أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ساطع راجي - الأمن في نسخ متعددة














المزيد.....

الأمن في نسخ متعددة


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2650 - 2009 / 5 / 18 - 08:25
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تشهد محافظة ديالى نسخة ثانية من عملية بشائر الخير منذ عدة أيام وهناك نسخة ثانية أيضا من عملية بشائر السلام في ميسان بعد مرور عام على النسخة الاولى، وبينما كانت الاجهزة الامنية قد أعلنت انتهاء بشائر السلام الاولى رسميا منذ مدة طويلة فإن بشائر الخير في نسخته الاولى إبتلعتها بساتين ديالى وانهرها الصغيرة وحقول البرتقال التي تعيش مواسم الجفاف المتتالية ومنافسة البرتقال المستورد الكاسحة، دون أن تعلن الاجهزة الامنية عن اي مصير لتلك النسخة الاولى التي تم تناسيها حتى في وسائل الاعلام وإنسحبت رويدا رويدا من الصفحات الاولى ثم نسيت وكأنها لم تكن.
حالة النسخ المتعددة للعمليات الامنية دليل على حالة التسييس التي تخضع لها ادارة الملفات الامنية وإذا كان تكرار الاسماء قد كشف حالة الفشل او الضعف في بعض الحملات الامنية فإن الوضع في محافظة نينوى مثلا قد شهد تكرارا مماثلا من قبل دون الانتهاء الى نتيجة محددة بإستثناء بعض العبارات الدعائية التي تطلق من على شفاه المسؤولين دون سند ميداني حقيقي.
ليس من الخطأ أو العيب تكرار العمليات الامنية كلما كانت هناك حاجة لذلك لكن من الخطأ الكارثي الاعلان عن نصر غير متحقق فعلا أو غير مؤكد كما إن عيبا إداريا وسياسيا كبيرا يحدث حين تغفل العيون بعد الانتهاء من العمليات الامنية لتعود بؤر التوتر والارهاب للنمو والتوسع مجددا بسبب تحشد الارهابيين ومواصلة تهريب وجمع الاسلحة وانفلات خيط المعلومات مما يؤدي الى تبديد التقدم الذي تم إحرازه سابقا، كما إنه من الخطأ تجاهل الاسباب التي قادت الى الفشل في بعض العمليات الامنية الواسعة التي بذلت فيها الكثير من الجهود والاموال وإطلاق نسخ جديدة من تلك العمليات دون نقد النسخ السابقة وفحص نقاط الضعف وإصلاحها وإن تطلب الامر تغيير القيادات الميدانية فلا بأس من تغييرها.
عدم فحص النسخ السابقة أو محاولة تفادي الاعلان عن نتائج تلك العمليات يقود الى العديد من الاستنتاجات منها التوظيف الانتخابي للعمل الامني من قبل بعض مفاصل السلطة لأنها اكتشفت إن العمل الامني هو الاقدر على جذب الناخبين كما إن طريقة تحويل بوصلة الصراع عبر تغيير خرائط المواجهة قد يكون مفتتحا مناسبا لتقاربات سياسية قبيل الانتخابات بما يوسع من مجال المناورة، أو إن النتائج التي اعلن عنها كانت للإستهلاك الاعلامي فقط بما يشكك في اقوال المسؤولين ويضع مصير النسخ الجديدة على طريق مجهول آخر.
إن ما يثير القلق هو التقليل الرسمي من أهمية العمليات الارهابية المباغتة والخروقات المفجعة التي تحدث من وقت لآخر والتشويش على من يثير الاسئلة والتشكيك في نواياه والاستخفاف بقلقه ويتناسى القادة السياسيون والامنيون في مسلكهم هذا نتائج ما يحدثه التراكم اليومي لهذه العمليات الارهابية من أذى نفسي واثارة للضغائن وتوتير للعلاقات بين المواطنين العاديين حتى تعود الامور الى حافة الانفجار ثانية إن لم يحدث الانفجار نفسه وحينها سيهرع الجميع لتبرئة أنفسهم وإلقاء اللوم على اشباح الارهاب وفلول النظام السابق والذين سيسخرون بدورهم من دماء العراقيين وتجربتهم الجديدة.
إن أكداس الاسلحة التي تعرض يوميا في وسائل الاعلام ليست مؤشر نجاح فقط لعمليات ضبطها بل مؤشر أيضا على الفشل في منع الارهابيين من شرائها وتهريبها عبر الحدود او تصنيعها في الداخل قبل ان تضبطها الاجهزة الامنية في اللحظة ما قبل الاخيرة بعد ان تسرب جزء منها الى لحظته الاخيرة ليطيح ببعض العراقيين، كما إن أكداس الاسلحة هذه مؤشر على الفشل في وقف تمويل الجماعات الارهابية وضعف تعاون دول الجوار مع العراق في المجال الامني او حتى الدور السلبي لهذه الدول رغم تبادل الزيارات وتوقيع إتفاقيات التعاون ورفع مستويات التبادل الاقتصادي معها، وبالمثل فإن القاء القبض يوميا على مجموعات كبيرة من المتورطين في أعمال العنف كما تصرح الاجهزة الامنية بذلك، يؤشر إستمرار عمليات التجنيد للإرهابيين وامتلاك جماعات العنف لآليات إغواء وتوريط ما زالت فعالة في توفير العنصر البشري للعمل الارهابي، وحالة الاستمرار هذه تعني انتاج مشاكل وعقد المعتقلين التي سيتحمل العراق أعباءها لسنوات وربما لعقود من السنين.
لا يكفي التصريح من وقت لآخر بإن الخلايا الارهابية النائمة ما زالت موجودة او القول بإن المعركة مع الارهاب طويلة حتى إستئصال آخر جذوره، بل لابد من خطوات خارج اطار التسييس والمزايدات والدعاية واستعراض العضلات البلاغية للقضاء على المسارات العريضة لتمويل العنف وحشد طاقاته على الاقل.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخطة -ب-
- الأمن في ظلال السياسة
- محاولة التمديد.. إحترام الدستور والزمن
- هل ما زال في الوقت بقية؟
- حالة شك
- إنتخابات الاقضية والنواحي..مشاكل مبكرة
- معلومات أمنية لاتنفع
- ملحقات الاتفاقية الامنية
- التسويات المؤقتة
- بدعة -إشراك الجميع-
- ملف المعتقلين
- السياسة..معرفة وسلوك
- حدود التفاوض والمناورة
- العشائرية والانتفاع السياسي
- بعد التصفيق لأوباما
- مستنقع الأمن
- الموازنة وجدلها المتأخر
- الائتلاف الموحد..المعادلات الجديدة
- المجالس الخاسرة
- إدارة الانتخابات


المزيد.....




- وحدة أوكرانية تستخدم المسيرات بدلا من الأسلحة الثقيلة
- القضاء البريطاني يدين مغربيا قتل بريطانيا بزعم -الثأر- لأطفا ...
- وزير إسرائيلي يصف مقترحا مصريا بأنه استسلام كامل من جانب إسر ...
- -نيويورك تايمز-: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخ ...
- السعودية.. سقوط فتيات مشاركات في سباق الهجن بالعلا عن الجمال ...
- ستولتنبرغ يدعو إلى الاعتراف بأن دول -الناتو- لم تقدم المساعد ...
- مسؤول أمريكي: واشنطن لا تتوقع هجوما أوكرانيا واسعا
- الكويت..قرار بحبس الإعلامية الشهيرة حليمة بولند سنتين وغرامة ...
- واشنطن: المساعدات العسكرية ستصل أوكرانيا خلال أيام
- مليون متابع -يُدخلون تيك توكر- عربياً إلى السجن (فيديو)


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ساطع راجي - الأمن في نسخ متعددة