أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد عبد القادر احمد - على من نطلق الرصاص ؟















المزيد.....

على من نطلق الرصاص ؟


خالد عبد القادر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 2542 - 2009 / 1 / 30 - 09:06
المحور: القضية الفلسطينية
    


لم يكن ارنست همنغواي مخطئا حين كتب قصته الشهيرة ووضع لها هذا العنوان ( على من نطلق الرصاص ) ؟ , ويبدو ان الوضع الفلسطيني بحاجة ماسة ( الان ) الى الاجابة على هذا السؤال , وضرورة ان يعيد الشعب الفلسطيني تقييم موقفه والتفافه حول الفصائل تبعا للاجابة على هذا السؤال .
لم تكن اتفاقيات اوسلو وما تلاها من اتفاقيات , هي مبرر الانقسام الفلسطيني , فالانقسام في الحركة الفلسطينية موجود قبل ذلك بكثير بل يمتد العمق التاريخي لهذا الانقسام الى ما قبل هزيمة 1948 , وملامحه الرئيسية هي حالة التزاوج بين التعددية السياسية والتعددية العسكرية , ولم تكن اشكال اللقاء بين هذا التعدد في الشرعيات الا حالة اضطرارية للاستقواء ببعضها البعض , طالما كان لذلك حاجة في الوضع الفصائلي , وكان الحركة المنقسمة على نفسها هي المظهر الرئيسي في معظم الوقت ,
ان الاساس في انقسام الحركة الفلسطينية هو في الانقسام النظري الخطي وليس في التعددية السياسية والعسكرية فهذه ليست في الواقع سوى التبلور المادي السياسي العسكري للتعددية النظرية التي هي الاصل والاساس , أي الانقسام في الوعي والشعارات الارشادية التي تتبلور تبعا له , واصل كل ذلك هو وجود او عدم وجود القناعة بان فلسطين هي للقومية الفلسطينية , وان لها خصوصيتها التاريخية الاجتماعية الاقتصادية السياسية , التي تستقل بها عن باقي القوميات في المنطقة وان تشابه بينها بعض الصفات كاللغة والدين ......الخ , وهي جميعا جزء من عامل التكوين الثقافي الاجتماعي , الذي قد يتواجد بين قوميات مستقلة , بل ان اكثر منه تشابها بين المانيا والنمسا لم يجعل منهما قومية او امة واحدة .
ان اول انعكاس لهذا التنوع في الوعي كان حالة انقسام لما هو وطني عن ما هو غير وطني , لذلك لم يكن ممكنا الا ان يتقوى الوعي بالسلاح , وان تصبح الشرعية منقسمة الى شرعية وطنية وشرعية غير وطنية , تبعا للقرب والبعد في الوعي من مقولة نسبة ( فلسطين ) الى الفلسطينيين كوطن , ونسبة الفلسطينيين الى ( فلسطين ) كعامل انساني , وفي هذا الجدل بينهما وقع تخبط وارتباك الفرد الفلسطيني , والذي احتكم فيه الى التربية الثقافية السلوكية التي ربته عليها اطراف غير فلسطينية حيث تصبح اولوياته الوحدة الوهمية للقضية القومية العربية , واضطراره احيانا الى الاستجابة للالحاح الضرورة والحاجة ( الفلسطينية ) حيث تضطره الى العمل المستقل المنفرد ,
وفي تاريخنا الفلسطيني الحديث , تدل التجربة على ان تغاضيه عن استقلاليته وخصوصيته القومية الفلسطينية كان سرعان ما يوقعه في فخ الهزيمة عبر الانصياع لحالة التمزق القومية العربية المحيطة به , بل وصل الامر حد الغباء حين قبل تفسير حركة الجيوش العربية عام 1947-48 باعتبارها حركة انقاذ , لا حركة تنفيذ لقرار التقسيم وتنفيذ لعملية اقتسام فلسطين , بل وكان الغباء الاكبر حين استكان الى الثقة بمقولة الانظمة انها تعمل لتحرير فلسطين , فتخلى لها عن حقه في المبادرة للنضال الوطني من اجل التحرر , بل والادهى الان ان الغباء الفلسطيني الذي لا ذاكرة وطنية له , يعيد عبر خدعة الالتفاف الديني والقومي العربي التاريخية , ممارسة الانتحار الذاتي والعمل على ضرب ( اول مركزية شرعية تاريخية فلسطينية ) , مسلما امره لاكثر رموز الخيانة وقاحة في تاريخ فلسطين .
ان الهجوم على ( المؤسسة ) الوطنية للشرعية والمركزية الفلسطينية , ليس في الواقع سوى الهدف الذي كانت القوى الدينية السياسية منذ نشاتها تطلق عليه الرصاص ولو اضطرت الى تزوير تفسير النص الديني , بمقولة ان فلسطين ارض وقف اسلامي , وكان عمر بن الخطاب , الذي لا يحق له ان يحدد للمرأة المسلمة مهرا وهب الله عز وجل لها حرية الاتفاق عليه , يحق له ( عمر ) ان يسلب الشعب الفلسطيني هبة الله له في وطنه فلسطين , فتصبح المواطنة الفلسطينية في فلسطين زواج متعة لا اكثر ولا اقل , ولنا نعلم هل هذا نفاق لعمر بن الخطاب على حساب الولاء لله والصدق في الايمان والدين ام لا ,
ان قادة حركة خالد مشعل (حماس) , وقادة حركة ( شلح ) الجهاد الاسلامي . وقادة جبهة احمد جبريل ( القيادة العامة ) وقادة فصيل بشار الاسد ( الصاعقة السورية ) , قد اعلنو رسميا ان استبدال منظمة التحرير الفلسطينية التي خلصتها الثورة الفلسطينية سابقا من استعمار ( الانظمة العربية ) ومنحتها استقلاليتها وموقع التمثيل الشرعي للقومية الفلسطينية , نقول ان هؤلاء يعلنون اليوم انهم بصدد اعادة منظمة التحرير الفلسطينية الى حالة الخضوع للانظمة العربية , في مقابل سيطرتهم على اموال اعادة اعمار غزة , وياخذ هذا الاعلان صورة التصريح الذي ادلى به مشعل في ان ( فصائل المقاومة ) بصدد بناء مرجعية فلسطينية جديدة تمثل الخارج والداخل الفلسطيني , وطبعا ان تحقق ذلك سيتم على حساب القضاء على منظمة التحرير الفلسطينية وحل السلطة الوطنية الفلسطينية , وهو الامر الذي يرحب به جدا الكيان الصهيوني , وانصار الخارطة القديمة للشرق الاوسط ( الانجليزية الفرنسية ) والتي تخلو من وجود الدولة الفلسطينية المستقلة , والتي ستكون مبرر عودة قوات الاحتلال لغزة دون الخروج من الضفة الغربية ,
ان المثير للدهشة والاستغراب هو ان مشعل يعلن باسم فصائل المقاومة ؟ الفلسطينية هذا الامر , فهل يشمل ذلك الجبهات الشعبية لتحرير فلسطين والديموقراطية , وحزب الشعب الفلسطيني وجبهة النضال الشعبي ؟ ام ان هذا التصريح بداية لمستوى جديد من تكريس وتعميق الحالة الانشقاقية ومساومة حقيرة يفرضها مشعل وحركته حماس على هذه الفصائل قوامها رفض وسطيتها الراهنة واجبارها على اما التخلي عن موقعها في الصف الوطني او التخلي عن تواجدها العلني وجماهيرها في امارة غزة الاسلامية , والذي لن يعني في حالة قبول الخيار الثاني سوى تاجيل انقضاض المجاهدين عليها كما هو مؤجل انقضاض مجاهدي حماس على مجاهدي الجهاد الاسلامي
على من تطلقون الرصاص ؟ على الخط الوطني الفلسطيني , على المؤسسة الوطنية الفلسطينية , على مستقبل الحرية القومية الفلسطينية , هذا هو هدف رصاصكم ولم يكن يوما هدفه قوات الاحتلال , وقد قلنا ذلك منذ لحظة اتخاذ حماس مشعل قرارها الغاء التهدئة مع الكيان الصهيوني , حيث اشرنا الى ان قرارها هذا كان تاكتيكا موجها ضد الداخل الفلسطيني , واشرنا الى ان الكيان الصهيوني سيسند ويدعم هذا التاكتيك بك ما اوتي من قوة , وقد قلنا هذا قليلا قبل حدوث مذبحة غزة التي انتم بها شركاء متساوون الى جانب الكيان الصهيوني كما النظام السوري وايران الكبرى وحزب الخزي والعار في لبنان , ان امرا بسيطا استندتم اليه في تعاملكم المخزي مع شعبكم , بل يبدو انكم ستستمرون في التعامل مع الشعب الفلسطيني عبره الى حين انجاز اهدافكم اللاوطنية اللادينية المخزية , وهو ان شعبنا مع من يطلق الرصاص حتى لو كان في الاعراس , ولكن لتعلمو ان القومية الفلسطينية باقية وان الهزيمة الراهنة لن تكون سوى لكم اما القومية الفلسطينية فان الوعي القومي الفلسطيني المستقل يتعمق لديها ولن تشكل الهزيمة الراهنة الا اما للتحرر والذي سكون بدءه بالتخلص منكم




