أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - مخاطر الجمود السياسي














المزيد.....

مخاطر الجمود السياسي


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2700 - 2009 / 7 / 7 - 08:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الوقت يسرق العراقيين هذا إن لم يكن قد انهى سرقته وضاعت عليهم فرصة تلافي المشاكل المحتملة نتيجة تراكم الملفات السياسية التي لم تحسم، وهي ملفات خطرة تتعلق بمصير العملية السياسية وبناء الدولة والعلاقة بين المكونات، ورغم كثرة اللجان المشكلة لحسم هذه الملفات وكثرة تصريحات المشاركين في اللجان فأن النتيجة الواضحة هي أنها لم تتوصل الى حسم نهائي لأي من القضايا المعلقة فوق رؤوس العراقيين بشعرة ضعيفة تتلاعب بها رياح وأهواء وتشنجات ومصالح وكوابيس متوارثة.
استذكار الملفات العالقة تحتمه الاستحقاقات السياسية القريبة وخاصة الانتخابات والانسحاب الامريكي المتزايد وهو انسحاب ستكون له آثاره على فعالية الحوار بين العراقيين في قضايا سبق لها أن أسالت الكثير من الدماء وأشعلت العديد من الحرائق طوال عمر الدولة العراقية انطلاقا من عشرينيات القرن الماضي وحتى سقوط نظام صدام حيث تم إستئنافها أحيانا بعنف أشد ووحشية أقسى، وهذه القضايا كان لها دورها في عرقلة التفاهم بين فصائل المعارضة الامريكية واستنزفت جهود الدبلوماسية الامريكية طوال تسعينيات القرن الماضي، وقضايا العراق العالقة تكاد تتركز في العلاقة بين مكوناته العرقية والطائفية وما يتشعب عن هذه العلاقة من تفرعات تؤثر على شؤون تفصيلية تكاد أن تشل الحياة الاقتصادية والادارية والدبلوماسية للدولة وتعرض أمنها لهزات متتالية.
المتطرفون بمختلف هوياتهم سوف يستخدمون القضايا العالقة وتأخر حسمها لرفع أرصدتهم من الاصوات في الانتخابات، ومن هو خارج العملية السياسية سوف يستخدم القضايا العالقة كدليل قوي على فشل النظام السياسي الجديد وفشل المنهج الديمقراطي في تحقيق التعايش السلمي بين العراقيين وايجاد حلول مستقرة وطويلة الامد للقضايا المصيرية.
والمتطرفون واعداء العملية السياسية سوف لن يكون دورهم سلبيا ليتوقفوا عند انتظار نتائج التراكم بل سوف يحرصون من وقت لآخر على فتح نافورات الدم العراقي ليحدثوا صدمات يتوقعون إنها قادرة على إثارة الحروب والصدامات بين المكونات العراقية وهو ما نشهد هذه الايام حالات مبعثرة منه وتبدو متقطعة في الموصل وكركوك وبغداد عبر خرائط الاستهداف العرقي والطائفي ومن الخطر تجاهل حالات العنف هذه على اساس مقارنتها بما كان يحدث من عنف في السنوات السابقة، لأن الحوادث الراهنة يمكنها بالتراكم أن تتحول الى دوامة جديدة لن تجد من يوقفها هذه المرة.
الجمود السياسي في العراق ينتج مخاطر كثيرة واذا كان هناك من يسعى جاهدا في الظل لإيجاد حلول تنهي القضايا العالقة فإنه في المقابل يوجد من يريد استغلال هذا الجمود، فتعثر الحلول وتضييع الوقت كلها تصب في صالح المتطرفين من كل المكونات رغم إن هؤلاء المتطرفين لا يملكون تصورات واضحة وواقعية عن البدائل الممكنة سواء للعراق برمته أم لمكوناتهم.
لابد من الاعتراف ان العملية السياسية في العراق قد فقدت الكثير من زخمها وقوة اندفاعها وتحولت تلك الحركة الهادرة والمحمومة في السنوات الاولى الى حالة من الجمود رغم إن السنوات الاولى للتغيير في العراق كان فيها الكثير من الظروف المحبطة والتي تدفع احيانا الى اليأس ومع ذلك كانت الاستحقاقات تنفذ بدقة وفقا لتوقيتات محددة سلفا، ومع رسوخ اقدام العملية السياسية ونضج مؤسساتها وانخفاض عدد وقوة أعدائها وتحسن الوضع الامني تباطأ الحراك السياسي، في حين كانت التوقعات الشعبية تسير بالعكس، وبما ان العملية السياسية في العراق تعتمد أساسا على المشاركة الشعبية فقد كان حجم هذه المشاركة كبيرا بشكل منح التغيير في العراق مشروعية واضحة للعيان، لكن جمود العملية السياسية سيؤدي الى انخفاض المشاركة الشعبية وهو ما سيقلص من مشروعية النظام السياسي وفق بعض التأويلات ويفتح المجال لإستهداف هذا النظام.





#ساطع_راجي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تكليف بايدن
- عذر التسييس
- تحذيرات..توقعات..لاجدوى
- حكومة قوية..دولة قوية
- مناطق ساخنة ومنسية
- الاستفتاء..تأجيل أم إلغاء؟
- الوساطة الامريكية في العراق
- مرحلة الصفاء المؤقت
- نهاية مأساوية
- لائحة ضخمة
- مطالبة متأخرة
- التحالفات القادمة..بناء أم ترميم؟
- إستجوابات في الوقت الضائع
- ضغوط المصالحة
- الأمن في نسخ متعددة
- الخطة -ب-
- الأمن في ظلال السياسة
- محاولة التمديد.. إحترام الدستور والزمن
- هل ما زال في الوقت بقية؟
- حالة شك


المزيد.....




- الكرملين ينتقد ضغوط ترامب على الهند بسبب مشترياتها من النفط ...
- -ثاني أكبر حريق- بكاليفورنيا هذا العام يلتهم أكثر من 27 ألف ...
- بريطانيا ستبدأ بإعادة أول دفعة مهاجرين إلى فرنسا في إطار اتف ...
- سكر وعناق ورقص.. أبوظبي تعتبر سفير إسرائيل غير مرغوب فيه بسب ...
- ألمانيا ـ احتجاج واعتذار بعد نشر اسم -يحيى السنوار- ضمن قائم ...
- خمسة تغييرات تحكيمية جديدة بموسم الدوري الألماني 2025/2026
- استنشاق جزيئات البلاستيك يوميا - ما حجم الخطر الذي لا نراه؟ ...
- إسرائيل تسمح بدخول السلع التجارية جزئيا إلى غزة
- هل ينفذ نتنياهو وعيده باحتلال غزة؟
- صحف عالمية: إسرائيل بأحرج مواقفها وتجويع غزة يؤجج انتقادها ب ...


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - مخاطر الجمود السياسي