أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - خالد عبد القادر احمد - الوطني والديموقراطي جناحي الحركة القومية















المزيد.....

الوطني والديموقراطي جناحي الحركة القومية


خالد عبد القادر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 2422 - 2008 / 10 / 2 - 02:57
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


كان التوقع الفلسفي المادي لمسار التاريخ الانساني , هو الانتقال من القومي الى اللاقومي في سيادة المرحلة الشيوعية العلمية عالميا , لكن انهيار التجربة الاشتراكية ومركزها الاتحاد السوفييتي في المعسكر الشرقي , استدعى من ذوي الاختصاص البحث في هذا المتغير الذي اعاد قلب الحتمية الى احتمال في التجربة العملية والحوار الفلسفي العالميين , وبالطبع لم تخرج اعادة البحث هذه عن منطق ونهج التحيز المحسوم اساسا بالقناعات الفلسفية والفكرية المسبقة , وبالتالي محاولة توظيف التجربة والحوار لهزيمة الاخر , وطبعا بصورة ديموقراطية حوارية في محولة كل طرف لاقتحام منطقة اقتناع الاخر وهزيمة سلاح الاقناع لديه.
لكن الوقائع , وهي كما عودتنا عنيدة في استقلال حركتها , عن الخضوع للارادي الانساني , انحرفت بعيدا عن توقعات الطرفين ( القديمين) ومدارسهما ( التقليدية) واتجهت الى اسلوب ونظام انتاج , جديد , اصبح معها دورنمط الانتاج القديم قوة العضلات والالة الصناعية ,و قوى ووسائل انتاجه ثانوية , اي انها وضعت كما هي العادة التاريخية على مسار الاحتواء من قبل اسلوب ونظام الانتاج الثوري الحديث , تماما كما احتوى مسار التطور التاريخي لاساليب الانتاج , الرعوي والقني والزراعي..الخ , ليس ذلك فحسب بل ان المجال الحيوي للعملية الانتاجية هو نفسه وبكليته ايضا قد اختلف وتغير , نعم لقد بلغت ثورية التطور الحضاري الانساني هذا المدى من التقدم , والذي يعيد توظيف وتسخير كل نتاج تاريخ مسار التطور الانساني في خدمته . ولم يقف الامر تبعا لذلك عند حد اعادة تقسيم العالم نوعيا تبعا لتقدم وقدرة اماكاناته فحسب , بل وايضا تبعا لموقعه من اساليب الانتاج السائدة عالميا , فتبعا لذلك نرى المجتمعات فائقة التطور تقنيا وحضاريا الى مستوى ما فوق الصناعي ومجتمعات لا تزال في مرحلة اسلوب الانتاج الصناعي ومجتمعات اساليب الانتاج الاكثر تخلفا والتي لم يعد ينفع معها مقولة وتسمية الدول النامية فهي الان على بعد مرحلتين من مستوى التطور الحضاري الحاصل عالميا
وحتى نبدا بترجمة عملية الى ما اشرنا اليه في الفقرة السابقة , فاننا نجد ان المختبر العلمي هو الان مجال العملية الانتاجية الحديثة , وهومجال في مرحلة انتقالية سريعة الحركة تنوي نقل المختبر من الكرة الارضية الى الفضاء الخارجية هي بذاتها مؤسسات بحثية ضخمة مثل وكالة ناسا الامريكية, بل انها قطعت بهذا الصدد شوطا ملحوظا من قبل عدد محدود من المجتمعات وانظمتها والتي يمكن تسميتها بمجموعة دول استكشاف الفضاء اخذت تبني لنفسها محطات فضائية من مهماتها الرئيسية تنفيذ اختبارات العلمية , اما مادة الانتاج التي تنتجها هذه الدول فهي المعلومة العلمية المتفوقة التي توجه تاليا عملية التطبيق العلمي للقوة الصناعية لهذه المعلومة العلمية , ان المميز النوعي في عملية الانتاج هذه هو البحث العلمي الموجه , الذي انتقل بالحصول على المعلومة العلمية الدقيقة من نطاق الصدفة اثناء البحث الى نطاق السعي المقصود والموجه للحصول عليها , وفي مختلف مجالات الضرورة التي يقصدها البحث العلمي الان بصورة هادفة
