أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خالد عبد القادر احمد - النية السياسية تفسد العمل الصالح















المزيد.....

النية السياسية تفسد العمل الصالح


خالد عبد القادر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 2425 - 2008 / 10 / 5 - 09:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ردا على الاستاذ محمد شوكت الملط
الكاتب الاستاذ محمد شوكت الملط في مقاله المنشور بدنيا الوطن تحت عنوان/منع الملوخيةوافطارات الجماعية/ انتقد سلوك اجهزة الامن المصرية في منع ظاهرة الافطارات الجماعية التي تقيمها حركة الاخوان المسلمين على نطاق الدولة المصرية , وقد راى في السلوك الامني للنظام وجه شبه لسلوك قديم سلكه الحاكم بامر الله وكان مظهره التجبر والتسلط غير المبرر من الحاكم على المحكوم , بل ويرى الكاتب في سلوك النظام تعارضا مع الامر الالهي بالعمل الصالح عبر منع النظام للعمل الصالح نفسه , هذا العمل الذذي يدخل في اطار اطعام الطعام
من الملاحظ ان مؤيدي الدين السياسي يحسنون بصورة ملحوظة العمل الاعلامي , وتحديدا في مجال اللعب على المقدس ومشاعر الناس المتعاطفة معها , كما يحسنون بالضبط الدخول الى عقول الناس عبر المعدة , وهنا لااشير الى دين سياسي بعينه بل الى كل الاديان في حالة الممارسة السياسية , فهناك حقيقتين موجودتان في كل المجتمعات الانسانية يحسن الدين السياسي التعامل معها
• اول هذه الحقائق هو سيادة مشاعر القدسية تجاه فكرة وجود الاله وتجسيده لنهج الخير في المفاهيم الفلسفية وكون الاستجابة لااوامره الخيرة انما يشكل جوهر الضمير الانساني في التفريق بين الخطا والصواب والشر والخير , لذلك يمتنع الناس عن التعامل الحسن مع من يتعارض سلوكه مع الاوامر والتوجيهات الدينية التي تامر بالعمل الصالح
• ثانيهما ان الجوع موجود بكل المجتمعات الانسانية وهو باق ما بقي خلل توزيع الانتاج الانساني بين القوميات عالميا وبين الطبقات في داخل القومية نفسها , وان من اشكال العمل الصالح ان يتخلى الاغنياء عن جزء من اموالهم الى الفقراء والمحتاجين في صورة عمل صالح ياخذ صور شتى منها الصدقة والزكاة والاطعام ,
لقد درج الدين السياسي على فتح حربا على خصومه السياسين تحديدا في هذين المجالين المتخصص بهما , حيث ابراز طاعتهم لله في مقابل خروج الخصم عن هذه الطاعة , وحيث اقدامهم على العمل الصالح في مقابل منع الخصم له , وهكذا ينكشف ظهر خصم الدين السياسي لطعنات قوى الدين السياسي التي يحسن توجيهها لهذه الظهور المكشوبة بدءا من التكفير مرورا بالتخوين وانتهاءا بالتشبيه بالطغاة ...الخ من قاموس ذخيرة الشتائم ذات الاسناد اللوجستي لهجوم الدين السياسي , وكل ذلك في غطاء من الاختباء خلف المقدس وانتهازية العلاقة عبر المعدة
فلقد درج الدين السياسي على ولوج عقل المواطن بدءا بمعدته وتكوين حالة حياء في المواطن تجعل قدرته على حوار المفهوم والموقف السياسي ضعيفا وتصل الى حد التعطيل تمهيدا لفرض حالة تبعية عليه تصل الى حد قيادة الاعمى , فكيف بمواطن يعيش حالة الكفاف والفقر ويتطلع الى من ينقذه في قوت يومه وقوت اسرته , وكيف في المقابل يمكن لقوى منظمة تنظيما عالميا ذات امكانيات اقتصادية هائلة ان تستغل هذا الوضع من اجل نوايا خبيثة سياسيا في مقابل مصاريف تكلفة لا تذكر
وللحق نقول ان ليس الدين السياسي فحسب هو الوحيد الذي يمارس هذه الانتهازية بل ايضا احزاب وقوى علمانية ويسارية اذا توفرت لها الامكانيات غير ان الدين السياسي يمتاز بهذا الامر في انه يمتلك الامكانيات الكبيرة لذلك كان لجوئه اليها اوسع كثيرا
في تاريخ النضال الفلسطيني لجات الفصائل الفلسطينية الى ممارسة هذا السلوك الخاطيء واستخدمت مجالات عديدة بدءا من توزيع السلاح , وطبعا المفاخرة بين مستويات وموديلات القطع, وتوزيع الرتب فهنالط فرق بين فصيل السائد به كلة رفيق او اخ وفصيل به شاويش وملازم وعقيد ولواء وكذلك المخصصات والرواتب , لكن الامر لم يقف عند هذا الحد فاستغلال الامكانيات الاقتصادية في تمتين العلاقة واستدراج الولاء السياسي يمكن ان يصل من مستوى توزيع التمور في السجون فلسطينيا , الى مستوى توزيع الشقق والمصانع ....الخ من المستويات العالية كما حصل في دول اخرى ,
وحتى نخلص الى المفيد يا اخي محمد , ان الولاء السياسي يجب ان يتبلور جراء القناعة الفكرية ووضوح الرؤية لا يضاف اليها حسابا اقتصاديا اوحسابا معيشيا اما ان يتبلور على اساس اشباع الجيب والمعدة فهو امر يرفضه المنطق العلمي في الانسان , كما انه مرفوض في المنطق القدسي الالهي , فنحن مثلا في الدين الاسلامي يرفض الله عز وجل منا عملا صالحا تشوب اخلاص النية فيه الى الله عز وجل ادنى شائبة بدءا من اخلاص الايمان لوحدانية الله عز وجل وهو الامر الرئيسي في الدين الاسلامي وانتهاءا بادنى درجات العمل الصالح وهذا هو العمل الصالح الذي يرفع مستوى ايمان المسلم في حال الحساب عند الله عز وجل يوم القيامة , اما العمل الصالح الذي تشوب الاخلاص فيه لله شائبة مهما كان وزنها بسيطا فهي تسقط من حساب الاخلاص لله عز وجل الى حساب الخير الانساني وبينهما فارق هو العبادة في الطاعة والخلو من العيوب والهوى
ان الاية الكريمة(وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً } ) توضح بصورة قاطعة ضرورة اخلاص النية في العمل والصدقة حتى تكتسب قدسية الاعتبار من الله عز وجل ’ وهوامر لا اظن انه متوفر في نية الدين السياسي بغض النظر عن كونه حركة الاخوان المسلمين او غيرها ’ فهناك الدافع الدنيوي المتمثل في الصراع على السلطة والسيادة والنتائج المرجوة من العمليات الديموقراطية ( الحرام؟؟) بعد ان يصل الدين السياسي الى السلطة وهو بالطبع ليس ادعاءا بقدر ما هو حقيقة يومية تمارس بها القتل خارج القانون انتصارا لله والرسول ؟؟؟
اخي محمد من الجيد ان يكون المؤمن كيس فطن فلا يسمح لما لم يامر به الله عز وجل ان يمرر عليه وكانه من امر الله , ولك في الاضطرابات التي تعيشها مصر جراء حالة ( حسن ومرقص) خير دليل على ذلك فكلا الظاهرة السياسية خاطيء ولا يعود هنا اهمية لموائد الافطار واشكال (عملهم) الصالح الاخرى



#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ولاية الرئيس بين الموقف الدستوري والنوايا السياسية
- طالع اسرائيل السياسي في ظل انتخابات كاديما
- دياليكتيكيات في الحوار الفلسطيني
- الموقف من اوسلو....ليس بيضا فاسدا.. لكن كيف ؟
- العرض المشوه لاتفاقيات اوسلو ...لماذا؟
- قاسم ...يستشرف جهنم في سياق نقد عريقات
- حرب جورجيا تعيد تعميد موسكوعالميا....لكن ماذا يعني لنا ذلك؟
- قدرة حركة فتح على الاستجابة لمتغيرات الوضع الفلسطيني بعد عام ...
- تلومينني ..وانا...صنيعتك ؟؟
- المسالة القومية هل هي مسالة تطور تاريخي ام نوايا وارادات ؟
- واقع يكذب التصريح والاعلام الرسمي العربي والفلسطيني
- اهمية الحجم القومي الجيوسياسي في الواقع السياسي العالمي
- جوهر الاختلاف الفلسطيني
- سوريا..هل تكون بوابة عودة النفوذ الروسي الى المنطقة ؟
- الحرب في جورجيا ,,,افتتاح اوليمباد صراع الاقطاب
- الهلامية في تقسيم العمل والادواروالمهمات الفلسطينية , كيف نت ...
- ميكافيلي مرشد حركة الاخوان المسلمين وحركة حماس
- في غزة تجمع ديني يساري انتهازي قذر
- زيادة التوتر في القوقاز ...زيادة التعنت الاسرائيلي في المنطق ...
- بين جورجيا والمنطقة ....علاقة


المزيد.....




- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خالد عبد القادر احمد - النية السياسية تفسد العمل الصالح