القدسية........والقدس

خالد عبد القادر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 2570 - 2009 / 2 / 27 - 09:03
المحور: القضية الفلسطينية
    

ليست القدسية المقصودة هنا , تلك الاكلة الشهيرة اللذيذة , لكنها القدسية من التقديس والذي هو جزء من اتحاد الايمان والطاعة في صورة محددة من الاحترام , هذه القدسية التي اشير لها هنا والتي في كمالها من حق الله وحده عز وجل , لكنها في التشابه الانساني لها , حق لكل اساسي في حياتنا ووجودنا , كالذات و المجتمع والوطن , وحقوقها , قجميعها لها قدسية مكتسبة , الاصل في اكتسابها انها هبة من الله عز وجل , وكذلك انها من ضرورات استمرار الوجود.
الهوية الفلسطينية ايضا لها قدسيتها , التي نغار عليها حين يمسها سوء فنثور لها ثورة لاتحتسب في حساباتها التضحيات , بل نقدم في سبيل الحفاظ عليها التضحيات المتتالية بصدر رحب , لكننا ننكص عن التضحية اذا وصل احساسنا ان الغيرة على هويتنا والتضحيات المطلوبة لم تكن خالصة لهويتنا بل ان التحاجج بهويتنا انما هو تغطية على مشبوهات , لذلك نجد الالتفاف الجماهيري الفلسطيني يتناقص من حول الاسلوب او الاداة التي يمس قناعتنا سوء انها بصدد تمثيل صحيح لهويتنا الفلسطينية ,
نعم نحن ندافع عن _ بقايا _ شرعية واستقلالية تمثيل الهوية الفلسطينية وبقايا استقلالية القرار الوطني الفلسطيني , غير انه لنا ملاحظات على _ الشخوص المعبرة _ عن هذه الشرعية الفلسطينية , ولا اقصد هنا منظمة التحرير الفلسطينية فحسب , بل ايضا الفصائل الفلسطينية _ كلها _ , ليس ذلك فحسب بل ان لنا ملاحظات على نهج الحركة التفاوضي وعلى الرصاصة المقاومة , حيث ينقسم النهج الفلسطيني الى نهجين لا لقاء بينهما ,
الاول لسان ينطق باتجاه القوى العالمية التي ترغب بتحجيم الكيان الصهيوني وتحجيم قوى اقليمية اخرى , ومع ذلك فان هذا الاتجاه العالمي لا يتعامل بنفس المبدئية مع قضيايا وقوى المنطقة فهو يسلك منطق القوة مع البعض ومنطق الضغط السلمي مع الكيان الصهيوني
الثاني بندقية تعبر عن اتجاه اقليمي ممانع للضغوط العنيفة التي يمارسها الاتجاه العالمي ضد القوى الاقليمية التي ليس منها الكيان الصهيوني , وهذا الاتجاه الاقليمي يوظف بصورة انتهازية البندقية اللبنانية والفلسطينية في الحوار العنيف مع الاتجاه العالمي في حين انه يهرول مكشوف ............ للحوار الدبلوماسي والهاديء مع هذا الاتجاه العالمي
هل يحق لنا هنا ان نستمر في تقديس اللسان التفاوضي والرصاصة المقاومة , ام يجب ان نشير للطرفين بان للقدسية حد لا يجب ان يدفع الشعب الفلسطيني للقفز عنه وتجاوزه , وحتى لا تحدث مثل هذه القفزة فان على اللسان والرصاصة ان يعبرا بصورة نقية عن استقلالية هوية النهج الفلسطيني , وان يبدا ذلك من خطوة الاثبات والبرهان للقوى العالمية والاقليمية ان الفلسطينيين لن يضحوا بهويتهم ووطنهم واستقلالهم وسيادتهم على مذبح مقولة الاخوة والولاء والسلام
ما دفعني الى هذه الكتابة رغم صعوبة الوضع الخاص, هو استمرار القبول الفلسطيني بنهج النفاق العالمي والاقليمي على شرعية الحالة الفلسطينية الراهنة الممزقة الى حالة لا مركزية كان يجب ان تكون اساس وحدتنا القومية الفلسطينية اصلا , هذا النفاق العالمي الذي يتناغم وينسجم مع حركة الكيان الصهيوني الخاصة في تدمير القومية والهوية والوجود الفلسطيني , ولم لا طالما ان المفاوض ليس على تماس مع البندقية المقاومة , والبندقية المقاومة لا تمثل المصلحة الفلسطينية ’ اذن فلتكن مذابح غزة , وليكن هدم الوجود الفلسطيني في القدس , وليعطي الكيان الصهيوني تدمير غزة بعملية تدمير القدس
هل يحترمنا العالم اذا لم نحترم انفسنا ؟ ولماذا نطلب منه ان يحترمنا طالما ان اوروبا تسكت عن هدم المنازل الفلسطينية في القدس ورئيسنا محمود عباس يتجول في اوروبا , ولماذا تحترم الادارة الامريكية البندقية الفلسطينية المقاومة , طالما ان هذه المقاومة تضع خلسة رسائل ( محاولات ) الاتصال بهذه الادارة خلسة على ابواب المكاتب الدولية ,
حين قرات خبر هدم المنازل في القدس , عادت بي الذاكرة الى تاريخ الحركة الصهيونية بهذه المدينة منذ عام 1967 وحتى الان , وتساؤلت ماذا كان موقف اوروبا والولايات المتحدة من هذه الحركة , التي من المفترض انها بحسب القرارات الدولية منطقة مرشحة لان تكون تحت ادارة دولية , وبحسب القرارات الدولية ايضا معترف بالقدس كجزء من الحالة الاحتلالية الصهيونية , وكانت نتيجة المراجعة هو سؤال ماذا قدمنا نحن الفلسطينيين للقدس ؟
مطلوب لسان فلسطيني
مطلوب بندقية فلسطينية
مطلوب مركزية قوة فلسطينية
مطلوب سياسة تحرير لا سياسة ازعاج
مطلوب اولوية مطلقة للشرعية الفلسطينية
مطلوب توحيد المجتمع الفلسطيني وتعبئته في ظل ما ذكرنا سابقا

#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل