عادل عطية
كاتب صحفي، وقاص، وشاعر مصري
(Adel Attia)
الحوار المتمدن-العدد: 2749 - 2009 / 8 / 25 - 02:39
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
بأي ثقافة تنتظر، وتعاين بزوغ هلال رمضان ؟ ..
هل تراه مقبلاً عليك بوجه آمر ، معاقباً جسدك ، وحاملاً لك الجوع والعطش القاسي ؛ فتفقد أعصابك ، مع أقل ملامسة ، وتقودك إلى الخصومة ، والنزاع ، والضرب بكلمة الشر، ثم تصيح في وجه الناس: " اللـهم إني صائم " ، وبينما زوجتك مشغولة : " بالتهجـد المطبخي " ، تنتظر أنت بفارغ الصبر عنـد منحدر الشـمس ، أمام الغروب ، وفوهة الوقت ؛ لتطلق عنان الحرية لشرهك ونهمك ، واسرافك وبذخك ؛ حتى تجعله : " الشهر المبُذّر" ، و" مشروع تدليع صائم " ؟!..
هل تجده الشهر ، الذي يليق فيه النفاق ؛ فتغيّر وجهك ولهجتك ؛ لكي تظهر للناس عابداً صائماً ، ثم تواجههم وكأنك من موظفي الله ، وتبدأ في محاذراتك لهم ، ومعاقباتك للذين تتهمهـم : " بهتـك حرمـة الشــهر " ، وكأنك تخشى أن يفلتوا من عقاب الله ، وتهاب أن تفاجيء وتجـدهم معك في الجنة ؟!..
هل هو الشهر ، الذي توثق فيه علاقتك مع خالقك ، والسمو بالقلب والعقل والجسد والروح إلى السماويات ، أم هو فرصة للالتصاق بتلفازك الذى لاينغلق أبداً ، وكأنك لا تشاهده إلا في ايامه الثلاثين ، وقد ادهشك اعجاز رمضان ، الذي في يومه الأول ، تكون المسلسلات كلها الحلقة الأولى ، والعرض الأول ؟!..
هل هو شهر اختبار ، تجتاز فيه ارادتك امتحانها ، و تنتصر فيه على شهوات جسدك وإرتباطاته الأرضية ، وإن كان كذلك ، فكيف يصبح اختبارك اختباراً ، وامتحانك امتحاناً ، وأنت لا تخوض وجهاً لوجه ، معركتك الروحية مع الإغراءات ، ولا تمنح الحرية لغيرك ـ ممن لا يخضعون لصومك ـ ؛ ليأكلوا وليشربوا ، دون أن تفقد صيامك ؟!..
هل هذا الشهر يؤجج الأمانة والإخلاص في العمل ، أم هو يؤدي إلى الدلال والكسل ، والاهمال والنوم في العسل ؟!..
هل شهر رمضان ، موسم للخشوع والتصوف والسكينة ، يفرح فيه أولادك بحمل الفوانيس المضيئة والتناجي الملائكي مع الناس ، أم هو موسم للعبث والازعاج والاذيـة ، وأنت تشتري لهم المفرقعات ؛ ليلقونهـا بجـوار المارة ، وعلى رؤوســـــهم ؟!..
،...،...،...
ان ثقافتك الروحية ، هي التي ستحدد طريقة ممارساتك الصائبة ، أو الخاطئة ، في شـهر رمضان ، وهي في صوابيتها ، ستساعدك على اعطائك وجهة نظر جديدة ، لما يجب أن يكون عليه الصوم !
#عادل_عطية (هاشتاغ)
Adel_Attia#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