أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عادل عطية - جيل التكفير !














المزيد.....

جيل التكفير !


عادل عطية
كاتب صحفي، وقاص، وشاعر مصري

(Adel Attia)


الحوار المتمدن-العدد: 2731 - 2009 / 8 / 7 - 04:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في قرننا هذا ، حيث نعيش ونعاصر آخر ما انتجه الابداع العقلي ، يطلع جيل يَهجْم على الحياة كالسَكْران ، يريد أن أن يحتل عقلك وفكرك ؛ ليعود بك إلى أزمنة الجهل ، وارتكابات محاكم التفتيش سيئة الذكر، والتي تضرب كمثل سائر على ذروة التعصب ، والقسوة التي لا رحمة فيها ، والاضطهاد الذي لا هوادة فيه !
أزمتهم ، أزمة وجود جوهرية ، تكمن في المسافة الفاصلة بين الحياة والموت ، بين الانطلاق والقيد ، وخطورتها تنطلق من تصورهم الخاطيء في أنفسهم ، وإعتقادهم المزيّف بأنهم يمتلكون طبيعة فَوْبشرية ، وبالتالي فهم فوق الضعف البشري وأخطائه ، مع أن خطئهم وخطيئتهم العظمى ، والتي لو يدركون ، تضعهم في أقرب مرمى لنيران تكفيراتهم ، ظنهم الآثم في أن الله بقدرته وعظمته يخشى من العلم والعلماء ، ومن المنكرين والملحدين ، وأن كلماته الموحى بها ، أضعف مـن أن تواجـه حروف كاتـب ، وخيال شاعر ، وألوان رسـام ، وكادوا أن يقولوا لله : اسـترح في سمائك ونحن سـنقوم بعملك على الأرض ، وننصرك على القوم الكافرين !
ان غالبية الذين يتخذون من الدين ستاراً ، ومن الفضيلة وسيلة وحجة يهاجمون بها غيرهم من الناس ، هم رجال الدين الذين يؤمنون بعصمتهم الإلهية ، ولكن التاريخ يعيد نفسه فيـهم وبهم ويُدينهم :
ألم يتضايق قادة اليهود المتعبدون المتدينون المدققون من تعاليم السيد المسيح ، و صاروا يحنقون جداً عليه ويصادرونه على أمور كثيرة ، وهم يراقبونه طالبين أن يصطادوا شيئاً من فمه لكي يشتكوا عليه ، واستطاعوا في النهاية ، بالرشوة ، والتشجيع على الشهادة الزور لاثبات ادانته ، أن يدقوا المسمار الأول في مأساة صلبه ؛ لأنه أكد على حقيقة أن الناموس وضع لخير الإنسان وصلاحه ، لا أن يكون الإنسان عبداً له ؟! ..
وألم يأمر كلفن ، بإحراق سيرفتوس العالم ، بالمخالفة للتعاليم المسيحية ؟!..
وألم يقل الاصوليون أن العالم الإيطالي جاليليو ، كاذب كافر ملحد فاجر لا يعرف الله ، وهو أيضاً لا يعرف الكتب المقدسة ، ويجب أن يموت ؛ لأنه أكد على الحقيقة العلمية ، التي نؤمن بها الآن ، والتي تقول : أن الأرض تدور والشمس ثابتة ؟!..
وألم يصبح الفيلسوف جيوردانو بريتو ، مثلاً يضرب على الاستشهاد في سبيل الحقيقة وحرية الفكر، ومنارة مشعة على مدار التاريخ الأوربي ، بعد أن أنتصر عصر التنوير على عصر الظلام ، وضيق الأفق ؟!..
وألم تصدر جبهة علماء الازهر بيانات التكفير ضد : فرج فودة ، ونجيب محفوظ ، وسيد القمني ، وغيرهم ؛ لنكتشف بعد ذلك انهم لم يقرأوا ما ادانوه في كتاباتهم ، ولم يسبروا غور أفكارهم ؟!..
ستبقى الحسبة ، وسيبقى المحتسبون ، وستبقى محاكماتهم موقدة ولن تنطفيء أوارها أبداً ، حتي يكفوا عن كبريائهم وإستعلائهم ، ويقروا ويعترفوا ، بأن نظرتهم إلى النصوص الدينية جامدة متزمتة ، أما عند مُفكرينا ، والمستنيرون منا ، فهي روحية متحركة ؛ لانها تُعبّر عن الله الذي يتكلم ، ويعمل ، ولـه رسائل متجـددة في كل جيل ، وفي كل موقف ! ...




#عادل_عطية (هاشتاغ)       Adel_Attia#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليست النهاية بعد !
- البحث عن فارس
- الإنسان ، ذلك السؤال الأبدي !
- ثورة الحب !!
- لنطلب الحكمة البصيرة !!
- محاكمة العقل !!
- نشيد الغضب !
- قراءة ما لا يقرأ !!
- القراءة الخاطئة للحروف المتفرّقة !
- الخطر البشري على الإنترنت !!...
- رسالة الإنترنت
- الحقائق ليست بعيدة !
- في الطريق إلى النور !
- لنتحد في صلاة !
- من سن القلم - 2
- رسائل نصّية قصيرة !!...
- ترنيمة الفصح .. والقيامة ..
- إلى القاهرة فى عيدها العاشر !
- خلاص على خطوات السقوط !!...
- الزجاج المكسور !!...


المزيد.....




- تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 شغله على نايل وعرب سات بكل ...
- حبس رئيس الأساقفة في أرمينيا بتهمة تنفيذ محاولة انقلاب
- الجيش الإسرائيلي كان يريد قتل خامنئي خلال الحرب لكن المرشد ا ...
- قائد الثورة: الكيان الصهيوني انهار وسحق تقريباً تحت ضربات ال ...
- السيد الحوثي: نبارك لأمتنا الإسلامية بانتصار إيران العظيم عل ...
- الجهاد الاسلامي تنعى القائد الإيراني محمد سعيد إيزادي
- ثبت الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل سات وعرب سات وتا ...
- شاهد.. المرشد الأعلى في إيران يعلن النصر على إسرائيل
- إسرائيل ترفض فتح المسجد الإبراهيمي كاملا للمسلمين برأس السنة ...
- فنزويلا: المعارضة خططت لهجوم على معبد يهودي في كراكاس لاتهام ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عادل عطية - جيل التكفير !