أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - حلول بسيطة ونوايا معقدة














المزيد.....

حلول بسيطة ونوايا معقدة


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2709 - 2009 / 7 / 16 - 08:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مرة أخرى يوشك العراق على الدخول في أزمة قانونية ربما تعرقل إجراء الانتخابات النيابية المرتقبة وربما تؤجج المزيد من الاحتقانات بين المكونات القومية وخاصة في المناطق المتنازع عليها بسبب الخلافات على قانون الانتخابات في وقت تتلاحق فيه التحذيرات من التوتر في هذه المناطق وعليها، وإذا كانت كركوك هي ميدان الخلاف وموضوعه فذلك لا يعني إن المخاطر محصورة فيها، بل إن هذا الخلاف يعرض جميع مناطق العيش المشترك للخطر، كما إن هذه التوترات ستؤثر على توجهات الرأي العام بصورة ينتج معها برلمان تسيطر عليه الخلافات والاحتقانات وهو ما سيرعقل تشكيل الحكومة القادمة وربما يؤدي الى انتاج حكومة ضعيفة.
بعض الاطراف السياسية تخلق الازمات وتضخمها لأنها الطريق الوحيد الذي يرفع رصيدها من اصوات الناخبين عبر الاستنفار القومي، كما إنها تريد إنتاج قانون إنتخابات على مقاسها ويحميها من المنافسة القوية وهذه الحالة تشترك فيها معظم القوى السياسية إن لم تكن جميعها، وهو ما قاد لإنتاج قوانين معقدة تقود دائما الى خلق مشاكل أكبر من تلك التي جاءت لحلها وهو ما حدث في إنتخابات مجالس المحافظات وفي قضية كركوك نفسها، ومضت أشهر عديدة دون أن تتمكن الاطراف السياسية من تنفيذ المادة (23) من قانون إنتخابات مجالس المحافظات بل إن تصريحات ممثلي المكونات في اللجنة رفعت من حدة الخلاف والتوتر في المحافظة ورافق ذلك تدهور أمني خلق المزيد من الاتهامات.
القوى السياسية العراقية عندما تضع قانونا يتعلق بأفكارها وتوزيع السلطة فيما بينها لا تفكر كثيرا بمدى إستجابته لروح الديمقراطية ولا في مقدار تمثيله لآراء ومصالح عامة الناس ولا في تكاليف تنفيذه ولا حتى في مدى قابليته للتنفيذ ولا تفكر هذه القوى في الاعراض الجانبية التي يمكن أن تنتج عنه بل تركز همها وجهدها في الحصول على نص تحتوي مواده وكلماته على كل ما تعتبره القوى السياسية حقا لها ولأن جميع القوى تصر على إحتواء النص على مطالبها ولأن صفحات الورق يمكنها إستيعاب ذلك فإن الفرقاء يصلون بعد طول مماطلة وتجاذب الى نص يتفقون عليه رغم تناقض مواده وتضارب أهدافه وعدم قابليته للتنفيذ وبعد إنجاز النص يتمسك كل طرف بالفقرة التي تخصه ويتناسى بقية الفقرات.
في مشكلة قانون الانتخابات يستطيع الفرقاء الاحتكام الى روح الديمقراطية للخلاص من مشكلاتهم في تحديد حجم الدوائر وطريقة تمثيل المكونات المختلفة، وروح الديمقراطية تعني إعتماد الدائرة الصغرى، وهي الدائرة الاكثر تمثيلا للسكان لأنها ستدفع بنواب يمثلون مناطقهم من حيث علاقة النائب بالسكان كما إنها تحقق التمثيل القومي والديني والطائفي المناسب دون الدخول في صراعات بين المكونات لأن المرشحين المتنافسين سيكونون غالبا من نفس الهوية، وستكون المناطق قادرة على التعبير بشكل مباشر عن هويتها وفي نفس الوقت لا تكون واقعة تحت تأثير الاحتقانات وهي تختار ممثليها فتحصد بذلك هدفين، تختار وفق هويتها وتختار الافضل من مرشحيها.
القوى السياسية لا تفكر طبعا بهذه الطريقة، بل هي تريد ضمان أصوات حشدية لا تعرف لمن تصوت، قدر ما تصوت لقائمة تحمل شعارا عريضا غالبا ما يكون فارغا من المعنى، كما إنها تريد توجيه الاصوات بطريقة تخدم القائمة أو الحزب أكثر مما تخدم الناخبين.
ما لا تدركه القوى السياسية حتى الآن ولم تحسب له حسابا هو إنها بإعتماد الشعارات الفضفاضة وتجاهل تمثيل المواطنين ستدفع الى إنخفاض مستوى المشاركة الشعبية وستبقى الاصوات تذهب الى قيادات بعيدة عن الناس وحياتهم اليومية وتفاصيلها المرة وكل ذلك يأكل من شرعية المؤسسات ويقلص من فاعليتها وفي كل الاحوال تبدو القوى العراقية مصرة على ذات نهجها.





#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجاهل الخطر
- الانسحاب.. تأويلات متطرفة
- حرائق بايدن
- المهمة تذهب في إتجاه مختلف
- مخاطر الجمود السياسي
- تكليف بايدن
- عذر التسييس
- تحذيرات..توقعات..لاجدوى
- حكومة قوية..دولة قوية
- مناطق ساخنة ومنسية
- الاستفتاء..تأجيل أم إلغاء؟
- الوساطة الامريكية في العراق
- مرحلة الصفاء المؤقت
- نهاية مأساوية
- لائحة ضخمة
- مطالبة متأخرة
- التحالفات القادمة..بناء أم ترميم؟
- إستجوابات في الوقت الضائع
- ضغوط المصالحة
- الأمن في نسخ متعددة


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - حلول بسيطة ونوايا معقدة