوجه امرأة ، كونهم هم أول من يتلصص للوجوه وبفعل الطبيعة البشرية النقية من شوائب التلبس بلبوس مهلهل ، سرعان ما تتفتق اوصاله عند بلوغ حدود الاختبار .

أخبرونا زورا بأن الله جميل ويحب الجمال ، ومنعونا من التمتع بجمال أجسادنا وحدائقنا وموسيقانا ورسم ما تهبه لنا خيالاتنا من صور .. حاربوا أن نجتمع سوية ذكورا واناث على مقاعد الدراسة وفي الحدائق العامة وعند محلات التسوق ، لم يتركوا لنا أية هبة تمنحنا الفرح الانساني بما يحمله من نبل للنفوس ومحفز للعطاء الثر ، حتى أضحت ارواحنا يعصرها الجفاف وتتملكها رهبنة مقيتة دفعت بها الى القنوت والموت الأبدي .. كل ذلك ساقوه لنا باسم الرب في الأعالي ، واستساغوا اللعبة الجهنمية في ترويض أي كيان يجدوا فيه متعة لهم ونكاية بهم ان امتلكه الغير ، اطفئوا شبقهم فاباحوا تعدد الزوجات الى ما لا نهايه ، وقرروا حرمان رعاياهم من كل شيء يسعدهم على الارض ، ساهموا في افقار عباد الله في الوقت الذي خصصوا لانفسهم خمس المال العام مما يتبرع به زوار قبور الاولياء ، كل ذلك حدث ويحدث والامة المسكينة لا زالت تشخص الى خالقها تطلب المغفرة والعاقبة الحسنه .

انني وفي لحظات التجلي هذه ، اجدني أحوج ما أكون الى من يعينني على تمزيق جميع الستائر السوداء وبكل وقاحة الدنيا ، لتزول من أمامي غمامة طال أمدها جعلت مني مشروعا للبغاء ، وهتكت كل حقوقي ووزعتني شضايا بين بني جنسي وبلا رحمه .

كل ذلك حدث ويحدث ، ولم يزل من يصدر صوتا نشازا ليستنكر علي وعلى سواي حتى ألأنة البسيطه ، يوقفني ويوقف غيري عن الاعتراض والنرفزة حتى ولو كانت لا تخيف سلاطين السماء على الارض ، انهم يهربون فكري ليضعوه على أرفف اخرى غير التي أريد ، ويرسمون لي سبلا غير التي ابغي .

وتبقى دعوتي الى كل صوت حر نقي من حولي ، بأن لا تستكينوا في فضح كل عهر يراد له ان يكون مقدسا على حساب خبز الفقراء ، وليكن لكل واحد منا ربه الذي يعرفه ويطمئن اليه ، لا ضير في أن تتعدد الآلهة شرط ان يكون لكل عبد رب يحميه ويتودد اليه ، ولا ضير في ان تتجسد كل الآلهة في اله واحد لا شريك له ، ان كان للجميع صلة حميمة به لا ينوب عنهم في ذلك سيد ولا شيخ ولا قس أو كاهن .

ليكن لكل واحد منا ربه الواحد الأحد ، يسود بينهما تفاهم أزلي لا تدنسه قيمومة من متطفل .. انه عقد اجتماعي يسمو على كل العقود الضيقة بين البشر وربهم حين يبتعد عنه نواب الله من بني آدم .. ولندع من لا يختار لنفسه ربا على سجيته دون ان نرجمه بحجر ولا نار ولا رصاص .
لا نبلاء في الدين ، ولا شيوخ ولا كهنة ولا فقهاء ولا مدعين بالسيادة لقربهم من رسل رب العالمين ، وليس من حق لأحد في أن يفرض رؤاه على بشر ليقول له قل ..هو الله أحد ، وليس من حق لأحد في أن يجبر من يمتلك عقلا كعقله ، ولسانا كلسانه ، ليؤمن بما ليس له فيه قناعه ..



#حامد_حمودي_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لقاء .. ومطر
- ألشخصية العربية .. بين حرية السلوك .. والأرث الديني المتأصل
- لقيطة .. وقضيه .
- كيف لأمة أن تحيا وفيها من يحكم على المرأة بالفجور، لو كشفت ع ...
- ألشعب العراقي بين رحمة جامع ( براثا ) وفلسفة الرضوخ للعقل
- لنعمل معا من أجل وحدة الصف العلماني التقدمي بكافة أطيافه وتو ...
- بين أضرحة وفقراء .. وحناجر تهتف للسماء .. ألعراق يعيش ألأمل ...
- لا زلنا نتصدر قائمة ألأمية في العالم
- ليتوقف فورا تنفيذ حكم الاعدام بالنساء العراقيات في سجون بغدا ...
- علمانيون ومتعلمنين .. ظاهرة جديده تستحق الانتباه !
- أطفالنا يهددهم مستقبلهم المشحون بالوباء .. أين الحل ؟؟
- لماذا الدين الاسلامي دون الاديان الأخرى ؟؟
- لتتوحد كافة الجهود العلمية من أجل إيقاف ظاهرة التصحر في العر ...
- نعم لمبادرة الدكتوره وفاء سلطان والدكتور سيد القمني في إحياء ...
- منشور خطير كاد يطيح بنظام الحكم في العراق
- أفكار حول إشكالية الهجرة من الريف الى المدينة في العراق .. م ...
- من مظاهر إنحسار الرقي العربي والاسلامي في بلدان اللجوء
- واحة من ذكريات عن مدينة كان يزهو العيش فيها .. وغدت خرابا تن ...
- بين واقع مزري لأمة يقتلها ( محرروها ) .. وبين المشاعر الكاذب ...
- سيد القمني .. مصر قالتها فيك قولة حق .. فالف مبروك .


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية بالعراق تستهدف ميناء عسقلان المحتل
- المقاومة الإسلامية بالعراق تقصف قاعدة -نيفاتيم- الصهيونية+في ...
- أبسطي صغارك بأغاني البيبي..ثبتها اليوم تردد قناة طيور الجنة ...
- لولو صارت شرطيه ياولاد .. تردد قناة طيور الجنة 2024 الجديد ع ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق-: استهدفنا ميناء عسقلان النفطي ...
- بن غفير يعلن تأسيس أول سرية من اليهود الحريديم في شرطة حرس ا ...
- “ابسطي طفلك” تردد قناة طيور الجنة الجديد على نايل سات وعرب س ...
- سوناك يدعو لحماية الطلاب اليهود بالجامعات ووقف معاداة السامي ...
- هل يتسبّب -الإسلاميون- الأتراك في إنهاء حقبة أردوغان؟!
- -المسلمون في أمريكا-.. كيف تتحدى هذه الصور المفاهيم الخاطئة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حامد حمودي عباس - ليكن لكل واحد من ربه .. وليسقط السادة والشيوخ والكهنه