أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سهيل أحمد بهجت - انتخاب نجاد... إعلان حرب














المزيد.....

انتخاب نجاد... إعلان حرب


سهيل أحمد بهجت
باحث مختص بتاريخ الأديان و خصوصا المسيحية الأولى و الإسلام إلى جانب اختصاصات أخر

(Sohel Bahjat)


الحوار المتمدن-العدد: 2677 - 2009 / 6 / 14 - 06:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من يتابع الوضع الإيراني و كيفية إدارة النظام للأمور يمكن له أن يطلق حكما غير دقيق أو موضوعي على الأمور هناك، فها هو الباحث الأمريكي ذو الأصل الإيراني علي إلفونيه ينقل عن جايمس دوبينز الباحث في مؤسسة راند قوله: (بعد إسرائيل و تركيا، إيران هي الأمة الأكثر ديمقراطية في الشرق الأوسط) و ينقل أيضا عن ريتشارد أرميتاج و الذي كان عضوا مهما في إدارة الرّئيس السابق جورج بوش (الإبن) قوله: (لاحظت أن هناك اختلافا دراماتيكيا "مثيرا" بين إيران و العضوين الآخرين في محور الشر ـ يقصد كوريا الشمالية و عراق صدام حسين ـ و هو كونها ديمقراطية). غير أن علي إلفونيه يعترض بالقول أن المظاهر أحيانا تكون خدّاعة، فالانتخاب في إيران يمثل تقليدا شكليا أكثر من كونه تغييرا حقيقيا.
و هنا لست خبيرا في تفاصيل الانتخابات بحيث أحكم مسبقا بكونها مزورة أو "تمثيلية" تديرها السلطة و ما إلى ذلك من الأحكام المسبقة العاطفية التي لا تقوم على أساس من الواقع، لكن المثير هنا هو أن كل المؤشرات و استطلاعات الرأي كانت تشير إلى تفوق كبير للإصلاحي "مير حسين موسوي" خصوصا و أنه كان المرشح الأكثر انفتاحا سواء تجاه الخارج أو تجاه المسائل الداخلية من حقوق و حريات و إصلاحات ديمقراطية، المفاجيء هو حصول العكس ـ و كان موسوي أعلن خلال وقت مبكر فوزه بما يفوق 60% من مجموع المصوتين ـ إذ حصل أحمدي نجاد على أكثر من 62% من الأصوات.
انتهت الانتخابات بهذه النتيجة التي يبدو لي أنها كانت نصرا لشخص "علي الخامنئي" المرشد الأعلى ـ و الذي يفترض به أن يكون كذلك مدى الحياة ـ فهو يملك دستوريا صلاحيات تفوق صلاحيات الرئيس و صلاحيات البرلمان "مجلس الشورى الإيراني"، و هو قادر على احتواء أي نتيجة تفرزها صناديق الاقتراع، و لهذا نجد أن كل الانتخابات التي جرت في إيران لم تشكل أي تهديد لمركز الولي الفقيه "الفقيه السلطان" حتى في زمن الرئيس الأسبق محمد خاتمي، لأن كل المرشحين و على الدوام هم من ذلك النمط الذي يتناسب و مصلحة المرشد الأعلى و مجلس الخبراء "مجلس خبركَان" حيث يحصر الترشيح في نمط معين، لا على أساس المذهب بل حتى على أساس الولاء للقائد على خامنئي الذي يمسك كل الخيوط في يده.
كانت الولايات المتحدة و أوروبا و الأمم المتحدة تنتظر من إيران أن تنتخب حكومة أكثر قابلية للتفاهم و الحوار خصوصا فيما يتعلق بملف إيران النووي و الذي ألقى بظلاله على المنطقة و العراق و على عملية السلام في الشرق الأوسط، لكن يبدو لي أن إسرائيل ستكون أكثر ارتياحا لانتخاب محمود أحمدي نجاد، فلو انتخب الإيرانيون حكومة إصلاحية ذات خطاب سلمي براغماتي و واقعي، لربما كان تفادى النظام الإيراني المواجهة الدبلوماسية و حتى العسكرية مع الغرب، لكن استمرار نجاد في السلطة ـ و الذي تذكرنا خطاباته بخطابات صدام البعثي و القذافي المجنون ـ المعروف بتهديده لإسرائيل و ملء الفراغ في العراق ـ حسب تعبير نجاد ـ و مواجهة الغرب و جعل إيران دولة عظمى، كل هذا سيدفع بالرئيس الأمريكي باراك أوباما، و الذي يبدو مهادنا لإيران لحد الآن، إلى انتهاج سياسة صارمة و حتى التلويح بالعصا (القوة العسكرية) إذا ما استمر النظام الإيراني في رفضه إيجاد منظومة استقرار في الشرق الأوسط و التدخل في الشأن العراقي و دعم النظام الإيراني ـ حالهم حال السعودية و الدول الأخرى ـ للإرهاب و ما يسمى "مقاومة".
ربما يرى البعض أنني متسرع في وصف انتخاب ـ و أشكّ في حقيقة هذا الانتخاب ـ أحمدي نجاد بأنه "إعلان حرب"، لكن أفترض أنني أقيم هذا الرأي على أساس من القراءة الواقعية للأمور، فخطاب المواجهة الأيديولوجية و العزة القومية يكون مصيره على الدوام حربا كارثية كالتي أشعلها الدكتاتور المهزوم صدام حسين، كما أن إيران تمثل في رأيي تهديدا أكبر حتى من دولة مصنعة للإرهاب كالسعودية، فدون كل الدول المجاورة و الإقليمية للعراق ـ باستثناء تركيا و الكويت ـ ترفع هذه الدولة شعار "الانتخاب الحر"، غير أن هذا الشعار يخفي تحته مظهرا قبيحا من الدكتاتورية و اضطهاد الحريات الشخصية و العامة و تسن قوانين تحض على الكراهية تحت غطاء الدين و باسم التشيع ـ المذهب الذي كان خارج السلطة على الدوام إلى جانب الفقراء ـ لذلك نجد أن إيران تشبه نظام "الخلافة" الذي ينادي به الإسلام الأموي و أسامة بن لادن، هذا النظام الذي لطخ التاريخ الإسلامي بالدم و الجرائم و اضطهاد العقل، و الأكيد أن تجربة العراق الجديد ـ على علاتها ـ قد هزت العقل الإيراني و أصبح التشيع حرا من جديد منذ أن حرر الأمريكيون مدينة النجف "عاصمة أمير المؤمنين" بحيث أصبح إيران تابعا للعراق و ليس العكس، فمرجعية السيد علي السيستاني الذي رفض "حكم الشيعة كطائفة" أسست لحكم الأغلبية السياسية للعراق و هو ما كان ردا قطعيا و مفحما لمحاولات الإيرانيين لجر شيعة العراق نحو الفخ الطائفي و بالتالي و بعد أن يغرق العراق في صراع طائفي سيكون بمقدور الإيرانيين الهيمنة على القسم الأكبر من العراق لحماية "الطائفة الشيعية" من "الطائفة السنية" و التي ستدعم من أنظمة طائفية أخرى، هذا الموقف السيستاني فتح الأبواب أمام المشروع الوطني العراقي و سيكون من الغريب فعلا أن يكون السيستاني ـ الذي يتهمه البعض بأن أصله الإيراني له دور في فتواه ـ هو منقذ العراق من الطائفية على عكس البرلمان "الذي انتخبه العراقيون بأنفسهم" و الذي لم يصدر لحد الآن أي قوانين حقيقية تنقذ المواطن.
إذا فمن الخطأ أن نرى أن كل ما هو إيراني فهو شرير، و لكن الأكيد هو أن الإيرانيين بحاجة ماسة إلى التغيير و إلى إزاحة "الولي الدكتاتور".

Email: [email protected]
Web: http://www.sohelahmedbahjat.blogspot.com



#سهيل_أحمد_بهجت (هاشتاغ)       Sohel_Bahjat#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظام رئاسي برلماني و لعنة -التوافقات-
- من أجل ائتلاف عراقي ديمقراطي إنساني
- التوافق... خطوات لإلغاء هذا المصطلح النفاقي
- الرئيس المتوافق عليه... ليس منتخبا
- رسالة إلى أخي العباسي.. حول -قصور الملالي-
- العراق و المواجهة الحتمية بين إيران و الولايات المتحدة
- سايكوباثية -السياسي- العراقي و علاجات -الفقيه-!!
- حرّيّتنا... مشوهة كتمثالنا!!
- 9 نيسان... يوم إسقاط هبل
- هوية العراق (إنسانه رخيص)!!
- مجتمعات القسوة و -أعمى العمادية-!!
- المقاومة القذرة بين سقوطين
- عمرو بن العاص و الاستراتيجية العراقية
- بين جدّي و صدّام حسين
- معايير الإنسحاب من العراق بقلم دانييل بليتكا*
- أدباء و مثقفوا -هارون الرّشيد- في عراقنا الجديد
- العراقيون و ... ما وراء السفارة
- إلى الوزير خضير الخزاعي.. هل أنت غافل عن مناهج البعث؟
- أزمتنا السّكنيّة و -الصهيونيّة-!!
- الدبلوماسية وحدها لا تنفع مع إيران بقلم مايكل روبن


المزيد.....




- مغنية تؤدي النشيد الوطني الأمريكي بالإسبانية احتجاجًا على مد ...
- -أضرار جسيمة- بمستشفى بعد موجة صواريخ إيرانية في جنوب إسرائي ...
- قطر.. سفارة أمريكا تعلن تقييد الوصول إلى قاعدة العديد مؤقتا ...
- ‌‏وزير الدفاع الإسرائيلي: خامنئي سيدفع الثمن
- سياسة برلين الشرق أوسطية على نار الحرب بين إيران وإسرائيل
- الكربون في الرئة يكشف سر تطور الانسداد الرئوي
- مستشفى سوروكا يتعرض لأضرار خلال استهداف إيراني واسع في جنوب ...
- موسكو: ننتظر مقترحات واشنطن لاستمرار الاتصالات معها
- -أكسيوس-: الجيش الأمريكي وحده يحتفظ بسلاح حاسم في المواجهة م ...
- نتنياهو: سنجعل النظام في طهران يدفع ثمن القصف وسنزيد قصف إير ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سهيل أحمد بهجت - انتخاب نجاد... إعلان حرب