وتبعا للصورة السابقة فان التطور العلمي قد اعد لهذا المستوى والنوعية من الانتاج واسلوبه المتفوق , قوى الانتاج الضرورية اللازمة ايضا من الكادر المؤهل تأهيلا علميا عاليا متفوقا , اصبحت معه الشهادة الاكادمية الجامعية المتداولة في العالم ( النامي ) غير مناسبة الا لوظائف ثانوية جدا في هرم العملية الانتاجية الحديثة , بل ان هذه المجتمعات النامية تكتشف يوميا ان افرعا عالية التخصص من التدريس العلمي المتفوق يجري اضافتها دائما الى المجالات التي تدرسها جامعات الدول فائقة التطور حتى ان المجتمعات النامية قد لا تعلم بها
اما على صعيد تكامل التطور والارتقاء في هذه المجتمعات فائقة التطور بين الموضوعي والارادي المنخرط في عملية الانتاج , فمما لا شك به ان هذه المجتمعات تمر بمرحلة انتقالية تعترضها اشكالات بطء ارتقاء الوعي الانساني لنفس مستوى التطور الموضوعي ’ وايضا بطء هذه المجتمعات في تطوير تشريعات وانظمة علاقات اسلوب الانتاج الراسمالي الصناعي القديمة الى مستوى مناسب , حيث لا تزال تعكس المضامين الوطنية والديموقراطية الطبقية والقومية السابقة المتخلفة , وهي لذلك تتعرض لازمات غير عادية كالازمة الاقتصادية الراهنة في الولايات المتحدة والتي تعود في اساسها الى خلل في القدرة على الاستجابة لشروط العملية الانتاجية الحديثة , واستمرار انحياز الاستجابة الامريكية لررؤية القوى الطبقية الراسمالية الامريكية الكلاسيكية القديمة , لذلك مثلا لم يكن غريبا ان تتحدد مسئولية ( المحافظين / الحزب الجمهوري الامريكي) عن هذه الازمة الاقتصادية , بل ايضا في كيفية استجابة هؤلاء للمصلحة القومية الامريكية في السياسة الخارجية مع القوميات الاخرى والتي تحمل الاقتصاد الامريكي تكاليف باهظة في المجال الخارجي تنعكس على صورة ازمات في المجال الداخلي
فالاستجابة لنمط الانتاج الحديث المتطور تتطلب من الادارة السياسية خفض تكاليف الشكل القديم للصراع مع المراكز العالمية والقوميات الاخرى وكل اسلوب الحياة السائد واعادة فائضه وتوظيفه بهدف زيادة سرعة وتائر تطوير نمط الانتاج الحديث , ودعوة الحياة الامريكية الى التخلي عن نمط رفاه التبذير والانتقال الى نمط الرفاه العلمي الاقل كلفة
ان هدفنا من عرض ما تقدم ليس في الحقيقة عرض متخصص للحلقة القادمة من حلقات التقدم الانساني من زاوية البحث الفلسفي , فهذا تحليق من قبلنا لا نملك في الحقيقة من امكانيات متابعة دراسية له تجعلنا قادرين على ان نمسك معها بصورة دقيقة النظام الذي يسود الحركة الموضوعية لوقائعها والية تحققها في الواقع وكيفية تقدمها بصورة ثورية دقيقة الى الامام , لكنه يستهدف ابراز ترابط مسالتي الوطني والديموقراطي في مسار حركة القوميات في التطور الحضاري , وعزل تلك لدى البعض التي تفصل فصلا يكاد يكون تاما بين ما هو وطني وما هو ديموقراطي وكانهما قطاران يسيران بصورة متوازية على خطين حديدين متوازيين , ليس بينهما تلك الجدلية المادية ولا تبادلية العلاقة والتاثير والنتائج , فهؤلاء يرون في حركة الوطني تعطيل لحركة الديموقراطي والعكس ايضا ,
