أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - خالد عبد القادر احمد - الفلسطينيون بلا اعياد














المزيد.....

الفلسطينيون بلا اعياد


خالد عبد القادر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 2722 - 2009 / 7 / 29 - 07:20
المحور: حقوق الانسان
    


كل مجتمع من المجتمعات له مناسباته الفرحة , تلك المناسبات التي تشكل فرصة لإعادة تأكيد حالة التلاحم والوحدة ألإجتماعية بين افراده وهيئاته , ولا أقصد هنا المناسبات الدينية فهذه مناسبة اكبر في حجمها من الحد القومي وهي عالمية الطابع والشمول لكنها تقتصر على حملة مذهب ما , كما لا أقصد ايضا أمناسبات التكريم من مثل عيد العمال او الام ......الخ فهذه مناسبات تذكير بوحدة الانسانية عالميا , اما الاعياد التي نقصدها هنا فهي نوعين من الاعياد فحسب تقتصر على الخصوصية القومية , هما :
المناسبة السياسية كيوم الاستقلال وفي هذا اليوم تعيد القومية التأكيد على حالة الوحدة فيما بينها , ورغم ما قد يكون في حركتها الداخلية من تباينات فان الاحتفال بمثل هذه المناسبة يعيد ابراز وجود الحد الادنى لوحدة التوجه القومي الوطنية والديموقراطية ,
المناسبة الفولكلورية العرفية , وهي المناسبة التي واكبت تاريخ التحقق والتطور القومي وهي مناسبة لا دينية لا سياسية بل هي مناسبة تعيد تاكيد حالة تواصل التاريخ القومي وان جاءت في صورة تكريم لشيء ما من النتاج او حادثة تاريخية او رمز من الرموزالتي كان لها في التاريخ القومي اثرا مميزا
كل القوميات في العالم لها مثل هذه المناسبات , ونحن الفلسطينيون ايضا كان لنا مثل هذه المناسبات في الوطن قبل عام 1948 كما في احتفالات بيادر الحصاد ومناسبات اخرى , لا اجد في الذاكرة لها الان موقعا , فقد جرى محوها من االارشيف الوطني للذاكرة الفلسطينية ضمن عملية مسح والغاء ( الوقائع والذكريات ) التي هي مكون المادة الوطنية لهذا الارشيف , وكل ذلك بخطة منهاجية صهيونية عربية استبدلت هذه المناسبات بمناسباتها هي . حيث ترانا نعرف عيد استقلال البلد المضيف , وعيد جلوس مسئول , وكل اعيادهم , لكن اجيالنا لا تعرف عن العيد الفلسطيني شيئا , بل لا تعرف ابرز مناسبات تاريخها , ولا عن جغرافية فلسطين شيئا . انها عملية محو شامل لاسس مفهوم ومقولة الوطنية الفلسطينية واستبدالها باسس مفهوم ومقولة وطنية جديدة
ليست قراءة الكنيست الصهيوني لمشروع قرار الاحتفال بذكرى نكبة 1948 قراءة اولية واقراره لها , نهج مستجد في علاقة (الصهيونية كفكر واسرائيل كتجسيد لهذا الفكر في نظام قمعي) بالقومية الفلسطينية , فهي مطروحة كبديل احلالي مكان القومية الفلسطينية . وهي ليست البديل الوحيد فاخوتنا من العرب مطروحين كبديل ايضا , ولا نجد فرقا في الواقع بين النهج الصهيوني والنهج العربي الشقيق بهذا الصدد , فالنتيجة المدمرة التي تقع على القومية الفلسطينية واحدة بسبب سلوك كليهما , وتتكثف بحالة فقدان الذاكرة والهوية الفلسطينية , وفي هذا السياق جاءت خطوة الكنيست الاسرائيلي
لكن الامر لا يقف عند حد العيد والاحتفال بل يتسع ليشمل كل مجالات الاحتفاظ بالشعور والاحساس الوطني الفلسطيني بكل مظاهره الشعبية من ملبس الى مأكل الى سلوك , حيث لم نعد في كل ذلك روحا وجوهرا فلسطينيا بل حالة تشوه في التكوين النفسي الثقافي السلوكي , بل امتد الامر حتى مس بصورة سلبية حالة نقاء الدم القومي حيث نجد الان مزجا للدم في الاجيال الجديدة , ويستتبع ذلك طبعا حالة شراكة في الملكية عبر حالة الوراثة والتوريث
ان الحالة السابقة لم يكن لها ان تتحقق بهذه الصورة السلبية الضارة بالمصير الفلسطيني واحتياجه الراهن من مستوى احساس وطني وضرورة محافظة عليها , الا بسبب عامل المرشد الفكري السلوكي الديني بصورة عامة والاسلامي منه بصورة خاصة والعرقي القومي العربي الذي يلغي من الرؤية الفلسطينية صورة الذات المستقلة والحاجة الى الحفاظ على الاستقلالية , وفي هذا السياق تلعب عملية التسويف والمماطلة السياسية وحالة تلاقف مواقف الرفض والقبول من موضوع اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة التي يمارسها تحالف شركاء تنفيذ قرار تقسيم فلسطين , دورها التامري شديد الضرر بالمصير الفلسطيني كونها تمنح المزيد من الوقت للعوامل السلبية ان تترك اثارها المدمرة في وضعنا الفلسطيني , الى جانب انها تمنع عن القومية الفلسطينية امكانية اقامة الدولة الفلسطينية والاستقلال الثقافي النفسي السلوكي الفلسطيني بها , وهو دور حضانة قومية يشكل احد جوانب الضرورة التي تستفيد منها القومية الفلسطينية في حال تحقق قيام الدولة الفلسطينية المستقلة
ان الاممية الدينية والعرقية القومية العربية , هي اممية رجعية لا تقدم للفلسطينيين سوى مزيدا من الالغاء والانتحار القومي الفلسطيني , وهي فقط تكثف وتركز وتلحق هذا الضرر بالفلسطينيين لاغير , فالقوميات الاخرى استطاعت ان تحصن نفسها ضد مثل هذا الضرر باستقلالها في حد حجم سياسي سيادي اسمه الدولة , واستطاعت ان تحصن مجتمعها بمفهوم ومقولة اولوية الدولة القومية على حساب مقولة ومفهوم الولاء الديني والعرقي , في حين بقي الفلسطينيون محرومين من هذه الميزة
ان استمرار القوى الفلسطينية ذات المرشد الفكري الاممي الديني والعرقي القومي العربي في حمل الضرر الى قوميتها الفلسطينية هو جريمة مستمرة تمارسها هذه القوى عن جهل فكري مستند الى ايمان روحي فحسب , لكن التدمير الذي تحمله هذه الجريمة هو بالتاكيد اشد خطرا على مصير القومية الفلسطينية من ضرر خيانة العمالة, ولعل في حالة الانقسام والانفصال الراهنة بصورتها الديموغرافية ذات الابعاد الافقية جغرافيا والعامودية اجتماعيا والنهجية سياسيا ,الدليل على ما نقول
ان الفلسطينيين ليسوا بلا اعياد فقط , بل اصبحوا بلا ذات قومية تفسر لهم كينونتهم التاريخية وموقعهم من الحركة السياسية العالمية , فهل تستمر قوميتنا عزة لغيرنا وهل يستمر المنا عيدا لغيرنا ونبقى نحن بلا اعياد ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟



#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تشكل السمات الشخصية اساسا للوحدة الداخلية ؟
- Dear Mr. President Barak Obama:
- حوار مع صديقي ابراهيم
- جدل ( الاجماع الفصائلي ) , ليس حوارا وطنيا
- المهمة الحضارية للادب الفلسطيني شكرا ميساء ابو غنام
- رسالة الى وزارة الخارجية الامريكية حتى نستطيع الاستجابة , يج ...
- الجزيرة : السم والدسم
- القدومي بيع الوسام من اجل لقمة العيش
- حتى لا نكون العوبة الاستعمار
- القمة الامريكية الروسية فرص امام الانسانية
- خطاب نتنياهو مناورة ضد الولايات المتحدة
- نتائج الانتخابات اللبنانية قراءة موضوعية
- جوهر الخلاف الامريكي الاسرائيلي
- اوباما يدعو الى الواقعية والسلام من اجل الحداثة
- فلسطين والصراعات ؟
- الادارة السياسية وصراعات القرن الواحد والعشرين ؟
- نتنياهو _ اوباما ..الى اين ؟
- تهنئة ومباركة تشكيل الحكومة الفلسطينية
- حول تأليف حكومة فلسطينية جديدة
- معنى اعتذار الانظمة عن استضافة مؤتمر فتح


المزيد.....




- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - خالد عبد القادر احمد - الفلسطينيون بلا اعياد