أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد عبد القادر احمد - دياليكتيكيات في الحوار الفلسطيني















المزيد.....

دياليكتيكيات في الحوار الفلسطيني


خالد عبد القادر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 2408 - 2008 / 9 / 18 - 09:38
المحور: القضية الفلسطينية
    


يحاول البعض في كتابته وتعليقاته, الاستشهاد بالفهم الماركسي لجدلية المواضيع والاشياء ( المادية الجدلية ) في محاولة لوسم وجهات نظرهم بالعلمية , وهي محاولة جيدة واشجعها , بل واثني على محاولة الالتزام بها , تشجيعا للعلمية في الرؤية والتحليل والتقييم والاستنتاج , فهي طريق ترقي المفاهيم والمقولات ,والاساس الفلسفي السليم للمقولات الفكرية
لذلك وفي سياق استشهاد بجدل الاشياء والموضيع يجب اولا ان نكون منطقيين , اي ان نخرج استعمالنا لمنطق الجدل والديالكتيك عن صورة ونهج التقليد , حيث الفكر الجدلي الديالكتيكي هو فكر مبدع متحرر من الانحياز المسبق إلآ لشرط العلمية وحده , هذا الشرط الذي تتبدى منطقيته ( اي مستوى اهلية ان يقبله العقل) كامنة فيه وتستكمل جانبين رئيسيين هما مكوناته الرئيسية
• الاول ان تتحلى نظرة الذي يسترشد بهذا المنطق موضوعية تقبل رؤية استقلالية الشيء في تكوينه وحركته وعلاقاته , وان تكون ايضا موضوعية تقبل مؤشرات اتجاه هذه اللتكوين وحركنه وعلاقاته في استقلاليتها , فهذه هي مادية الاشياء في موضوعيتها واستقلالها عن الارادة الانسانية ورغباتها ومن ثم تاليا له ان يحدد منها الموقف الارادي في ان يكون قابلا وراضيا للنتائج التي تترتب عليها , او رافضا لذلك, وهكذا يتحدد موقفه وموقعه النهجي كتقدمي او رجعي
• الثاني ان يقبل حقيقة ان شرط تحقق هذه الاشياء ونتائجها في الواقع كان يخضع موضوعيا الى (مسار)تطور شروط وظروف حركتها في الزمن الى ان انتفت عنها صفة الاحتمال و اصبحت ضرورة للواقع ,وهكذا تتحدد مسئولية الارادة الى مسئولية الموضوعية في النتائج , على اعتبار ان الارادة في موضوعيتها وحركتها وشروطها التاريخية اصبحت جزءا من الموضوعية التاريخية لما نحاكمه
ان رفض وقبول الماضي اذن ليس من المادية الجدلية في شيء , بل ان رفض او قبول استمرار ( نتائج ) وقائع الماضي هو الممكن في المسالة , وهو عمليا الذي يحدد هامش مسافة الفرق بين الخضوع والجنوح للتغيير في الموقف من النتائج , كما انه يحدد مستوى امكانية وكيفية تحقيق الموقف في المستقبل , فرفض الماضي والمطالبة بالغاءه هو من درب المستحيل ويقود الى العجز عن الفعل , وحتى لو اجتمع كل ارادة الانسان في العالم فلن تغير وقائع الماضي لكنها تستطيع انكاره من باب العناد فحسب , لكن قلة قليلة يمكن لها اذا اقرت بوجود هذه الوقائع ان تؤثر باتجاه نتائجها في المستقبل وتجعله مفيدا بدل ان يكون ضارا
في الموقف من اتفاقيات اوسلو , يصر البعض على رفض حقيقة وجود هذه الاتفاقيات بدلا من البحث عن كيفية التعامل مع نتائجها المتعددة المتباينة , وفي حين تسهم ارادتهم بصورة خاطئة في الحركة اليومية فتتعزز تبعا لذلك النتائج السيئة لهذه الاتفاقيات ومضارها في الواقع الفلسطيني , فاننا ندعو الى ضرورة التعامل الايجابي مع نتائجها واعادة توجيه فائدتها للصالح الفلسطيني , وهو الامر الذي يعتبره البعض (خضوع استسلامي)
جدلا : لقد عقدت اتفاقيات اوسلو بكل سلبياتها وانعكاساتها الضارة في الوضع الفلسطيني , ومن ضمن هذه الاضرار اقامة ( سلطة الحكم الذاتي الفلسطينية ) كمرحلة انتقالية ( لاتفاق نهائي) يجب ان يصل اليه مسار التسوية الاسرائيلية الفلسطينية , فهل مطلوب من الفلسطينيين ان يتمترسوا عند رفض اتفاقيات اوسلو او ان يعيدو توجيه دفة حركتها ونتائجها الى صالحهم الوطني ؟ هل يجب ان نقف عند حد اتهام (قيادة اوسلو) بالخيانة والتفريط , او ان نيسر العملية الديموقراطية الداخلية الفلسطينية الى المدى الذي تاتي معه قيادة ( غير خائنة وغير تفريطية )
لقد اتاحت اتفاقيات اوسلو لحركة حماس مثلا وتبعا لشرط الديموقراطية الذي تضمنته , فرصة الوصول الى موقع ومستوى من الشرعية الفلسطينية كان يمكن لها لو احسنت استغلاله ان تمسك هي بمسار التفاوض وان تعرض المطالب الفلسطينية بكل حيثياتها وكل زخمها وحجمها , وان تكون الحارس الامين على الثوابت الفلسطينية وتمنع تجاوز خطوطها الحمراء , بل وان تعيد صياغة السلطة بالمحتوى الوطني الذي تراه , لكنها عوضا عن ذلك وبعد ان وصلت منتصف طريق التغيير فقد استدارت وانكفأت نحو ( المطالبة ) فقط اي انها تحديدا بهذا الموضوع فقدت ايجابيتها التي كانت قد اوصلتها الى الحكومة والتشريعي , فاين هي الفائدة التي ترتبت للمصالح الفلسطينية تبعا لذلك سوى ارضاء المشاعر الارادية للغاضبين , بل قد اوصلت الوضع الفلسطيني الى درجة من السوء اكبر , فلا تسوية ولا تحرر ولا مفاوضات ولا كفاح مسلح واستيطان في اتساع ......الخ
عودة: ان المادية الجدلية لها الطابع النقدي بالطبع اذا كان بمفهوم تحديد الخبرة والعبرة من التجربة واستلهام المستقبل في الحركة لكنها ليست اطلاقا سلاحا لذخيرة النقد الارادية غير المادية الجدلية , ومن غير الصحيح في واقع التجربة الثورية الديموقراطية ان الحوار من موقع مفاهيم مختلفة ومتباينة هو ( حوار طرشان ) . بل العكس هو الصحيح فالتطور الفكري وتطور المواقف ياتي فحسب من حوار الاختلاف اما حوار التناغم والانسجام من الموقع نفسه فهو حوار الاطراء والمدح غير المجدي , كذلك مفهوم (نفي النفي) السائد في الحوار الفلسطيني فلم يكن تاريخيا نفي النفي بمعنى الالغاء من الوجود بمقدار ما كان ازاحة السيطرة والاحتواء , دليل ذلك ان كل اساليب الانتاج القديمة لا تزال موجودة غير انها اصبحت راسمالية الطابع والمحتوى والنتائج , وهل نطالب نحن بماديتنا الجدلية , ماديتهم الجدلية سوى ان نقوم بما قامت به الراسمالية الحديثة بالنسبة لاساليب الانتاج القديمة
ان الضرورة هي شرط الواقع لكن الارادة من احتمالات المستقبل , فما هي ضرورة الواقع الفلسطيني في اللحظة الراهنة :
من الواضح (تجاوز الحالة الانقسامية ) هي الضرورة الراهنة لشرط الواقع الفلسطيني , هذه الضرورة التي على الارادة الفلسطينية ان تستجيب لها عبر الاستجابة لضرورة اخرى هي ( الخضوع للممارسة الديموقراطية ) وذلك جميعا بهدف ( تهيئة ظروف نضالية افضل ) لاستعادة واستنهاض النضال الفلسطيني من اجل التحرر , لا ممارسته الفورية , لذلك يقتضي الامر من جميع الفصائل القابلة والرافضة لاتفاقيات اوسلو اخذ هذه الضرورة الفلسطينية بعين الاعتبار حيث يجب
• اولا ان تقر حركة حماس بموضوعية وجود اتفاقيات اوسلو وما تلاها من اتفاقيات , وعبر هذا الاقرار ان تستعيد موقعها من الشرعية الفلسطينية ( الواحدة ) وان تستكمل مسار مطلب التغيير الذي رفعته شعارا بمحتوى ومفاهيم وطنية عبر الممارسة الديموقراطية
• على حركة فتح ان تقر وتعترف ان الكيان الصهيوني ليس بالكيان الذي يهدف الى السلم والسلام , بل انه انخرط مضطرا في هذه العملية تحت ظرف الضغط الدولي , وتبعا لذلك فليس عليها ان تسهل الامر عليه عبر صم الاذان عن الموقف الداخلي الفلسطيني بل ضرورة الاستجابة له والحفاظ على وحدته وتوظيفه بالضغط على الشرعية الدولية والكيان الصهيوني والاطراف الاقليمية
• ان يقر ويخضع كلا الحركتين لاستقلالية المؤسسات العامة الوطنية الفلسطينية وان لا تعامل كطرف في الانقسام الفصائلي
• ان تقر كل الفصائل الفلسطينية وتخضع قدراتها العسكرية لمركزية فلسطينية هي (م ت ف) وان تخضع هذه المركزية للقيادة الجبهوية للمنظمة
• ان تدرك الفصائل الفلسطينية ان ( الجبهة الوطنية العريضة ) هي اطار الوحدة الفلسطينية المطلوب وهي وحدة اطراف سياسية ليس لها اي تميز عسكري وان هذه الجبهة هي قمة الهرم القيادي الفلسطيني
• ان تعمل هذه الفصائل جميعا على تطوير العلاقة الادارية بين (م ت ف) كاطار وادارة عامة قومية فلسطينية و(السلطة الوطنية الفلسطينية ) كمشروع متنامي لدولة فلسطينية مستقلة وان لا تعمل كل منهما على الغاء الاخر كما يحدث الان ويضيع معه موقع الجزء الاكبر من الجماهير الفلسطينية



