مازن كم الماز
الحوار المتمدن-العدد: 2619 - 2009 / 4 / 17 - 11:15
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يعرف غي ديبورد المشهد spectacle على أنه علاقة اجتماعية بين البشر تتواسطها الصور , إنه قلب تزييف العالم الواقعي , تماما كما يرى جان بودريار أن غاية الإيهام الذي تمارسه رموز العولمة هو صناعة واقع مجتث عن أصوله , فوق واقع , و يعرف ماريو برنيولا الإيهام على أنه صورة دون هوية , لا تحيل إلى أي نموذج خارجي و ليس له أية أصالة جوهرية ... ( محمد شوقي الزين , تأويلات و تفكيكات , المركز الثقافي العربي , 2002 , ص 211 و ما بعد ) , فوق الواقع هذا , أو المشهد المنتج , يشترط , أو يلزم البشر بموقف المتفرج السلبي , المتلقي , بحيث يبدو المشهد كغاية في ذاته . كان جورج بوش , و مع انتهاء سنواته الثمانية في البيت الأبيض , قد تحول إلى كابوس مشهدي , لذلك كان التغيير في المشهد "جذريا" بقدر عمق الأزمة الواقعية , هكذا جرى استبدال الصورة السلبية بصورة إيجابية , السياسة الفعلية هنا غير مهمة , مغيبة , الصورة أو أيقونة السياسي هي الأصل , الذي يسبق الواقع في عالم المشهد , و لا فرق بعدئذ إذا استنسخ أوباما خطة إنقاذ بوش أو حتى إذا ضاعفها عدة مرات . يعيد المشهد إنتاج القداسة في السياسة , بإلغائه العقل البشري منها و بإصراره على فرض موقف المتفرج فقط على البشر , بتحويلها إلى تركيز أو تكثيف للمشهد , ليس المشهد الأوبامي إلا جزء من تلك الميثولوجيا السياسية الجديدة التي ينتجها المشهد اليوم , في مواجهة أي بديل ديمقراطي حقيقي .
#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