أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - مازن كم الماز - لا ضحايا و لا جلادين لألبير كامو














المزيد.....

لا ضحايا و لا جلادين لألبير كامو


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 2613 - 2009 / 4 / 11 - 09:59
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


نعم , يجب أن نرفع أصواتنا عاليا . حتى هذه اللحظة تحاشيت مناشدة العواطف . لقد مزقنا إربا منطق التاريخ الذي قمنا بشرحه بكل تفصيل – كشبكة تهدد بخنقنا . ليست العاطفة هي التي يمكنها أن تنفذ من شبكة المنطق الذي بلغ حدودا لاعقلانية , بل فقط العقل الذي يمكنه أن يلاقي المنطق على أرضه الخاصة . لكن يجب ألا أريد أن أترك ذلك الانطباع ... بأن أي برنامج للمستقبل يمكن تنفيذه دون قوانا من حب و سخط . إنني مدرك جيدا أن الأمر يحتاج إلى محرك رئيسي قوي ليدفع البشر إلى التحرك و أنه من الصعب أن يلقي المرء نفسه في نضال أهدافه متواضعة جدا و حيث يكون للأمل أساس عقلاني فقط – و حتى هذا ممكن بصعوبة . لكن المشكلة ليست في كيف تجرف الناس أو تدفعهم , على العكس , من الضروري ألا يجري تحريكهم بل بالأحرى أن يفهموا بوضوح ما الذي يفعلونه .
لإنقاذ ما يمكن إنقاذه لكي نفتح نوعا ما من المستقبل – الذي هو المحرك الرئيسي ,هناك حاجة للرغبة و التضحية . إنها تتطلب فقط أن نفكر ثم نقرر بعد ذلك , بوضوح , فيم إذا كان يجب أن نجعل مصير الإنسانية أكثر بؤسا لكي نبلغ النهايات السحيقة و المبهمة , فيم إذا كان علينا أن نقبل عالما يلتهب بالأسلحة حيث يقتل الأخ أخاه , أو فيم , على العكس , علينا أن نتجنب سفك الدماء و البؤس قدر المستطاع بحيث نعطي فرصة للأجيال القادمة للبقاء وهي أفضل تجهيزا مما نحن عليه .
فيما يخصني أنا واثق إلى حد ما أنني قد قمت باختياري . أما و قد قمت بالاختيار فإني أعتقد أنه يجب علي أن أصرح , أنه علي أن أعلن أنني لن أكون أبدا ثانية واحدا من أولئك , كائنا من كانوا , ممن يساومون مع القتل و أنه علي أن أتحمل تبعات قرار كهذا . لقد تم الأمر , و هذا أقصى ما يمكنني الوصول إليه اليوم ... لكنني أريد أن أوضح الروح التي كتب بها هذا المقال .
لقد طلب منا أن نحب أو نكره هذه البلد أو تلك , و هذا الشعب أو ذاك . لكن بعضنا يشعر بقوة جامحة أنه ليس على إنسانيتنا المشتركة اتخاذ خيار كهذا . أولئك الذين يحبون الشعب الروسي بالفعل , عرفانا بالجميل لما لم يتوقف أبدا عن أن يكونه – خميرة العالم تلك التي تحدث عنها تولستوي و غوركي – لا يتمنون لهم النجاح في سياسات القوى السلطوية , بل بالأحرى يريدون تجنيبهم , بعد كل محن الماضي , إراقة أخرى للدماء أكثر رعبا حتى . هذا أيضا مع الشعب الأمريكي , و مع شعوب أوربا التعيسة . هذا هو نوع الحقيقة الأساسية التي عادة ما ننساها وسط العواطف الهائجة لأوقاتنا .
نعم , إنه الخوف و الصمت و العزلة الروحية التي يؤديان إليها هي ما يجب أن نحاربه اليوم . و إنها الألفة و التواصل الكوني بين البشر ما يجب الدفاع عنه . إن العبودية , الظلم , و الكذب تدمر هذا التواصل و تحول دون هذه الألفة , و لذا علينا أن نرفضها . لكن هذه الشرور هي اليوم مادة التاريخ نفسه , لذا يعتبرها الكثيرون شرورا ضرورية . من الصحيح أنه لا يمكننا "الهروب من التاريخ" , حيث أننا غارقون فيه إلى أعناقنا . لكن قد يقترح شخص ما أن الحرب من داخل التاريخ يعني أن نحفظ من التاريخ ذلك الجزء من الإنسان الذي ليس هو اختصاصه الخاص . هذا كل ما علي قوله هنا . "فكرة" هذا المقال يمكن تلخيصها كما يلي :

تحرك الشعوب المعاصرة قوى قوية على طول سبل السلطة و الهيمنة . لن أقول أنه يجب دعم هذه القوى أو إعاقتها . إنها نادرا ما تحتاج إلى دعمنا , و هي في الوقت الحاضر تضحك على محاولات إيقافها . إنهم سيستمرون في ذلك بعدئذ . لكنني فقط سأسال هذا السؤال البسيط : ماذا لو أن هذه القوى انتهت إلى طريق مسدود , و ماذا لو أن منطق التاريخ الذي يعتمد عليه الكثيرون اتضح أنه أمل خادع ؟ ماذا لو أن أحفادنا – بافتراض أنهم نجوا - , على الرغم من حربين عالميتين أو ثلاثة , و رغم تضحيات عدة أجيال و منظومة كاملة من القيم , وجدوا أنفسهم أبعد ما يكون عن مجتمع عالمي ؟ قد يكون الناجين من تجربة كهذه أضعف من أن يفهموا معاناتهم . بما أن هذه القوى تعمل على تدبير أمورها و طالما كان من المحتم أن تستمر بفعل ذلك , فليس هناك أي سبب كيلا يضطلع بعضنا بواجب البقاء على قيد الحياة , من خلال الصورة الرؤيوية التاريخية التي تعرض أمامنا , من خلال تفكير بسيط الذي , دون الإدعاء بحل أي شيء , ستكون مستعدة دوما لإعطاء معنى إنساني ما للحياة اليومية . الشيء الضروري هو أنه يجب على الناس أن يزنوا بعناية الثمن الذي عليهم أن يدفعوه ...
كل الذي أطلبه , وسط عالم قاتل أو سفاح , هو أن نتفق على إعمال الفكر في القتل و اتخاذ خيار . بعد ذلك يمكننا أن نميز أولئك الذين يقبلون نتائج كونهم قتلة هم أنفسهم أو شركاء للقتلة , و أولئك الذين يرفضون أن يفعلوا ذلك بكل قوتهم و وجودهم . بما أن خط التقسيم المرعب هذا غير موجود , سيكون مكسبا إذا جرى تحديده بشكل واضح . على امتداد خمس قارات سيدور صراع لا نهاية له في السنوات القادمة بين العنف و الإقناع الودي , صراع يمنح الأول فرصة النجاح ألف مرة أكثر من الأخير . لكنني اعتبرت على الدوام أنه , إذا كان ذاك الذي يؤسس آماله على الطبيعة الإنسانية غبيا , و الذي يستسلم في وجه الظروف جبانا , فبالنتيجة إن السبيل الوحيد الجدير بالاحترام هو وضع كل شيء في مقامرة هائلة : أن الكلمات أكثر قوة من العتاد الحربي .

ترجمة : مازن كم الماز
نقلا عن http://www.spunk.org



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من كتاب كورنيليوس كاستورياديس : المجالس العمالية و اقتصاديات ...
- أكثر عن رأسمالية الدولة
- دعوة لتشكيل جمعية أو لجنة للدفاع عن حقوق العمال السوريين في ...
- ما الذي تفعله عندما تخسر عملك أو منزلك ؟
- لينكون في مئويته الثانية
- لا حاجة لتكريس سجننا , المطلوب هو فقط تحطيمه
- مناقشة لمشروع المهمات البرنامجية المرحلية لتجمع اليسار المار ...
- ما هي الأناركية الشيوعية ؟ لالكسندر بيركمان
- دفاعا عن الثورة الشعبية
- نداء أناركي شيوعي ضد قمة الناتو
- عن الإسلاميين مرة أخرى
- أي حوار فلسطيني هذا
- الثامن من آذار
- المجالس العمالية ؟ : المدخل للديمقراطية المباشرة و لبديل حقي ...
- ليبرتاد ( 1925 ) عبادة الجيف
- سواء بقي النظام السوري حليفا لإيران أو أصبح تابعا لأمريكا , ...
- حاجة هذا العالم للتغيير
- جدل مع دعاة عبودية الأمر الواقع
- كافكا و الآخر
- ليو شتراوس : الأب الفكري للمحافظين الجدد


المزيد.....




- ترامب: سكان غزة يتضورون جوعا.. وسنساعدهم ليحصلوا على -بعض ال ...
- عقب ضربة إسرائيل لليمن.. الحوثي يتوعد برد قوي
- الحكومة الفلسطينية ترفض الآلية الإسرائيلية المقترحة لتوزيع ا ...
- طرق فعالة لمحاربة إدمان الحلويات
- ترامب يرجح عقد اتفاق تجاري مع كندا خلال زيارة كارني
- -سي إن إن-: وزير الدفاع الأمريكي يخفض 20% من المناصب القيادي ...
- حزب -إصلاح المملكة المتحدة- البريطاني يحظر رفع الأعلام الأوك ...
- وزير الاتصالات السوري يبحث مع السفير السعودي سبل تطوير التعا ...
- وسائل إعلام: ترامب لا يشارك في الجهود لوقف إطلاق النار بين إ ...
- أسرار تحسين ملامح الوجه بأساليب بسيطة وفعّالة


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - مازن كم الماز - لا ضحايا و لا جلادين لألبير كامو