#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموقف من اوسلو....ليس بيضا فاسدا.. لكن كيف ؟
- العرض المشوه لاتفاقيات اوسلو ...لماذا؟
- قاسم ...يستشرف جهنم في سياق نقد عريقات
- حرب جورجيا تعيد تعميد موسكوعالميا....لكن ماذا يعني لنا ذلك؟
- قدرة حركة فتح على الاستجابة لمتغيرات الوضع الفلسطيني بعد عام ...
- تلومينني ..وانا...صنيعتك ؟؟
- المسالة القومية هل هي مسالة تطور تاريخي ام نوايا وارادات ؟
- واقع يكذب التصريح والاعلام الرسمي العربي والفلسطيني
- اهمية الحجم القومي الجيوسياسي في الواقع السياسي العالمي
- جوهر الاختلاف الفلسطيني
- سوريا..هل تكون بوابة عودة النفوذ الروسي الى المنطقة ؟
- الحرب في جورجيا ,,,افتتاح اوليمباد صراع الاقطاب
- الهلامية في تقسيم العمل والادواروالمهمات الفلسطينية , كيف نت ...
- ميكافيلي مرشد حركة الاخوان المسلمين وحركة حماس
- في غزة تجمع ديني يساري انتهازي قذر
- زيادة التوتر في القوقاز ...زيادة التعنت الاسرائيلي في المنطق ...
- بين جورجيا والمنطقة ....علاقة
- ماذا يعني تصريح اولمرت حول اللاجئين؟
- عبرة من جنازة درويش.....اطمئوا سننتصر
- له الحداد الرسمي


المزيد.....




- مشهد صادم.. رجل يتجول أمام منزل ويوجه المسدس نحو كاميرا البا ...
- داخلية الكويت تعلن ضبط سوداني متهم بالقتل العمد خلال أقل من ...
- مدمن مخدرات يشكو للشرطة غش تاجر مخدرات في الكويت
- صابرين جودة.. إنقاذ الرضيعة الغزية من رحم أمها التي قتلت بال ...
- هل اقتصر تعطيل إسرائيل لنظام تحديد المواقع على -تحييد التهدي ...
- بعد تقارير عن عزم الدوحة ترحيلهم.. الخارجية القطرية: -لا يوج ...
- دوروف يعلّق على حذف -تليغرام- من متجر App Store في الصين
- أبو عبيدة: رد إيران بحجمه وطبيعته أربك حسابات إسرائيل
- الرئاسة الأوكرانية تتحدث عن اندلاع حرب عالمية ثالثة وتحدد أط ...
- حدث مذهل والثالث من نوعه في تاريخ البشرية.. اندماج كائنين في ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد عبد القادر احمد - دياليكتيكيات في الحوار الفلسطيني