اليمين الصهيوني والسلوك الاوروبي ..اين يصبان؟

خالد عبد القادر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 2605 - 2009 / 4 / 3 - 05:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

لا يبدوا انه من الصدفة في شيء , ان يتزامن نجاح اليمين الصهيوني في الانتخابات , وتغريد اوروبا خارج سرب الموقف من حزب الله وحركة حماس وبارتفاع ووقاحة الصوت البريطاني , في مقابل استقرار الموقف والنهج الامريكي , مما يدلل على اتساع هامش المسافة في العلاقات بين الموقفين والنهجين , وعلى التحديد في مسالة خارطة الشرق الاوسط الجديد
ولا يبدو في المقابل غريبا ملاحظة التوجه الامريكي نحو الصين وروسيا , الامر الذي يثير التساؤل حول التغير الذي قد يكون قد طرأ على علاقة التحالف الامريكية الاوروبية القديمة والتي كان قمة تالقها ابان الحرب الباردة , ويبدو ان انهيار الاتحاد السوفياتي وتبلور تركيبة عالمية جديدة من الجيوسياسي لعب شرطا حاسما في احداث هذا التغيير

ان ملامح هذا التغيير لوحظت من فترة ما بعد الحرب الصهيوني على لبنان , حيث بدا تراجع تأثير الموقف الامريكي وتقدم تاثير الموقف الاوروبي , وكان نجاح قمة الدوحة بصدد القضية اللبنانية هو اول مؤشر رسمي على ذلك اذ تم تحت اشراف المايسترو الفرنسي كممثل للمركز الاوروبي , وتاليا لوحظ حدوث تغييرات على علاقة الانظمة الاقليمية بالولايات المتحدة تراجعا والاعلان عن ذلك صراحة من قبل بعض انظمة المنطقة في ادعاء انها تبحث عن التوازن في علاقاتها العالمية , وكان من مؤشرات هذا الامر المفاوضات السورية الاسرائيلية بتوسط العراب التركي المسلم بعيدا عن العين الامريكية والذي لم تعترضه الحرب على غزة وانما كانت هذه الحرب من شروط النجاح المنتظر لهذه المفاوضات , وهي مسالة استكملتها اعاقة حالة التقارب والحوار الفلسطيني الفلسطيني , ومحاولة عزل مصر عن الحركة السياسية الاقليمية وقد انتهى ذلك الى غياب الرئيس حسني مبارك عن القمة الاخيرة

وفي اللحظة التي يجري معها التاكيد الامريكي على تسوية النزاع الفلسطيني الصهيوني على اساس حل الدولتين , ينجح اليمين الصهيوني الرافض لهذا الحل والذي يستبدله بالحل الاقتصادي ( انعاش الحياة المعيشية للاسرة الفلسطينية ) الامر الذي قد يؤدي الى تجميد عملية التفاوض الفلسطينية الصهيونية بسبب موقف فلسطيني رافض للرؤية اليمينية الصهيونية وهو وضع يعاكس تماما اعلان اوباما العزم على تحريك مفاوضات التسوية الفلسطينية الصهيونية , فكيف يمكن عدم ملاحظة اقدام اوروبا على انعاش الحالة الانقسامي التي تعيشها المنطقة وهي قد بدات فعليا نسج العلاقات مع حزب الله وحركة حماس ؟

قد يجيب البعض ان فاتحة العلاقات المرنة بدأتها الولايات المتحدة بمبادرات امريكية ايجابية تجاه ايران وسوريا , مما يعطي الانطباع ان تناغما امريكيا اوروبيا هو وراء ذلك , لكنه بغض النظر عن صاب او خطأ هذا الاستنتاج فان التغييب الصهيوني لمقولة حل الدولتين وغياب مقولة الاستقلال الكردستاني في دولة , فهو انما يؤشر الى الشروط التي يضعها التحالف الاقليمي على قبول خارطة للشرق الاوسط لا يبدو انها ستكون بعيدة عن الرسم الاوروبي الذي تلا الحرب العالمية الثانية لها

ان مراكز التحالف الاقليمي _ الكيان الصهيوني, تركيا , ايران_ هي ذات مطامع توسع قومي كلها على حساب ( القومية العربية _ وهذه المراكز لا تخفي شعاراتها التوسعية , وتملك امكانيات تحقيقها تراكميا , الى جانب انها تملك قدرة مساومة المراكز العالمية للاستعمار واللعب على هوامش تناقضاتها , بل والضعط على مصالحها الامر الذي يعطي احتمالات نجاحها او نجاح بعضها امكانية التحقق النسبي والتراكمي , لكنه بالتاكيد يبدا من حد ادنى هو تثبيت شرعية مكتسباتها التي حققتها من خارطة الشرق الاوسط القديم

ان الصورة السابقة تتطلب من القيادة الفلسطينية اخذ متغيرات حالة الصراع العالمي بعين اعتبار تمسكها ( بنهج السلام) وهو التمسك الذي يجب ان تشترطه بشروط هي على كل حال قد اعلنتها , غير ان السؤال الذي يجب على القيادة الفلسطينية ان تطرحه على نفسها هو , ما العمل في حال فشل او مهادنة او خضوع مراكز الاستعمار العالمية لمطالب التحالف الاقليمي مع ملاحظة تقلص مسافة التناغم والانسجام في علاقة المركزين الاكثر تاثيرا في المنطقة , الامريكي والاوروبي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل