أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - خالد عبد القادر احمد - خطاب نتنياهو مناورة ضد الولايات المتحدة














المزيد.....

خطاب نتنياهو مناورة ضد الولايات المتحدة


خالد عبد القادر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 2680 - 2009 / 6 / 17 - 09:13
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


قلنا في السابق , ونقول الان , ولاحقا , ان الكيان الصهيوني لا يؤيد ولا يريد السلام , وهو يعرقل مسار التسوية ,ولا يريد لها ان تتحقق , لان التسوية في تعاكس تام مع برنامج الكيان الصهيوني في التحول الى اسرائيل الكبرى , أي مركز استعماري عالمي .
كما قلنا في السابق ونقول الان , ولاحقا , ان البرنامج الصهيوني في التحول الى اسرائيل الكبرى هو في تعاكس مع برنامج المصالح القومية الامريكية وكذلك مع البرامج القومية لمراكز الاستعمار العالمي الاخرى , بل ان تاريخ الاختلاف بينها هو في تصاعد , اما صورة التناغم والانسجام التي قد يبديها الطرفان الاسرائيلي والعالمي لعلاقتهما , فانها في الواقع ليست سوى تاكتيكات واسعة المدى , تستجيب لاحتياجات مؤقته وخاصة من الضرورات السياسية تخدم استرايجيات الطرف العالمي في التعامل مع المنطقة الاقليمية وتخدم بصورة حقيقية الاهداف اسرائيلية
ان حرب حزيران 1967 كانت مثالا على ذلك , ففي حين كانت المراكز العالمية تستهدف تعميق ازمة انظمة اقليمية معينة مثل مصر وسوريا , وتمارس عليها اعنف الضغوط بواسطة العصا الاسرائيلية من اجل تسريع عملية التراجع عن الرؤية الوطنية السيادية الاستقلالية لدى هذه الانظمة , واجبارها على التراجع عن البرنامج الاقتصادي التنموي الاستقلالي الذي تحاول استنادا اليه تعميق استقلالها عن النفوذ الاستعماري على السوق العالمي , فان التمدد الجغرافي كان في صلب الرؤية البرنامجية الصهيونية من حيث المبدأ ومن حيث الحاجة, لذلك كانت حرب حزيران ونتائجها وكانت الحماية الدولية للكيان الصهيوني , فالطرف الاستعماري العالمي كان يخوض الحرب الباردة ضد الرؤية الاشتراكية ومعسكرها , ولم يكن ليحتمل مزيدا من استقلال وسيادة القوميات الذي يحمل مزيدا من الضعف له في مواجهة المعسكر الاشتراكي
لكن انهيار المعسكر الشرقي الاشتراكي وتغير موازين القوى العالمية نقل صراع طرف الاستعمار العالمي الى مواقع اخرى في العالم وبين الاطراف حلفاء الامس من مراكز استعمارية عالمية , الامر الذي زاد من وزن وقيمة المراكز الاقليمية في الصراع بين المراكز العالمية وفي صراع المراكز العالمية مع المراكز الاقليمية , لذلك انكشفت حقيقة العلاقة الوظيفية بين العالمي والاقليمي واضحى الصراع بينها في تكشف مستمر
ان طرق المراكز العالمية في معالجة صراعها مع الاقليمية متعددة متنوعة متباينة , من الخطا الافتراض انها تنتهي حتما ودائما الى الحسم العسكري كما حدث مع العراق فلكل مركز اقليمي خصوصيته , وبالاحرى من جهة مقدار تحققه في السوق والعلاقات العالمية , وهي صفات استطاع الكيان الصهيوني ان ينجز قواعد راسخة لها بوتائر متميزة , الار الذي يجعل لكيفية تعامل العالمي معه خصوصية بعيدة عن العنف خاصة ان الكيان الصهيوني , استنادا الى تحققه في السوق والعلاقات العالمية اصبح قادرا على خوض تاكتيك بعيد المدى واكثر تاثيرا عن ما يمكن للدول المجاورة له ان تجاريه بها
خطاب نتنياهو , وموقفه من التسوية , دليل على سلامة فهمنا وتحليلنا للبرنامج والنهج الصهيوني , ويؤكد فيما يؤكده ان الصراع الامريكي الاسرائيلي ليس حقيقيا فحسب وانما هو مرشح لمستويات من التصاعد اعلى من المتحققة الان , غير ان ذلك لا يلغي ضرورة الاقرار بذكاء التعامل الصهيوني مع المركز العالمي , هذا الذكاء الذي يمتص موجة الضغط الامريكية عير اقراره بمقولة الدولة الفلسطينية في نفس اللحظة التي يعرقل بها امكانية قيام الدولة التي هي مطلبا حقيقيا للمصالح القومية الامريكية وامنها , وهويفعل ذلك عبر تحديده وطرحه من جانب واحد شروط تعجيزية ويمنع في شروطه هذه الطرف الاخر من الاشتراط انه يعلم تماما ان الطرف الاسلامي والعربي والفلسطيني سيرفض هذا الطرح الامر الذي ينقل ثقل واتجاه موجة الضغط العالمي الى النطاق الاسلامي العربي الفلسطيني , بل هو لا يقف في تاكتيكه عند هذا الحد بل انه يوسع هامش الصراع بين المراكز الاستعمارية العالمية نفسها ,
فنحن نلاحظ ان ردود الفعل العالمية كانت على تباين سياسي يعكس في حدوده حقيقة موقف هذه الاطراف من التسوية ’ ففي حين اعتبرت الولايات المتحدة خطوة في الاتجاه الصحيح , وهي اشارة الى تسليم نتنياهو بمبدأ حل الدولة الذي تصر الولايات المتحدة على ضرورة خضوع نتنياهو له والذي استجاب له وانسل من خلال الاقرار به الى عرقلة باقي المشروع الامريكي
اما اوروبا فانها لم تكن على نفس درجة التحفظ الامريكية في الاشارة الى الخطوة الاسرائيلية بل نرى الموقف الفرنسي
قد تعدى ذلك الى درجة تعتبر اشارة الى ان اسرائيل استجابت لكل الشروط وهي لم تعترض على الاشتراطات الاسرائيلية بل يبدو الموقف الفرنسي وكانه يحمل النقد للموقف الامريكي , وهذه حقيقة الموقف الفعلي الفرنسي بل والاوروبي والروسي ايضا
ان اسرائيل تعرف كيف تتعامل مع الضغوطات الدولية على العكس من باقي دول النطاق الاسلامي والعربي , هذه الدول التي لا تستطيع ان ترى مصلحة لها في نهج اعدائها وتناقضاتهم بل تتعامل معهم سواسية وعلى نفس الدرجة والمبدائية وهي الخلل الجوهري المتكرر في ردود فعل هذه الدول والقوى , ان الذين تلمسوا بصورة صحيحة جوهر الموقف الصهيوني في خطاب نتنياهو هم رموز السلطة الفلسطينية الذين اشاروا فيما اشاروا اليه الى ان خطاب نتنياهو هو صفعة للموقف والجهد الامريكي في حين اعتبرته حركة حماس تضليلي وعنصري
ان خطاب نتنياهو هو عملية نقل مبرمجة وذكية للمعركة الى خارج حدود اسرائيل ومتوقع ان يتلقفها الفلسطينيون والعرب والمسلمين على انها تاكيد لصوابية موقفهم المبدائي من الدولة الصهيونية والولايات المتحدة الامريكية معا , فاسرائيل تعرف تماما كيف يستجيب هؤلاء في مثل هذه الحالات وهو امر من عناصر قوة تاكتيكها السياسي فهل ينجح هؤلاء هذه المرة في اعادة توجيه دفة الضغط الامريكي والعالمي ضد اسرائيل ؟ اتمنى ذلك.



#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نتائج الانتخابات اللبنانية قراءة موضوعية
- جوهر الخلاف الامريكي الاسرائيلي
- اوباما يدعو الى الواقعية والسلام من اجل الحداثة
- فلسطين والصراعات ؟
- الادارة السياسية وصراعات القرن الواحد والعشرين ؟
- نتنياهو _ اوباما ..الى اين ؟
- تهنئة ومباركة تشكيل الحكومة الفلسطينية
- حول تأليف حكومة فلسطينية جديدة
- معنى اعتذار الانظمة عن استضافة مؤتمر فتح
- ردا على التعليقات على مقال (فتح والولاء القاتل)
- فتح والولاء القاتل
- دور التخلف في اعاقة الحوارالفلسطيني عن الاتفاق
- موقف من قوى اليسار الفلسطيني
- ماذا لو نجح الحوار الفلسطيني؟
- الطبقة العاملة الفلسطينية وعيد العمال
- وهكذا تكلم الجعبري نيابة عن حزب التحرير
- ليبرمان كمبارس الوزارة الاسرائيلية
- وعود اوباما تعبير عن ماذا؟
- عهد اوباما , بين الضرورة السياسية والتفسير الاخلاقي
- حدة التصريحات الامريكية الاسرائيلية


المزيد.....




- أسير إسرائيلي لدى حماس يوجه رسالة لحكومة نتنياهو وهو يبكي وي ...
- بسبب منع نشاطات مؤيدة لفلسطين.. طلاب أمريكيون يرفعون دعوى قض ...
- بلينكن يزور السعودية لمناقشة الوضع في غزة مع شركاء إقليميين ...
- العراق.. جريمة بشعة تهز محافظة نينوى والداخلية تكشف التفاصيل ...
- البرلمان العراقي يصوت على قانون مكافحة البغاء والشذوذ الجنسي ...
- مصر.. شهادات تكشف تفاصيل صادمة عن حياة مواطن ارتكب جريمة هزت ...
- المرشحة لمنصب نائب الرئيس الأمريكي تثير جدلا بما ذكرته حول ت ...
- الاتحاد الأوروبي يدعو روسيا إلى التراجع عن قرار نقل إدارة شر ...
- وزير الزراعة المصري يبحث برفقة سفير بيلاروس لدى القاهرة ملفا ...
- مظاهرات حاشدة في تل أبيب مناهضة للحكومة ومطالبة بانتخابات مب ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - خالد عبد القادر احمد - خطاب نتنياهو مناورة ضد الولايات المتحدة