حول تأليف حكومة فلسطينية جديدة

خالد عبد القادر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 2646 - 2009 / 5 / 14 - 08:58
المحور: القضية الفلسطينية
    

بغض النظر عن ان يقوم الرئيس محمود عباس بتأليف حكومة فلسطينية جديدة او ان يتراجع عن مثل هذه الخطوة , التي يناهض عليها البعض رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية ولا يتفق معه حولها تحت ادعاء انها تعيق مسار الحوار (الوطني؟) الفلسطيني وتقود هذا الاتجاه حركة حماس وبعض الفصائل الفلسطينية , إنما هو اخفاء لحقيقة موضوعية ان التي تعثرهذا المسار انما يحبط الامل الشعبي الفلسطيني , ويرسخ الحالة الانقسامية على حساب مسالة الوحدة
ان القول أن تأليف هذه الحكومة هو خطوة تقود الى تعثر مسار الحوار انما هي محاولة من البعض اخفاء حقيقة ان تعثر الحوار هو الذي يستدعي من الرئيس عباس تاليف مثل هذه الحكومة , فقد تغير التشكيل الحكومي في اهم المواقع التي هي على صلة بمصير القضية الفلسطينية , كتغيرالادارة في الولايات المتحدة الامريكية وكذلك الادارة اليمينية في الكيان الصهيوني الامر الذي يستدعي من السلطة الفلسطينية الاستجابة لهذه التغيرات بتشكيل حكومي مناسب قادر على التعامل النوعي مع المستجد في هذه الادارات , وانعكاسه على العلاقة بنا حيث ان الوزارة الفلسطينية السابقة جاءت استجابة لسمات مهمات اخرى مع حكومات اخرى
ان الحكومة الصهيونية الجديدة بادارة نتنياهو وافيغدور ليبرمان تحاول تفريغ مفهوم التسوية من جوهره السياسي و ارجاع العلاقة بالفلسطينيين الى مفهوم واليات علاقة اقتصادية وهي تقدم على اساس ذلك تصورها الخاص حول التسوية للعالم ومراكز القرار فيه , والادارة الامريكية الجديدة لها موقف وفهم افضل لوضع الصراع الفلسطيني مع الكيان الصهيوني افضل نسبيا من موقف وفهم الادارات السابقة _ خاصة ادارة بوش الابن _ فكيف يمكن للادارة الفلسطينية عدم اخذ هذه المسائل بعين الاعتبار والاحجام عن التكيف بما يتناسب ومهماته وعلاقاته
ان المقصود في موقف حماس من رفض التعديل الحكومي وتأليف وزارة جديدة هو استمرار ابقاء حركة حماس في بؤرة الصورة الفلسطينية وابراز اولوية موقفها واستثنائية اهمية العمل على نيل رضاها للمراقب العالمي على حساب الصراع الاساسي مع الكيان الصهيوني والمهمات الوطنية وعالمية التي يفرضها على حركة النضال الوطني الفلسطينية , وهي وهذه الحال لا تفعل للاسف سوى ممارسة الابتزاز السياسي ولا تعير المهمات الوطنية اية اهمية تحت تضليل دعاوي مقولات المقاومة وغيره , فان تصريحات رموز الحركة الاخيرة نسفت هذه الحجج الواهية وقرعت راس من اصم اذنيه عن السمع , وهي تستمر في نهج الابتزاز بتحويل غزة لخاصرة نازفة للسلطة و اروقة الحوار في مصر , وما هو الا تجميد لحركة السلطة وفاعليتها وهو ويتحول ليصبح قيدا ايضا على حركة فتح باعتبارها العمود الفقري لوجود السلطة
ان هذا الابتزاز والتجميد يتقاطع لصالح رؤية نتنياهو حول اولوية التسوية مع سوريا على التسوية مع الفلسطينيين ويعارض اتجاه الادارة الامريكية التي ترى اولوية التسوية مع الفلسطينيين وان الصراع الفلسطيني الصهيوني هو جوهر صراعات المنطقة وهي على حق بذلك
ان اختبار شفافية الاحساس الوطني عند حركة حماس تجاه القضية , لا الصراع الديني , تتطلب منها ان تعي ان تشكيل حكومة فلسطينية جديدة هو مدعاة للتعجيل بالحوار لياخذ على الاقل مستوى جدية الحوار مع الكيان الصهيوني من قبلها حول مسالة شاليط _ انجاز عصره_ , كما ان عليها ان تدرك ان مسار السلطة في حركته السياسية هو مستمر اكانت في الركب ام لم تكن فقطار ولائها كما يبدو لا ولن يمر بالمحطة الفلسطينية الا بعد استنفاذ العواصم لدورها التخريبي في الوضع الفلسطيني ولفظهم لها من بين ادواتهم المعتمدة , وهي بذلك ستكون غراب سفينة نوح الفلسطينية الذي فقد الاصل والتقليد معا

#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل