التحالفات القادمة..بناء أم ترميم؟

ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2655 - 2009 / 5 / 23 - 10:34
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

تتجه القوى السياسية هذه الايام الى تشكيل تحالفاتها التي ستدخل بها الانتخابات النيابية القادمة، ومعظم القوى السياسية الكبيرة تعيش حالة إعادة الحسابات ونقد تجربتها الماضية وهي تحت تأثير الانشقاقات والتصدعات التي أصابت تحالفتها السابقة وآثار الوضع الذي أنتجته الانتخابات المحلية الاخيرة وما قادت إليه من صعود أرصدة بعض القوى وهبوط في أرصدة قوى أخرى.
تبدو كتلة الائتلاف العراقي الموحد هي الاكثر تأثرا بالمتغيرات الاخيرة، فقد تعرضت هذه الكتلة الى كثير من الانشقاقات وما تبقى منها يعاني أيضا من خلافات ومناورات تعكس طموحات التنظيمين الرئيسيين في الائتلاف، وهما الدعوة والمجلس الاعلى حيث يبدو حزب الدعوة مصمما في مسعاه لضمان ولاية جديدة للمالكي وبشكل مسبق قبل الوصول الى المرحلة الاخيرة من تحديد شخص رئيس الوزراء حتى لا يتكرر ما حدث للجعفري، وليس هذا وحده ما يريده حزب الدعوة بل إنه يريد من بقية مكونات الائتلاف تبني مواقفه وآرائه في طريقة إدارة الدولة والدستور والنظام السياسي متسلحا بما حققه في إنتخابات مجالس المحافظات وبوجوده في مؤسسات الدولة وبالتالي حصوله على فرص لفتح حوارات مع أطراف وقوى عديدة تسمح له بالمناورة بينما خسر المجلس الاعلى الكثير من مواقعه وإعترف قادته في تصريحات صحفية بإن شعاراتهم وبرامجهم لم تكن منسجمة مع المزاج العام، لذلك يبدو حزب الدعوة هو الطرف الاقوى في حوارات تكوين الائتلاف الجديد فلم يعد الائتلاف بصيغته القديمة ملبيا لرغبة حزب الدعوة الذي يريد من الائتلاف الجديد أن يحقق التنوع في الانتماء لتكون أغلبيته القادمة أغلبية سياسية وليست أغلبية سكانية شيعية، ويبدو إن حزب الدعوة قادر على جذب بعض شيوخ العشائر العربية السنية الى صفه في الائتلاف، كما إن هناك ساسة يؤيدون فكرة الدولة المركزية القوية قد يدخلون الائتلاف دعما للمالكي وتوجهاته، وهناك إشارات لإدخال مسيحيين وقوى علمانية في الائتلاف ليبدو أكثر تنوعا وهذا التنوع ليس جديدا بل إنه كان موجودا بشكل ما في نسخة الائتلاف الموحد الاولى في أيام الجمعية الوطنية وسرعان ما بدأت الانسحابات بعد ذلك.
التيار الصدري مازال مترددا في موقفه من الائتلاف ولا أحد يعرف ما يريده بالضبط بينما دخل حزب الدعوة الى مفاوضات تشكيل الائتلاف الموحد وهو مصمم على أن يكون المالكي وبرنامجه هما محور الائتلاف، ويبدو إن المجلس الاعلى يريد بقاء الائتلاف بأي ثمن ومستعد لتقديم كثير من التنازلات خاصة وإن شعاراته أثبتت ضعفها، أما حزب الفضيلة فهو سيقبل بالدخول في الائتلاف لأسباب إنتخابية لكن المفاجأة التي قد تحدث ستكون في تحول بعض القوى والشخصيات التي كانت محسوبة على القائمة العراقية لتدخل الانتخابات مع الائتلاف الموحد تحت مظلة دعم توجهات المالكي في موضوعات المصالحة والوحدة الوطنية، والقوى السنية التي ستدخل الائتلاف هي القوى التي تعيش حالة مواجهة مع جبهة التوافق وبالتحديد مع الحزب الاسلامي.
تصدعات جبهة التوافق أكبر من أن يتم ترميمها ويبدو إن المطالب الطائفية تعيش أنفاسها الاخيرة رغم إنها لن تموت سريعا وهي قابلة للتنشيط أيضا بتأثير حوادث أمنية أو خطاب إعلامي، وعندما نتحدث عن خفوت قوة الطائفية فليس المقصود من ذلك غيابها بل المقصود إن الطائفية لوحدها لم تعد قادرة على توفير سلطة بحجم كبير فهي تجعل الراغب في تولي المنصب الرئيسة بحاجة دائمة للآخرين ورضاهم وموافقتهم على سياسته ولذلك سيكون من الافضل بناء تحالف متنوع قبل دخول الانتخابات، فيكون بذلك لديه حلفاء من مختلف المكونات الاجتماعية ومن مختلف المناطق.
التحالفات القادمة لن تكون جديدة تماما ولكنها ستشهد إصطفافات جديدة بتأثير المتغيرات التي شهدتها الساحة العراقية مؤخرا.

#ساطع_راجي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات