مازن كم الماز
الحوار المتمدن-العدد: 2669 - 2009 / 6 / 6 - 09:24
المحور:
كتابات ساخرة
طريقة التشويق التي استعملها الرئيس الأمريكي في تهيئة الناس في الشرق الأوسط لخطابه تدلنا على العلوم التي أصبحت السياسة الدولية تعتمد عليها اليوم , ما نشير إليه هنا هو فن التسويق , تعامل أوباما و فريقه مع الخطاب كحملة دعائية يجب تنظيمها بحرص من الألف إلى الياء , لكن هذا التسويق أو marketing الذي يعود الفضل للرأسمالية , الأمريكية تحديدا , في إيجاده ينحط اليوم إلى النموذج الشرقي الاستبدادي الذي حفظناه جيدا عن أنظمتنا التي تقوم على شكل غبي و فظ من تسويق صورة الزعيم أو القائد , تحدث أوباما أمام حشد مستعد للتصفيق بل و شديد الحماسة سلفا لكل الألعاب اللفظية و البلاغية التي استخدمها , و استخدم أوباما كل المبالغات الممكنة و المؤثرة رغم أنها قد تكون صعبة التصديق معتمدا على الرغبة في خداع النفس عند مستمعيه , لكن يجب التأكيد أنه حتى هنا كان حديث أوباما أكثر إغراء من الأحاديث المشابهة لزعمائنا , هنا لا يجب لوم الحشود التي يتحدث أمامها زعمائنا فرغبتها في التصفيق لهؤلاء الزعماء لا تقل عما فعلته مع أوباما , المؤكد أنه لا جديد هنا , كان هناك بوش من قبله , الذي يتبارى الجميع في لعنه اليوم بمن فيهم من ملأ الدنيا ضجيجا عن وعوده و خطاباته , و قد تحدث من قبل أيضا عن دولة فلسطينية كان يفترض أن تكون قائمة منذ عدة سنوات اليوم , و عن التعايش بين الإسرائيليين و جيرانهم , فكان أن نشبت حربي لبنان 2006 و غزة 2009 , تماما و بالضبط كما يتحدث زعماؤنا عن الوطن و الشعب و التضحية و تماما كما يعدون بالمزيد من الإصلاحات و بحل أزماتنا الصغيرة و الكبرى في كل مرة يتحدثون فيها , و تماما كما يستمر كل شيء كما كان بعد كل خطاب يزخر بالوعود بالتغيير و الإصلاح , انتهت الحملة الدعائية الآن , قيل كل شيء , و انتهى التصفيق , ذهب السيد أوباما إلى أوروبا و علينا نحن أيضا أن نعود إلى همومنا اليومية من جديد........
#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