أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - خالد عبد القادر احمد - نتائج الانتخابات اللبنانية قراءة موضوعية















المزيد.....

نتائج الانتخابات اللبنانية قراءة موضوعية


خالد عبد القادر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 2673 - 2009 / 6 / 10 - 10:06
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


نعلم جميعا ان لبنان يخوض في ان واحد عددا من الصراعات على جبهات متعددة , لذلك فان اهمية الانتخابات الديموقراطية اللبنانية , من زاوية كونها استمزاج للرؤية الشعبية في كيفية ادارة الشان اللبناني و معالجة الصراعات والتقدم البرنامجي المدني في نفس اللحظة , فهي انما تحدد ثقة اغلبية المجتمع بالجهة الاكثر تعبيرا عنها من القوى السياسية اللبنانية
هنا لا بد اذن من التقدم بالتهنئة لجهة قوى 14 اذار على فوزها بثقة اغلبية المجتمع اللبناني , ودعوة قوى 8 اذار الى الخضوع الديموقراطي للقرار الشعبي , هذه الدعوة التي لا ندعوا معها الى التوقف عن الحوار من اجل الاقناع والاقتناع , ولكن ندعوا الى منع التعطيل واضاعة الجهد فحسب , وهو جوهر معنى النظام الديموقراطي والممارسة الديموقراطية , فخلال المرحلة السابقة على الانتخابات كان التعطيل هو سيد لبنان المطلق والذي استطاع اخضاع كل لبنان لسيطرته وحمله نتائج وخيمة من الاضرار
ان جوهر فهم الممارسة الديموقراطية ليس في كونها مجالا سلميا للصراع الداخلي على تنوعه وفتح هامش الفرص امام القوى الداخلية للاشراف والسيطرة على توزيع ناتج الانتاج القومي واعادة ترتيب البيت الداخلي ترتيبا سياسيا للحفاظ على التفوق الذي تحسمه الانتخابات عادة , وانما يكتمل وعي وفهم الممارسة الديموقراطية بوجود حالة قبول وخضوع من قبل الطرف الذي لم يحالفه الحظ
لقد تحددت نتيجة الانتخابات اللبنانية مسبقا بالمقدمات الموضوعية المتحققة في واقع الحياة اللبنانية , لذلك فان الضجيج الشعاراتي لم يكن ليلعب دورا اكثر اهمية وحسم مما هو مقدر له في الواقع , وبهذا الصدد فانه لا يمكن الا قراء نتائج الانتخابات تبعا وقياسا لمقدماتها
فعلى صعيد الصراع الداخلي المنقسم الى مجالين هما الطبقي والطائفي , كان لا يمكن للحس الشعبي اللبناني الا ان يختار الوحدة القومية اللبنانية توجها نحو المستقبل والتنمية والتماسك الامني وهي مسائل تدفع بحالة الولاء الطائفي الى الخلف او تجبرها على ان تلعب دورا ايجابيا تجاه هدف تحقيق الوحدة القومية في لبنان والارتفاع بها عن درجة الولاء الطائفي وبهذا الصدد فاننا نسجل للشعب اللبناني التهنئة على هذا الانجاز التراكمي لصالح الولاء القومي على حساب الولاء الطائفي
ان الصراع بين الطبقي والطائفي في لبنان اجتاز كما يبدو وان بنسبة لا تزال ضعيفة مسالة اولوية الولاء الطائفي او انه جيرها لصالح وحدة مصالح الطبقة البرجوازية المسيطرة في لبنان بوجود وطن محدد الحدود تستقل البرجوازية اللبنانية في استثماره ومنافسة القوميات الاخرى على هذا الاستقلال وهنا نلاحظ وحدة رفض الطبقة البرجوازية اللبنانية للانقسام والتقسيم الطائفي الذي في ظل وجود السلاح بالانجرار الى الانقسام الجغرافي السياسي كما حدث في الجوار الفلسطيني , الامر الذي يؤشر الى رقي وعي طبقي اعلى لدى البجوازية اللبنانية عن الموجود في الجوار الفلسطيني والذي يرفض حتى النصيحة الخارجية
ولم يكن الحس الشعبي اللبناني بعيدا عن الارتقاء الى هذا المستوى فمستوى رقي الوعي الوطني القومي اما ان يرتقي او ان يهبط تبعا لوعي وادراك الطبقة المسيطرة في المجتمع , وهو امر ليس من امور الثقافة الاجتماعية بمقدار ما هو انعكاس حسي في المجتمع تبعا لما تعممه الطبقة المسيطرة فيه من مقولات اساسية , لذلك مثلا لا تنجح المقولات القومية العربية في تحديد حس ومزاج شعبي اقليمي يسهم في تحقيق وحدة قومية عربية لان سلوك الطبقات المسيطرة في مجتمعات المنطقة يعكس قناعات التباين والتعددية القومية وهوامر يحدده لها موضوعيا تباين وتعددية مصالحها
اما على صعيد الصراع مع الاطراف القومية الاخرى , فان المجتمع اللبناني يدرك ايضا ضرورة العامل الامني على اساس الوحدة القومية اللبنانية من اجل الحفاظ على استقلال وسيادة الوطن لبنان , وهو امر نجحت تماما قوى 14 اذار في تثبيته باعتباره قناعات راسخة في الوعي الاجتماعي السياسي اللبناني وهو يتقاطع ايجابيا مع الوحدة القومية لمصالح الطبقات المتصارعة في المجتمع و وهكذا يقبل المجتمع اللبناني بحقيقة وجود مسافة وهامش بين الولاء المباشر لمقولة الوطن لبنان ومقولة الوحدة القومية العربية فالانتخابات هنا هي تشريع للنظام اللبناني وتصريحا اجتماعيا له بالحفاظ على هذه المسافة وعدم تعريض الاستقلال والسيادة اللبنانية لخطر اجنبي بغض النظر ان يكون ذلك عسكريا مباشرا من قبل الكيان الصهيوني وسوريا ام عبر الالتزامات الدولية التي تحاول استلاب لبنان سيادته واستقلاله وكذلك ايضا في رقابة حركة الاطراف الداخلية وعلاقاتها الخارجية
ان تقاطع قضايا شغلت طويلا الوضع اللبناني من مثل محاكمة نهج الاغتيال السياسي عبر مسالة محاكمة اغتيال رفيق الحريري او وحدة الشرعية اللبنانية وضرورة الخضوع لها كما في قضية السلاح غير الشرعي بغض النظر عن ماهيته واسبابه وعلاقته في تعريض لبنان للخطر هي ايضا منالقضايا التي يتقاطع معها الداخلي بالخارجي وهي محل اهتمام الطبقة البرجوازية اللبنانية ومحاولتها معالجتها على اساس شرط استقلاليتها وسيادتها غير المنقوصة , وكذلك ايضا مسالة الاتفاقيات الدولية التي سبق للبنان وان ابرمها مع اطراف دولية ان هيئة الامم المتحدة او دول اخرى فكل هذه القضايا ستكون قضايا تحت اضاءة تركيزالبرجوازية اللبنانية عليها وستكون المسائل الرئيسية التي تشغل بال النظام اللبناني وهي ايضا ستكون شارط اعادة الهيكلة الوظيفية اللبنانية التي لا بد وان تحدثها الطبقة المسيطرة بهدف تسهيل حركتها القيادية لذلك فنحن لا نتوقع في ظل النمطية السياسية السائدة في الطوائف اللبنانية والمسيطرة عليه ان تكون نتائج الانتخابات اللبنانية قد حسمت خلافات الاطراف الداخلية في نهج الحركة حيث عادة ما يتراجع الوعي الوطني العام بعد حالة الانتخابات والممارسة الديموقراطية المبهرة مخليا الامر للعقلية الطائفية للتعامل بدلا عنها وهوما يكشف حقيقة ( مدى الديموقراطية ) في الواقع والحقيقة لذلك ابتدئنا هذه الكتابة وننهيها بالدعوة الى ضرورة استكمال وعينا بالديموقراطية بضرورة الخضوع الواعي لما يترتب تاليا على فوز جهة ما بالانتخابات وقيادتها وعلاقتها بمن لم يحالفهم الحظ؟
ان مستقبل لبنان يحدده اذن حالة الوعي مابين حدي الممارسة الديموقراطية حد الاغلبية وحد الاقلية ....



#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جوهر الخلاف الامريكي الاسرائيلي
- اوباما يدعو الى الواقعية والسلام من اجل الحداثة
- فلسطين والصراعات ؟
- الادارة السياسية وصراعات القرن الواحد والعشرين ؟
- نتنياهو _ اوباما ..الى اين ؟
- تهنئة ومباركة تشكيل الحكومة الفلسطينية
- حول تأليف حكومة فلسطينية جديدة
- معنى اعتذار الانظمة عن استضافة مؤتمر فتح
- ردا على التعليقات على مقال (فتح والولاء القاتل)
- فتح والولاء القاتل
- دور التخلف في اعاقة الحوارالفلسطيني عن الاتفاق
- موقف من قوى اليسار الفلسطيني
- ماذا لو نجح الحوار الفلسطيني؟
- الطبقة العاملة الفلسطينية وعيد العمال
- وهكذا تكلم الجعبري نيابة عن حزب التحرير
- ليبرمان كمبارس الوزارة الاسرائيلية
- وعود اوباما تعبير عن ماذا؟
- عهد اوباما , بين الضرورة السياسية والتفسير الاخلاقي
- حدة التصريحات الامريكية الاسرائيلية
- في رثاء المشرد_محمود محمد رشيد العنبتاوي


المزيد.....




- بوتين يؤدي اليمين لولاية خامسة في حكم روسيا: لا نرفض الحوار ...
- لافروف يؤكد مع نظيره السعودي ضرورة توحيد الجهود لحل الصراعات ...
- 1.5 ألف جندي ومدرعات غربية ومستودعات وقود.. الدفاع الروسية ت ...
- وسائل إعلام: -حزب الله- أطلق 6 مسيرات مفخخة من لبنان باتجاه ...
- يوم عالمي بلا حمية غذائية.. شهادات لأعوام في جحيم الهواجس ال ...
- ماذا نعرف عن -رفح-- المعبر والمدينة؟
- وزيرة الخارجية الألمانية تضيع ركلة ترجيح أمام فيجي
- -جدار الموت-.. اقتراح مثير لسلامة رواد القمر
- لحظة دخول بوتين إلى قصر الكرملين الكبير لأداء اليمن الدستوري ...
- معارك حسمت الحرب الوطنية العظمى


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - خالد عبد القادر احمد - نتائج الانتخابات اللبنانية قراءة موضوعية