ان الواقع التاريخي يبين بوضوح ان العامل الوحيد يميز بين هذين الجانبين انما يكمن في تحديد الطابع الرئيسي لمنتوج الحركة والتي هي نسب مختلطة بين ما هو وطني (كلي التاثير القومي) وما هو ديموقراطي(جزئي او كلي التاثير) , والذي يرفع بلحظة معينة بصورة رئيسية بنية النشاط الوطني او النشاط الديموقراطي , لكنه في نفس اللحظة يرفع بصورة جدلية نشاط الاخر , ولناخذ مثال على ذلك الاقرار القانوني وتشريع التعددية السياسية (قانون الاحزاب) في مجتمع ما , فالطابع الرئيسي هنا هو زيادة مساحة الممارسة الديموقراطية ,اما الثانوي منها فهو تطوير القيادة الجماعية الوطنية للحركة القومية العامة مع الحرص على عدم اهدار مركزية القرار الوطني او الانتهاء به الى حالة انقسام تفقده مصداقيته امام المجتمعات الاخرى ,
كذلك نجد ان حصول مجتمع محتل على ادارة حكم ذاتي مثلا هو في طابعه الرئيسي زيادة في مساحة الاستقلال الوطني عن الحالة الاحتلالية , غير انه في طابعه الثانوي تاسيس لممارسة وبنية منجزات ديموقراطية حيث يمكن ممارسة الانتخابات البلدية والتشريعية ....الخ
لا فصل اذن بين الوطني والديموقراطي في الحركة القومية فكلاهما لبنة في بناءها وهو الذي يعطي مسار الحركة القومية طابعا وخصوصية مميزة , لذلك كانت الفلسفة المادية الجدلية تؤكد على الجوهر الديموقراطي لكل ما هو وطني والجوهر الوطني لكل ما هو ديموقراطي . ووحده الفكر الغيبي المثالي الذي يعتقد بامكانية شطب والغاء احدهما , وعلى وجه الخصوص حين تزداد غيبيته ومثاليته ورجعيته من موقع مسيطر اذا وصل سدة الحكم
بل ان التجربة الفلسطينية تحوي المثال على كل ما يتعلق بعلاقة الوطني بالديموقراطي(الا مسالة تطور اساليب الانتاج الاقتصادية ودورها في تحديد المطلوب وطنيا وديموقراطيا , وهو الامر الي يوضح الهدف الاكثر مباشرة الذي يجب على الحركة القومية الفلسطينية التركيز على تحقيقه, في صورة الدولة الفلسطينية المستقلة, حيث تعمل جبهة اعداء القومية الفلسطينية على الغاء امكانية تحقيقه) ومن مختلف المستويات القابلة للبحث والدراسة واستنباط العبر وصوابية وخلل التعامل الفلسطيني معهما جراء حالة توازن القوى السائدة في الوقت الراهن في الحالة الفلسطينية بين الفكر المثالي الغيبي والفكر العلماني
فاتفاقيات اوسلو / بغض النظر عن الموقف منها / افرزت اساسا لممارسة الانتخابات البلدية والتشريعية وهي بدء للعملية الديموقراطية في المجتمع الفلسطيني , غير ان تقاطعها مع وجود حالة انقسامية سابقة في الوضع الفلسطين , جعل من نتائج العملية الديموقراطية مضخما لفاعلية الحالة الانقسامية وصلت حد الطلاق الديموغرافي السياسي عير عملية دموية تضعف حاليا المكتسبات الوطنية سابقة التحقق من قبل من مثل وحدانية وشرعية التمثيل الفلسطيني عالميا وهي مسالة وطنية نتائجها الضارة اصبحت تنعكس سلبا على المستوى السياسي العالمي للحركة القومية الفلسطينيةامام القوميات الاخرى وهي في نفس الوقت توسع مجال التدخل الاجنبي في الشان الفلسطيني الخاص
ان العلاقة اذن بين الوطني والديموقاطي بالنسبة للحركة القومية هي بالضبط علاقة جناحي الطائر بجسمه حيث لا غنى للجسم عن احدهما اذا اراد الطيران اما الجسم في هذا المثل فهو الحركة القومية نفسها , وذلك حال علاقة الوطني والديموقراطي في اي مجتمع قومي في العالم , اما القول بضرورة التركيز على ما هو وطني او ما هو ديموقراطي فحسب فهو لا يهدف في الحقيقة سوى تعطيل الحركة القومية , وشدها الى ربقة التخلف وهي سياسة الطبقات التي انتهت صلاحية تقدميتها والمسيطرة في انظمة او سلطة وتعمل على تعطيل ازاحتها من موقع السيطرة هذا



