فلسطين والصراعات ؟

خالد عبد القادر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 2666 - 2009 / 6 / 3 - 08:48
المحور: القضية الفلسطينية
    

اليوم نقلت دنيا الوطن على شريط الاخبار . نبأ ان ايران نشرط جزءا من اسطولها البحري مقابل الامارات العربية المتحدة , وفي نفس الخبر تصريحات حول ( الخوف ) الاسرائيلي من القوة الجاهزية العسكرية الايرانية
( وأشار وزير الدفاع الإيراني إلى صنع غواصه إيرانيه، مؤكداً أن کل الأجهزة الإلكترونية والضوئية يتم تصميمها وإنتاجها داخل البلاد (محلياً) وحتى أن جزءاً منها يتم تصديره إلى الخارج." ونوه إلى إطلاق صاروخ "سجيل 2" بنجاح قائلاً "إن الأقمار الصناعية للجهات المعادية أكدوا هذا الإطلاق وأن إطلاقه أثار الخوف والهلع في نفوس الأعداء، خاصة الإسرائيليين،" وفقاً للوكالة.)
وعلى نفس شريط الاخبار نلاحظ الخبر الذي يدعوا به قادة المستوطنات في الضفة كمية من سكان اسرائيل الى الاحتماء بمستوطنات الضفة وقيه:
(وجاء في الدعوة أن المستوطنين مستعدون لاستضافة 530 ألف ضيف في بيوتهم وفي المباني العامة القائمة في مستوطناتهم وتوفير الغذاء والشراب لهم لعدة شهور. ومن لا يصدق أن المستوطنين قادرون على ذلك، يدعونهم إلى القدوم للمستوطنات والتيقن بأنفسهم مما يقولون. واعتبرت هذه الدعوة بمثابة صفعة للجيش الإسرائيلي الذي يجري تدريبات للمواطنين والمؤسسات العامة لمواجهة خطر إطلاق الصواريخ على إسرائيل من عدة جبهات في آن واحد (لبنان وإيران وسورية وغزة). فمع أن غرض المستوطنين هو الترويج لمشروعهم الاستيطاني الاستعماري وليس محاربة الجيش، إلا أن مفادها الأساسي هو أن الجيش لن يحمي الإسرائيليين كما يحميهم المستوطنون.)
هنا لست اريد ان اشير الى اخوة من الكتاب اللذين نصبوا انفسهم وكلاء دفاع عن السياسة الايرانية , ولست ادعوهم الى تفسير حركة ايران في نشر قواتها البحرية في مواجهة شواطيء الامارات في الوقت الذي يعلنون به تهديداتهم بافناء اسرائيل , فنحن غير معنيين بمسائلتهم عن ذلك , لا مسائلة الايرانيين ولا الاخوة الكتاب , ولكن , الا يستدعي الامر منا ملاحظة النتائج الموضوعية التي تترتب ضد الفلسطينيين جراء الصراع المعلن بين ايران واسرائيل والذي تقوم اسرائيل بتجييره لصالح العملية الاستيطانية في الضفة الغربية , الا تضيف الى التهديد الايراني مسالة صواريخ جنوب لبنان وصواريخ غزة ؟ وتجعلها من العوامل الفاعلة ضد الدعوات لوقف العملية الاستيطانية بغض النظر عن مصدر هذه الدعوات فلسطينية كانت او غير فلسطينية
ان النتائج الموضوعية التي تترتب في العادة على الفلسطينيين جراء الصراعات التي تدور من حولها هي نتائج ضارة مدمرة , وذلك كان ايام كان هناك حد ادنى من التوافق الداخلي الفلسطيني , فكيف الان بمواكبة حالة الانقسام الفلسطينية الراهنة والتي لا يبدو منها مخرجا طالما انها ترتبت على حالة الاستجابة لاطراف حالة الصراع الدولي دون ان تستند الى تماسك على استقلالية رؤية وطنية فلسطينية خاصة , بل للاسف فان تهم التخوين جاهزة طالما ان هذا او ذك من الانقساميين لم يستجب في ولاءه للطرف الدولي الذي يؤيده الطرف الانقسامي الاخر
ان مقياس الوطنية عند الانقساميين اصبح لا يقاس بمقياس تحقق ا انعدام فائدة الموقف والتقييم السياسي بل بمقدار تحقق الولاء للخارج , وهنا تكمن طامة فلسطين الكبرى المنقسمة على نفسها بانقسام حركتها الوطنية على شتات الموقف السياسي العالمي
ان علاج مسالة الانقسام الفلسطيني يجب ان يبدأ من العمل على تجاوز هذه الحالة وتعطيل عامل الولاء لغير فلسطين في مفهوم الحركة السياسية للفصيل الفلسطيني بغض النظر عن ان يكون جهاديا او علمانيا او لا طبقي او....الخ فهل من مستمع ؟

#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل