الجغرافيا الفلسطينية .. هو نقص برامج الفصائل الفلسطينية

خالد عبد القادر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 2569 - 2009 / 2 / 26 - 09:42
المحور: القضية الفلسطينية
    

البرنامج الاستعماري الصهيوني ,يتميز ويتفوق على البرنامج النضالي الفلسطيني , بعدد من المزايا , وليس مهما هنا ان نشير الى طبيعته العدوانية والظالمة .....الخ من الصفات التي تشفي الغليل ولا تعطي نتائج , وهنا ساتعرض الى ميزة واحدة من هذه المزايا , وهي مزية ارتكاز فكر البرنامج الصهيوني الى القناعة بمحتوى جغرافي محدد , وهو امر يخلو منه برنامج النضال الفلسطيني
ان المقصود هنا هو وضوح المرحلية الجغرافية لتحقيق البرنامج الصهيوني في التحقق , والتي بموجبها جرى صهيونيا تنفيذ التاكتيك اللازم , وصولا الى الاستيلاء على ( نطاق جغرافي محدد واعتماده مرتكزا للانطلاق للاستيلاء على باقي الجغرافيا اللازمة للتحول الى اسرائيل الكبرى ) فاين هي جغرافيا البرنامج النضالي الوطني الفلسطيني ؟
اذا دققنا النظر في محتوى خلافات الاحزاب الصهيونية الخطية , والتي تتبلور اكثر فاكثر اثناء الانتخابات حول ادارة المشروع الصهيوني , سنجد في الواقع والحقيقة ان هذه الخلافات بدات حول تامين شروط سلامة جغرافيا الكيان الصهيوني , دولة اسرائيل , بمختلف المستلزمات المطلوبة لبقاء وامن كينونة هذه الدولة وتهياتها منطلقا لمرحلة جغرافية تالية , لذلك لم يكن غريبا ان يكون ( النقاء اليهودي ) هو اخر ما تم طرحه على صعيد الحوار الداخلي في الكيان الصهيوني , كما ان اتباع مختلف سياسات التضييق على الفلسطينيين وتجريدهم من مقومات الصمود والتواجد على ارض فلسطين , الى جانب الاستماتة في تنفيذ سياسة استيطانية , ليس هدفها التواجد بل هدفها ازاحة الفلسطيني .... الخ فاننا نجد مايمكن تسميته بسياسة تحرير صهيونية لجغرافية فلسطين من الوجود الفلسطيني لا تعرف الكلل او الملل , في حين ان البرنامج النضالي الفلسطيني ليس عنده محتوى جغرافي محدد وواضح يجري تحريره من الاحتلال الصهيوني , فنحن على خلاف داخلي نناقشه بقوة السلاح بين بعضنا البعضحول الاجابة على اسئلة من نوع فلسطين ( خصوصية او جزئية ) ( فلسطين من النهر الى البحر او دولة فلسطينية ممكنة ) ( فلسطين هل هي قرار وطني مستقل ام هي قرار عالمي عربي اسلامي)
ان هذه المعضلة الفلسطينية هي من المعضلات التاريخية للنضال الفلسطيني التي ان الاوان للاجابة على اسئلتها بصورة محددة دقيقة باعتبار الجغرافيا هي جوهر المطلب التاكتيكي والاستراتيجي والذي يمكن في النهاية ان يقود الى التفوق , وهي ايضا جوهر حضور الحضارة الفكرية النفسية السلوكية للنضال , فنحن لا نناضل للتمتع بالتفاوض ولا نناضل للتمتع بصوت الرصاص , بل المفترض اننا نناضل للتمتع بجغرافيا الوطن . حيث جغرافيا الوطن هي الاساس المادي لوحدة الارادة الانسانية في ظاهرة محددة متميزة , جرى حتى الان انكارها ولو اننا نتراقص حول حقيقة وجودها بمسميات من نوع ( الهوية الفلسطينية , الخصوصية الفلسطينية , اولوية الجهاد , ....الخ )
هل يمكن لبرنامج نضالي تحرري ان يستجيب لضرورات النضال دون تحديد جغرافي محدد , انه عبثية اذن , والعبثية لم تعد من امكانيات الوضع الفلسطيني وشروطه المجحفة ,لذلك فان مؤتمر ( المصالحة ) مرفوض بهذه التسمية لانه بالضبط تسمية سليمة لنهج خاطئة , فسقوط الجغرافية من لغة المتحاورين واستبدالها بالحوار حول محاصصة , هو جوهر الانتهازية الفكرية والسياسية , ان المطلوب من الحوار هوان يعيد للجغرافيا قيمتها الحقيقة والفعلية باعتبارها جوهر النضال الفلسطيني الذي يحاول استعادة وحدته الاجتماعية الاقتصادية السياسية أي صورة خصوصيته القومية في مجتمع محدد السمات والمواصفات ومسار التاريخ في التطور ,
ان المطلوب اذن هو مؤتمر تصويب خطي لبرنامج النضال الوطني الفلسطيني , واستعادة اساس وحدة التوجه والنهج والذي لا يلغي تنوع كيفية الاستجابة , ان التحديد الجغرافي هنا هو تحديد لوحدة المهمة النضالية , وهي ( وحدة المهمة النضالية ) الكفيلة بتحجيم المدى الذي يمكن ان يذهب اليه تنوع اتجاه الرؤى

#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل