أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - ساطع راجي - المهمة تذهب في إتجاه مختلف














المزيد.....

المهمة تذهب في إتجاه مختلف


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2701 - 2009 / 7 / 8 - 08:27
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


مهمة نائب الرئيس الامريكي جو بايدن ذهبت بعيدا وتحولت الزيارة الى معركة للتصريحات المتناقضة والمتضادة، ويبدو إن مستقبل دور بايدن كوسيط بين القوى العراقية أصبح محاطا بكثير من الشكوك فقد تصرف بايدن خلال وجوده في العراق بتجاهل تام للمتغيرات والظروف الجديدة، ويبدو إنه لم يعقد أي صلة بين الدورين العسكري والسياسي للولايات المتحدة ولم يأخذ في الحسبان إن تقلص الدور العسكري يعني إن قدرة واشنطن بالتأثير في الملفات السياسية قد تقلص هو أيضا، بل إن تقليص الدور العسكري هو السبب المباشر لرفض توجهات بايدن فيما يتعلق بالمصالحة التي يعني بها بايدن التصالح مع البعثيين أو بعضهم.
تقليص الدور العسكري الامريكي سيدفع القوى العراقية التي في السلطة الى التحفظ الشديد على فكرة المصالحة مع البعثيين حيث تكون امكانيات الانقلاب اكثر حضورا بعد الانسحاب الامريكي ولن يكفي تعبير "بعثيون سابقون" أو "بعثيون غير متورطين بالعنف" في طمأنة القيادات العراقية لعودة البعثيين، فلم يصدر عن أي تنظيم بعثي أو جماعة أو فرد بعثي سابق او غير متورط بالعنف تصريح يؤكد التحول الى الديمقراطية والاعتراف بحق الجميع في المشاركة بادارة البلاد والتداول السلمي للسلطة ولم يصدر اي استنكار لجرائم النظام السابق، والحديث عن نمط خاص من البعثيين هو تحديدا حديث عن ضغوط وعلاقات ومصالح يمارسها ويرتبط بها بعثيون في بلدان عربية صديقة لواشنطن وتريد اجهزتها الاستخبارية بالتعاون مع حلقات في البنتاغون والسي اي ايه والخارجية الامريكية ايجاد معادلة لما تسميه "توازن" في العراق يهدف الى مواجهة الطموحات الايرانية.
كما إن تقليص الدور العسكري الامريكي تفهمه بعض القيادات العراقية الحاكمة على إنه فرصة لها لتوسيع دورها وسلطتها.
بعض الساسة العراقيين ينظر الى واشنطن كـ"حصالة نقود" يمكنهم أن يمدوا إليها ايديهم ويغرفوا منها ما يشاؤون وآخرون ينظرون الى البيت الابيض على إنه مصباح علاء الدين السحري الذي كلما دعكوه ظهر المارد الامريكي لينفذ لهم مشتهياتهم ولذلك يكثر المسؤولون العراقيون في ذكر رغباتهم وطموحاتهم على مسامع المسؤولين الامريكيين الذين يزورون العراق، وبسبب إختلاف العقليات السياسية يتخيل المسؤولون الامريكان إنه بإمكانهم تقديم طلبات مقابلة، ومن هذا الاختلاف نشأ التناقض بين تصريحات المسؤولين العراقيين وتصريحات نائب الرئيس الامريكي جوزيف بايدن.
بايدن اصاب جزئيا في تفسير التناقض بين حديث رئيس الوزراء نوري المالكي معه وتصريحات الناطق باسم الحكومة علي الدباغ، عندما اشار الى الاهداف الانتخابية لكن بايدن توقف عند هذا الظرف وحده بينما الصورة الكاملة تقول إن المالكي يريد مساعدة الامريكان في بعض الملفات بشكل يسهل مهمته كرئيس للوزراء حاليا ومرشح قادم للمنصب وأن يذلل الدور الامريكي بعض العقبات ويفك بعض العقد دون أن يفرض هذا الدور الامريكي أي شروط أو إستحقاقات مقابلة وخاصة مطلب المصالحة مع البعثيين وبسبب ظروف الضيافة تولى الناطق باسم الحكومة وبعد انتهاء زيارة بايدن مهمة ايصال رد الحكومة على مطالب بايدن الذي يبدو إنه لا يستشعر حجم الضلال السوداء والاجواء الدامية ومشاعر الجزع التي تثيرها مطالبته مهما حاول إكسائها بروح نفعية تسهم كما يتصور في تحقيق استقرار أكبر في العراق، والسؤال الذي لم يجب عليه بايدن من زاوية نفعية هو لماذا تقدم الحكومة العراقية تنازلات لقوى أو أشخاص لم يرفعوا السلاح بوجه النظام الجديد ولا يمارسون العنف بأي شكل وبالتالي لن تهدأ بإشراكهم في السلطة عمليات العنف، إلا إذا كان هؤلاء مجرد ممثلين لحكومات بعض دول الجوار أو لبعض حلقات الادارة الامريكية.
في مراحل سابقة قدم بعض الاشخاص العراقيين أنفسهم للساسة والجنرالات والدبلوماسيين الامريكيين في العراق، على أساس انهم يملكون مفاتيح الامن في البلاد وانهم قادرون على ايقاف دوامة العنف إذا ما تم إشراكهم في العملية السياسية وفي السلطة وتنفيذ بعض المطالب الشخصية لهم وقد حدث ما أرادوه وكلما ترسخت أقدامهم في المؤسسات إزدادت دوامة العنف اتساعا وتبين لاحقا إن بعضهم إستخدم موقعه في السلطة لتأجيج العنف وتمويله وتنظيمه.
يمكن للساسة الامريكان مطالبة العراقيين بكثير من الامور كما إن من واجب العراقيين وخاصة الساسة منهم الاعتراف بالدور الامريكي في الاطاحة بالنظام السابق وبناء النظام السياسي الجديد ومساعدة العراقيين رغم كل الاخطاء التي حدثت، لكن ليس من حق الامريكان زرع بذور العودة الى الوراء حتى لو كانت نواياهم حسنة، كما إن العراقيين غير مسؤولين عن تحقيق توازنات المنطقة ولا الخوض فيها مجددا بعدما حدث في العقود الماضية، وواجب المسؤولين العراقيين أن يوضحوا هذين الامرين للأمريكان لتكون الشراكة العراقية الامريكية مبنية على قاعدة واضحة تتكون من " عدم المخاطرة بالعودة الى الوراء، لا البعث ولا التوازنات الاقليمية الدامية، وما عدا ذلك فكل شيء ممكن".
ما حدث في زيارة بايدن وما بعدها يبين الهوة التي تفصل بين الافكار والاهداف لدى الجانبين العراقي والامريكي، واذا كان الامريكان يتحملون جزءا من مسؤولية ذلك فإن الساسة العراقيين يتحملون جزءا مساويا من المسؤولية بسبب مناوراتهم وطموحاتهم الحزبية والشخصية غير المحدودة.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مخاطر الجمود السياسي
- تكليف بايدن
- عذر التسييس
- تحذيرات..توقعات..لاجدوى
- حكومة قوية..دولة قوية
- مناطق ساخنة ومنسية
- الاستفتاء..تأجيل أم إلغاء؟
- الوساطة الامريكية في العراق
- مرحلة الصفاء المؤقت
- نهاية مأساوية
- لائحة ضخمة
- مطالبة متأخرة
- التحالفات القادمة..بناء أم ترميم؟
- إستجوابات في الوقت الضائع
- ضغوط المصالحة
- الأمن في نسخ متعددة
- الخطة -ب-
- الأمن في ظلال السياسة
- محاولة التمديد.. إحترام الدستور والزمن
- هل ما زال في الوقت بقية؟


المزيد.....




- محكمة العدل الدولية تعلن انضمام دولة عربية لدعوى جنوب إفريقي ...
- حل البرلمان وتعليق مواد دستورية.. تفاصيل قرار أمير الكويت
- -حزب الله- يعلن استهداف شمال إسرائيل مرتين بـ-صواريخ الكاتيو ...
- أمير الكويت يحل البرلمان ويعلق بعض مواد الدستور 4 سنوات
- روسيا تبدأ هجوما في خاركيف وزيلينسكي يتحدث عن معارك على طول ...
- 10 قتلى على الأقل بينهم أطفال إثر قصف إسرائيلي لوسط قطاع غزة ...
- إسرائيل تعلن تسليم 200 ألف لتر من الوقود إلى قطاع غزة
- -جريمة تستوجب العزل-.. تعليق إرسال الأسلحة لإسرائيل يضع بايد ...
- زيلينسكي: -معارك عنيفة- على -طول خط الجبهة-
- نجل ترامب ينسحب من أول نشاط سياسي له في الحزب الجمهوري


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - ساطع راجي - المهمة تذهب في إتجاه مختلف