#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسطين بين عبد ربه ومشعل
- الموقف المصري اثناء العدوان على غزة
- مشعل......عابر في كلام عابر
- ملاحظات على بيان حزب الشعب الفلسطيني
- الكرامة 1968 _غزة 2009
- غزة وتجاذبات المحاور الاقليمية
- الحبر والدم
- قرار وقف التهدئة وتصعيد العمل المسلح تاكتيك موجه ضد الداخل ا ...
- سي السيد الفلسطيني وشجرة الزيتون
- كم نحن صغار أمام الكبار
- خلق الله شامل وعلى التفسير والافتاء اخذ ذلك بعين الاعتبار
- الاعلان عن تنظيم(كتائب حزب الله في فلسطين) ماذا يعني؟
- المشرد المطلوب للحركة القومية الفلسطينية
- حركة اليسار الاجتماعي في الاردن / يسار الحيثية
- وتستغربون تعبير ( سقوط الوعي)؟
- الوطني والديموقراطي جناحي الحركة القومية
- السيد الرئيس لماذا تتحمل مسئولية تاريخية سلبية؟
- الحوار الفلسطيني ما بين حتمية الفشل واحتمال التجمع الانتهازي
- المؤتمر العام لحركة فتح بين الضرورة السياسية والالتزام البير ...
- الامانة في الكتابة حول المفاوضات والمقاومة


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد عبد القادر احمد - على من نطلق الرصاص ؟