أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد عبد القادر احمد - المهمة الحضارية للادب الفلسطيني شكرا ميساء ابو غنام















المزيد.....

المهمة الحضارية للادب الفلسطيني شكرا ميساء ابو غنام


خالد عبد القادر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 2713 - 2009 / 7 / 20 - 10:28
المحور: الادب والفن
    



اعترف ان مستوى جمالها الذي تورده صورتها , كان العامل الاولي الذي جذبني للاهتمام بكتابتها , بل وقراءتها باهتمام طريقا لتواصل انساني , ووطني
ليس من حق احد , محاكمة هذه الصراحة , بل لا يحق حتى لميساء نفسها , كما لا يحق لزهرة جميلة ان تحاكم ما تتركه هي في الناس من انطباعات اولية , وان كان يحق للزهرة وميساء اشهار اشواك الدفاع عن الذات , نعم هذا حقها , لكن امر ميساء لم يقف بي عند هذا الحد ا, بل اجبرني على الارتقاء في الاعجاب بها من مستوى الاعجاب بقيمتها الانسانية الى مستوى الاعجاب بقيمتها الادبية والوطنية , جيش انجازات سيرتها الذاتية , ودرجة تكافؤها الثقافية و الادبية الاعلى في تحققها عن ذكورية مفاهيم مجتمعنا المتخلفة والارتقاء لحالة حضورها الانساني في مجتمعنا وقضيتنا الفلسطينية , عبر عنه اهتمامها وقلمها , سيدتي ميساء ابو غنام , على هذا اولا لك كل الشكر.
في مقالها الاخير _ تائهة _ في مخيم قلنديا _ رمز لمقولة طبقية وطنية فلسطينية , تطرح دور المخيم الفلسطيني في مسيرة تحررنا القومي , وترى في المخيم بكل الام تكوينه المخيمي معبرا للوصول الى الهدف الفلسطيني , وهي رمزية جميلة على طبقيتها تحدد مهمة للمسحوق الفلسطيني في المخيم هي مهمة ايصال حامل الصفة القومية الفلسطينية الى هدفه رغم ان هذا المسحوق في المخيم الفلسطيني ليس بحال هو المستفيد الاول من انجاز التحرير , ان جمال هذا التعبير الطبقي الذي يرد في قصة بطلتها من مستوى طبقي اخر , تطرح امام البصيرة وتعيد التذكير بحقيقة ترابط مصير الطبقات الفلسطينية جميعا , فسائقة السيارة الام الفلسطينية احست بدور المخيم على فوضويته وضيق شروطه في ايصالها لحالة الامان , رغم تباين المهمات الوطنية لكل من هذه الطبقات , الذي تعبر عنه ميساء بحالة تباين الاهداف والاوضاع , حيث سائقة السيارة تتطلع الى تعليم ذي مستوى ارقى لابنائها , وابن المخيم يتطلع الى الحفاظ على الذات والابناء خلال معاناة شروط الحياة في المخيم , سيدتي ميساء ابو غنام , وعلى التذكير بوحدة المصير القومي ووحدة الحل الوطني رغم تباين المصالح الطبقية لك ايضا الشكر,
لكن ما اود الكتابة فيه هو امر اخر كان لكتابة السيدة ميساء واهتمامي بما تكتبه شرف استحضاره في بصيرتي الوطنية و عن مهمة ودور الادب في اسناد قضيتنا الوطنية , وفي الاسهام باستعادة وحدتنا القومية التي مزقها اقتسام فلسطين واعتقال اهلها في الشتات الجيوسياسي الامني داخل وخارج ارض فلسطين , وغياب صورة الوطن عن ذاكرة الاجيال التي ولدت ونشأت في حالة الاعتقال هذه , وعن دور تخلفنا المخرب الذي مثلته حالة الانقسام والانفصال في تعميق هذا التشتت وفي تعميق غياب صورة الوطن , عبر تعطيل المسيرة الوطنية وحرفها الى مسار حلزوني داخلي بعيدا يمنع الفرصة عن المفاوض ويمنع في نفس الوقت الفرصة عن المقاتل في ان ينجز كل منهما دوره الوطني المطلوب لنغوص في وحل مستنقع , رماله خلط الديني بالوطني والقومي بالعالمي , والفصائلي بالرسمي ,
ليس ذنب ميساء ابو غنام ان _ مقالتها _ تائهة في مخيم قلندية , اضحت محدودة المهمة ديموغرافيا , معطل دورها الوطني على الصعيد القومي الفلسطيني , فمقالتها تطرح تساؤلا مهما , لست ادري اقصدته ميساء ام جاء رمية رام رغم انني اميل الى انها قصدته , فاذا كان التواصل بين الشتات الفلسطيني معطل بسبب الفارق الطبقي في نفس المنطقة الديموغرافية حيث نرى _ فلسطينية من طبقة لا تعرف جيرانها الفلسطينيون من طبقة اخرى _ ولا حتى جغرافية موقعهم , فكيف يمكن اذن لفلسطيني مولود في الشتات ونشأ مشروطا ببرامج التجهيل بحقيقته ووضعه وظرفه الوطني ان يلتقط الصورة الحياتية للفلسطينيين تحت الاحتلال ؟
هل يشكل ذلك سببا من اسباب تراجع حركة النضال المدني الفلسطينية في الشتات , هل اصبحت فلسطين وطنا في المناسبات _ الاليمة فحسب_ ؟
لا شك ان سيادة مفهوم العيش كعربي , يتقاطع معه تخلي المنظمة الفلسطينية الرسمية والفصائلية عن دورها في تقوية الصلة والترابط القومي الفلسطيني هو الذي لا يمكن الفلسطيني في الشتات ان يحيا وحدة مشاعر فلسطينية فقد بانت كثيرا المسافة بين مقولة الانتماء وواقع السلوك الانتمائي في ظل غياب مهمة التواصل والترشيد حتى لم تعد فلسطين تعني لاجيال ولدت في الشتات سوى مشاعر التفوق القومي العنصرية التي يمارسها ضدهم ابناء القوميات المضيفة لهم بل يمكن القول ان هذا السبب هو من اكثر الاسباب التي لا زالت تحفظ للفلسطيني مقولة انتمائه , انها مسالة تناسخ الصفة القومية عبر الاجيال وهو امر يعول عليه كثيرا الفكر الصهيوني ولا حالة دفاع فلسطينية ضده كمهمة قومية برنامجية منهاجية منتظمة, لم يكن غريبا وهذه الحال ان لا تصل كما يجب الصورة التي رسمها مقال تائهة في مخيم قلندية
ان القدرة على قيادة مهمة وطنية قومية صفة لا تتمتع بها وليست من سمات النخبة القيادية الراهنة ان في المؤسسة الرسمية او الفصائلية , ولو اخذنا مقياسا حضاريا لهذه المهمة بمقارنة صلة سفارة الدولة الحضارية بمواطنها اينما كان بصلة السفارة الفلسطينية بالمواطن الفلسطيني , او بصلة الفصيل الفلسطيني به , لراينا كم هو الفارق شاسع في السلوك القومي ولراينا مبررا من مبررات عدم ثقة المواطن الفلسطيني بالمؤسسة الفلسطينية الرسمية والفصائلية , وهي حالة مستمرة للاسف رغم ان المبادرة الشعبية الفلسطينية قدمت نماذج من حلول تحاول الابقاء على الصلة القومية الفلسطينية وان بمبادرة عشائرية ( دواوين العشائر والعائلات ) او بمستوى اهلى ( روابط المدن والقرى ) تستطيع المؤسسة الفلسطينية الرسمية والفصائلية ان تستند اليها كحد ادنى متحقق اذا كان لها _ المزاج_ ان تنجز مهمة وطنية على مستوى وصورة القيادة القومية الكفؤة
ان الصورة التي عرضت لها لابد وان تجذب لحضور مسائل اخرى في مقدمتها دور الادب الفلسطيني في انجاز الجانب الذي يمسه بهذا الصدد , فكلنا يذكر المرحوم محمود درويش والاجماع الفلسطيني والعربي والعالمي على الاعجاب به باعتباره صورة فلسطينية ايجابية تعبر عن وحدتنا القومية الفلسطينية حتى اثناء شتاته الشعري نحو المفهوم القومي العربي , وهوامر لا ازال على اختلاف معه فيه , غير ان ما يخفف اختلافي معه فيه هو انه وكثير من ادبائنا وكتابنا عبروا بفلسطينيتهم عن العروبه ولم يفعلوا العكس بان يعبروا بعروبتهم عن فلسطينيتهم كما يفعل قادة الفصائل , ان الاولوية الفلسطينية كانت مرشد محمود درويش وغسان كنفاني وناجي العلي وغيرهم في سلوكهم وخطابهم العربي وكانوعلى تعاكس تام مع القائد الفصائلي الذي يشق للمقولة العربية اوتوستراد من الشرعية على حساب اللحم والدم والالم القومي الفلسطيني , فهل يرتقي القلم والريشة الفلسطينية الى هذا المستوى ام نستمر في رسم صورة الخليفة الراشد صورة للواقع والالم والامل والطموح الفلسطيني
ان صورة الخليفة الراشد وصلاح الدين المحرر لا تزال جوهر الفكرة الادبية خارج وداخل فلسطين وهي حالة صورة مقدسة لحالة استعمارية كانت وبادت من التاريخ الفلسطيني يوم لم يكن هناك حضور واولويات قومية غير ان بعض كتابنا لا يزالون في عبادة لهذه القدسية الاستعمارية التي تحرر منها درويش ورفاقه فابدعوا محليا وعربيا وعالميا ولم يكن لهم من عدو سوى مدعي الجلال القدسي والبقاء السرمدي لجدوى استعمار قديم
ان تحويل العاطفي الى سياسي هو مهمة الادب الفلسطيني الراهنة وهو جوهر الوطنية لمهمته اما تحويل السياسي الوطني الى استخذاء وتسول عاطفي فهو يحمل اكبر الضرر لقضيتنا ويحيل الموقف منها الى مسالة مساعدة انسانية ام لا كما تفعل الان سفن فك الحصار عن غزة , هذه السفن التي لا تحمل لاجئا واحدا يصر على العودة الى وطنه بل تحمل الاسمنت والطحين فحسب , ومع ذلك فان اصحابها هم اكثر المتشدقين بحق عودة اللاجئين ولا يعدو معظم الادب الفلسطيني في حالته الراهنة ان يكون من هذه السفن الغارقة بالمقولة الانسانية حول عدالة المطالب وشرف الولاء والانتماء 1- لله 2- للرسول 3- للقومية العربية 4- للمؤسسة الرسمية والفصائلية 5- للالتفاف الجماهيري 6- لملكية الارض7- للقومية الفلسطينية
ان محاكمة معظم الادب الفلسطيني الراهن في مجالات كتابته المتنوعة ستثبت صحة الاستنتاج السابق وهو امر يؤسف له ويؤسف لاعطاء الرؤية التي ترشده هذه الاولية المطلقة على حساب ضرورة الترقي بالوعي الفلسطيني الى المستوى السياسي المطلوب , وحيث لا بد من الاقرا هنا ان الادب الفلسطيني ليس ادبا عالمي المستوى لمزاجيته , ولكونه ايضا ليس حالة استجابة للضرورة كما هي الرسالة الحقيقة للادب



#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة الى وزارة الخارجية الامريكية حتى نستطيع الاستجابة , يج ...
- الجزيرة : السم والدسم
- القدومي بيع الوسام من اجل لقمة العيش
- حتى لا نكون العوبة الاستعمار
- القمة الامريكية الروسية فرص امام الانسانية
- خطاب نتنياهو مناورة ضد الولايات المتحدة
- نتائج الانتخابات اللبنانية قراءة موضوعية
- جوهر الخلاف الامريكي الاسرائيلي
- اوباما يدعو الى الواقعية والسلام من اجل الحداثة
- فلسطين والصراعات ؟
- الادارة السياسية وصراعات القرن الواحد والعشرين ؟
- نتنياهو _ اوباما ..الى اين ؟
- تهنئة ومباركة تشكيل الحكومة الفلسطينية
- حول تأليف حكومة فلسطينية جديدة
- معنى اعتذار الانظمة عن استضافة مؤتمر فتح
- ردا على التعليقات على مقال (فتح والولاء القاتل)
- فتح والولاء القاتل
- دور التخلف في اعاقة الحوارالفلسطيني عن الاتفاق
- موقف من قوى اليسار الفلسطيني
- ماذا لو نجح الحوار الفلسطيني؟


المزيد.....




- الفنانة يسرا: فرحانة إني عملت -شقو- ودوري مليان شر (فيديو)
- حوار قديم مع الراحل صلاح السعدني يكشف عن حبه لرئيس مصري ساب ...
- تجربة الروائي الراحل إلياس فركوح.. السرد والسيرة والانعتاق م ...
- قصة علم النَّحو.. نشأته وأعلامه ومدارسه وتطوّره
- قريبه يكشف.. كيف دخل صلاح السعدني عالم التمثيل؟
- بالأرقام.. 4 أفلام مصرية تنافس من حيث الإيرادات في موسم عيد ...
- الموسيقى الحزينة قد تفيد صحتك.. ألبوم تايلور سويفت الجديد مث ...
- أحمد عز ومحمد إمام.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وأفضل الأعم ...
- تيلور سويفت تفاجئ الجمهور بألبومها الجديد
- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد عبد القادر احمد - المهمة الحضارية للادب الفلسطيني شكرا ميساء ابو غنام