#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السيد الرئيس لماذا تتحمل مسئولية تاريخية سلبية؟
- الحوار الفلسطيني ما بين حتمية الفشل واحتمال التجمع الانتهازي
- المؤتمر العام لحركة فتح بين الضرورة السياسية والالتزام البير ...
- الامانة في الكتابة حول المفاوضات والمقاومة
- حول ولاية الرئيس/استجابة لنداء الاخ عدنان العصار
- هل الصلة مقطوعة بينكم....؟
- قضايا امام ليفني في سياق تشكيل الحكومة
- قراءة في مقال الدكتور ابراش/حكومة تسيير اعمال ام حكومة طريق ...
- النية السياسية تفسد العمل الصالح
- ولاية الرئيس بين الموقف الدستوري والنوايا السياسية
- طالع اسرائيل السياسي في ظل انتخابات كاديما
- دياليكتيكيات في الحوار الفلسطيني
- الموقف من اوسلو....ليس بيضا فاسدا.. لكن كيف ؟
- العرض المشوه لاتفاقيات اوسلو ...لماذا؟
- قاسم ...يستشرف جهنم في سياق نقد عريقات
- حرب جورجيا تعيد تعميد موسكوعالميا....لكن ماذا يعني لنا ذلك؟
- قدرة حركة فتح على الاستجابة لمتغيرات الوضع الفلسطيني بعد عام ...
- تلومينني ..وانا...صنيعتك ؟؟
- المسالة القومية هل هي مسالة تطور تاريخي ام نوايا وارادات ؟
- واقع يكذب التصريح والاعلام الرسمي العربي والفلسطيني


المزيد.....




- هل كان بحوزة الرجل الذي دخل إلى قنصلية إيران في فرنسا متفجرا ...
- إسرائيل تعلن دخول 276 شاحنة مساعدات إلى غزة الجمعة
- شاهد اللحظات الأولى بعد دخول رجل يحمل قنبلة الى قنصلية إيران ...
- قراصنة -أنونيموس- يعلنون اختراقهم قاعدة بيانات للجيش الإسرائ ...
- كيف أدّت حادثة طعن أسقف في كنيسة أشورية في سيدني إلى تصاعد ا ...
- هل يزعم الغرب أن الصين تنتج فائضا عن حاجتها بينما يشكو عماله ...
- الأزمة الإيرانية لا يجب أن تنسينا كارثة غزة – الغارديان
- مقتل 8 أشخاص وإصابة آخرين إثر هجوم صاروخي على منطقة دنيبرو ب ...
- مشاهد رائعة لثوران بركان في إيسلندا على خلفية ظاهرة الشفق ال ...
- روسيا تتوعد بالرد في حال مصادرة الغرب لأصولها المجمدة


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - خالد عبد القادر احمد - الوطني والديموقراطي جناحي الحركة القومية