أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - الأمن في ظلال السياسة














المزيد.....

الأمن في ظلال السياسة


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2638 - 2009 / 5 / 6 - 09:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الفكرة الاساسية التي سيطرت على مفهوم السلطة في العراق تتمحور حول الامساك بمفاتيح المؤسسة الامنية، وأصبحت هذه المؤسسة هي الممر الى السلطة الحقيقية في العراق، وهذا الفهم كان واضحا في تفكير وسلوك القوى السياسية العراقية طوال السنوات التي إنقضت منذ الاطاحة بنظام صدام، وهذه الفكرة نتيجة لعقود من الانقلابات التي نفذتها الاجهزة الامنية والعسكرية وكذلك عمليات الاضطهاد والتعسف والتصفيات للمعارضين السياسيين التي نفذتها هذه الاجهزة أيضا.
عند تشكيل الحكومة الحالية برزت عقدة السيطرة على الاجهزة الامنية بصورة واضحة وتم الاتفاق على إختيار وزراء مستقلين للوزارات الامنية، لكن هذا الامر لم يبعد شبهة التسييس عن إدارة الملف الامني بل بقيت ظلال هذا التسييس تكبر مع إستمرار بعض الاطراف السياسية بالضغط على أمن المواطنين لإفشال التجربة الجديدة في العراق أو لإفشال أطراف سياسية معينة، وإزداد الضغط في المجال الامني مع طرح إمكانية عودة قيادات أمنية وعسكرية سابقة الى العمل في الاجهزة الجديدة وتذبذب الموقف الرسمي من هذه الامكانية وإنتقائية إجراءات الاعادة.
العامل الآخر الذي رفع مستوى تسييس الملف الامني، هو إستخدام التحسن النسبي في الامن خلال الحملة الانتخابية لمجالس المحافظات وهو الامر الذي أدخل كل عملية نقد للأداء الامني في خانة التسييس المضاد وأصبحت الاشارة الى الثغرات الامنية والحوادث الخطيرة كأنها محاولة للإنتقاص من منجزات الحكومة والزعماء السياسيين بطريقة صارت فيها المنجزات "الافتراضية" أكثر أهمية من حياة الناس وإستقرار البلاد.
الوضع الامني للبلاد تحسن وهذه حقيقة لا يمكن نكرانها لكن أسس العنف ومصادره ومناخاته لم تنته بعد، وإذا كان هناك خلاف على تحديد أسباب التحسن الأمني فلا يمكن التغافل عن إمكانيات العودة الى الوراء لأن العنف في العراق أو الجزء الاكبر منه كان مدفوعا بعواطف ومصالح ضيقة ما زالت معظمها قائمة وقادرة على إسترداد قوتها الدافعة في أية لحظة.
قبل موجة التفجيرات الاخيرة أدلى مسؤولون في الاجهزة الامنية بتصريحات تشير الى توافر معلومات عن تورط ساسة بدعم جماعات العنف والارهاب، وسواء كانت هذه المعلومات حقيقية أو مفبركة فإنها دفعت بالملف الأمني نحو التسييس مرة أخرى وبخطوات واسعة لأن التصريحات بدت وكأنها رسائل إبتزاز في حين يفترض التعامل المهني التوجه بتلك المعلومات مباشرة الى القضاء والحفاظ على سريتها حتى اللحظة الاخيرة حتى لا يتمكن المتهم من الفرار كما حدث في أكثر من مرة.
حتى الظهور الاعلامي الكثيف للبزات العسكرية وإستعراض القوات سيشعر بعض الخصوم السياسيين وكأن المؤسسة الامنية أصبحت بيد طرف معين وسيستخدمها ضد البقية خاصة عندما تشهد العاصمة حالة مواجهة بين حمايات مسؤول حكومي وقوات أمنية ثم ينتهي الاشتباك لصالح الحمايات الشخصية وفشل الاجهزة الامنية في القبض على شخص مطلوب للعدالة لتكون "قوة" هذه الاجهزة وإستكمال جاهزيتها محل تساؤل ولتكون إستقلاليتها محل شبهة.
وبالمثل تحولت الملفات القريبة من الملف الامني الى حلبة التسييس مثل ملف التسلح وملف المعتقلين، وصارت مفاصل الدولة لها مواقف متناقضة أحيانا من هذه الملفات وذلك وفقا لقراءاتها الحزبية ولمواقعها في هرم السلطة وليس نتيجة لقراءة مهنية محايدة تضع مصلحة الدولة أولا.
قبل فترة كان الصراع يدور بين أطراف داخل وخارج مؤسسات الدولة لكن الآن أصبح الصراع الاساسي يدور بين غرف المؤسسة الواحدة ومفاصل الجهاز الواحد وهو الأمر الذي سيسمح بحدوث كثير من الخروقات الامنية والسياسية أيضا.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاولة التمديد.. إحترام الدستور والزمن
- هل ما زال في الوقت بقية؟
- حالة شك
- إنتخابات الاقضية والنواحي..مشاكل مبكرة
- معلومات أمنية لاتنفع
- ملحقات الاتفاقية الامنية
- التسويات المؤقتة
- بدعة -إشراك الجميع-
- ملف المعتقلين
- السياسة..معرفة وسلوك
- حدود التفاوض والمناورة
- العشائرية والانتفاع السياسي
- بعد التصفيق لأوباما
- مستنقع الأمن
- الموازنة وجدلها المتأخر
- الائتلاف الموحد..المعادلات الجديدة
- المجالس الخاسرة
- إدارة الانتخابات
- قانون الاحزاب
- من سيعتزل؟


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - الأمن في ظلال السياسة