أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مازن كم الماز - الشيوعية -التحررية- : لا ديكتاتورية , بل أقصى حرية للمنتجين














المزيد.....

الشيوعية -التحررية- : لا ديكتاتورية , بل أقصى حرية للمنتجين


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 2627 - 2009 / 4 / 25 - 09:41
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


الشيوعية "التحررية" : لا ديكتاتورية , بل أقصى حرية للمنتجين

تاريخيا لدينا نموذج طاغي يفسر كل شيء يرتبط بالشيوعية ألا و هو النموذج السوفيتي , الذي قد يختلف البعض على تسميته باللينيني أو الستاليني , و لذلك عندما يصف الأستاذ مصطفى حقي الشيوعية نجده يكرر صفات ذلك النموذج , عندما تهيمن سلطة مركزية على كل شيء باسم الثورة و العدالة و تدير كل شيء لصالحها في نهاية الأمر , كان نظام صدام و الأسد الأب , و من قبلهما عبد الناصر , النموذج المحلي "القومي الاشتراكي" عن هذه السلطة البيروقراطية الشمولية التي عممت القهر و النهب على كل المنتجين و البشر بحجج مختلفة , في الحقيقة إن الشيوعية هي مجتمع المنتجين الأحرار , القائم على التضامن و المساعدة المتبادلة , و أولا و قبل كل شيء على أقصى حرية ممكنة لكل المنتجين , للجميع , في الديمقراطية البرجوازية تنحصر القضية في الاختيار , كل عدة سنوات , بين احتمالين أو أكثر قليلا , في اختيار الاحتمال الأقل سوءا بين المرشحين , ليس هذا فقط , فقد وجدنا المفكرين المعاصرين كغي ديبورد و ميشيل فوكو و جيل دولوز و جان بودريار غيرهم يصفون آليات الضبط العالية الجديدة التي تمكنت الرأسمالية من استخدامها ضد الناس , ضد المنتجين كوسيلة مزيفة لإنهاء تناقضاتها الداخلية , خاصة مع المنتجين , و لإبقائهم في حالة سلبية , في وضعية المتفرج السلبي على واقعه و المستسلم لسطوة القوة السائدة , لكن المجتمع الإنساني ليس مجالا لقوانين البقاء للأقوى الداروينية إلا ضمن وقائع تاريخية اجتماعية محددة بل إن تطوره اقتضى أقصى درجة من التضامن بين أغلبية البشر في إطار سعيهم لتحسين ظروف حياتهم , تؤكد فترة التراكم الأولي للرأسمالية أن الجشع غير المحدود , إلى درجة الجرائم ( مصير الهنود الحمر في أمريكا الشمالية و الوسطى و الجنوبية , حياة العمال الأوائل و مصيرهم , ضحايا حروب الأفيون ضد الصين و من ثم الحربين العالميتين الأولى و الثانية وصولا إلى الحروب المعاصرة ) , كان هو وراء عملية التراكم الأولي لرأس المال ( و حتى كل قفزة في تطور الرأسمالية ) التي ربما كانت أكثر أحداث التاريخ وحشية , و التي لا تقل همجية و رعبا عن غيرها من "الفتوحات" أو الحروب في العصور القديمة , هناك منطق مختلف في الرأسمالية هو ارتباطها العضوي بتقنية عالية للإنتاج و للحياة لكن هذه التقنية في معظم استخداماتها تعد لتلبي حاجات الأقلية التي تملك و تحكم , إن الرأسمالية تفرض على المليارات أن تعيش في الظل , محرومة من أغلب منتجات التقنية الأخيرة , و في حالة سلبية أبعد ما تكون عن مناقشة و اتخاذ القرارات التي تتعلق بحياتها , ليس فقط طبقة السياسيين المحترفين الفاسدة التي ترتبط عضويا بالطبقة الرأسمالية المالكة و طبقة كبار البيروقراطيين الذين يخدمونها و التي تزعم الديمقراطية البرجوازية أنها "تمثل" الناس و تفكر نيابة عنهم , بل كل المؤسسات التي تسيطر على حياة الناس و التي يجري تشكيلها و تأليفها بشكل فوقي و غير ديمقراطي بأوامر من السلطة القائمة : الشرطة , أماكن العمل , المحاكم , الوزارات و الهيئات العديدة التي "تقونن" حياة الناس أي التي تصدر القوانين التي تنظم حياة الملايين , كلها غير منتخبة و تخضع مباشرة للسلطة القائمة , التي تعبر في النهاية عن الطبقة السائدة و مصالحها , في أيام الزخم الثوري و انهيار سلطة الطبقات السائدة اخترعت الطبقات المسحوقة نظاما أو شكلا مختلف تماما لإدارة المجتمعات , تتمثل في المجالس العمالية , أو المجالس الشعبية , ليس فقط في روسيا بعد ثورتي 1905 و 1917 أو ألمانيا 1918 أو إيطاليا 1920 – 1922 أو إسبانيا 1936 أو هنغاريا 1956 , بل حتى في العراق بعد انتفاضة 1991 في الجنوب و الشمال , عندما فرضت أشكال جماهيرية من التنظيم الجماعي للحياة في المناطق المنتفضة وسط غياب شبه كامل للقوى السياسية القومية أو الأصولية أو غيرها من القوى التي تدعو إلى شكل سلطوي فوقي يقوم على التراتيبة الهرمية , هذه المجالس المنتخبة مباشرة من الجماهير و التي تمارس عملها تحت رقابة و بمشاركة مباشرة من كل المنتجين كانت إبداعا جماهيريا بالكامل و لم ترد في أي مخطط مستقبلي عن الشيوعية رسمه أي مفكر أو مصلح مزعوم , ما سيجري هنا هو أن كل جانب من جوانب الحياة , و أية مؤسسة قائمة سيخضع مباشرة لإرادة و تنظيم المنتجين الذين على علاقة مباشرة بها , هنا تتشكل السلطة من الأسفل إلى الأعلى , بانتخاب مندوبين من المجالس الأدنى إلى المجالس الأعلى فالأعلى , و تبقى الهيئات الأعلى خاضعة للهيئات القاعدية لا العكس , هكذا نشأت السوفييتات في روسيا في سياق ثورتي 1905 و 1917 , لا العكس , عندما سيطرت نخبة محدودة على القرار السياسي و تحولت بسرعة إلى بيروقراطية حاكمة تدير ديكتاتورية البيروقراطية الحزبية و العسكرية على البروليتاريا , لا وجود لمساواة اعتباطية و مفروضة و أوتوماتيكية في الشيوعية التي تعني مجتمع المنتجين الأحرار , المساواة المطلقة ليست هدفا , و لا وجود لعسكرة جماعية , بل هناك درجة غير مسبوقة من الحرية لكل فرد ليناقش , ليفكر , و الأهم , ليشارك في تقرير حياته و حياة المجموعات التي ينتمي إليها , و لن يكون المطلوب فرض شكل ما على الجميع بقوة تابعة لسلطة ما , بل سيكون كل قرار نتيجة إبداع حقيقي للجميع و لصالحهم في حقيقة الأمر , هذا ليس مجرد يوتوبيا سعيدة , و لا حل خال من التناقضات , بل هو إبداع الجماهير عن صورة بديلها , بديل كل ضحايا الرأسمالية , عن الاستغلال الحالي و عن واقع التهميش الحالي لهذه الجماهير...........

مازن كم الماز



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما بعد خروج الإخوان السوريين من جبهة الخلاص
- الإله و الإنسان
- النخبة , السلطة , المجتمع , و النهضة و الحرية
- المشهد الأوبامي
- العولمة في منظور جون بودريار
- القداسة بين الإسلام السياسي , السلطة , و مفهوم الحرية الإنسا ...
- أكثر عن رأسمالية الدولة 2
- لا ضحايا و لا جلادين لألبير كامو
- من كتاب كورنيليوس كاستورياديس : المجالس العمالية و اقتصاديات ...
- أكثر عن رأسمالية الدولة
- دعوة لتشكيل جمعية أو لجنة للدفاع عن حقوق العمال السوريين في ...
- ما الذي تفعله عندما تخسر عملك أو منزلك ؟
- لينكون في مئويته الثانية
- لا حاجة لتكريس سجننا , المطلوب هو فقط تحطيمه
- مناقشة لمشروع المهمات البرنامجية المرحلية لتجمع اليسار المار ...
- ما هي الأناركية الشيوعية ؟ لالكسندر بيركمان
- دفاعا عن الثورة الشعبية
- نداء أناركي شيوعي ضد قمة الناتو
- عن الإسلاميين مرة أخرى
- أي حوار فلسطيني هذا


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مازن كم الماز - الشيوعية -التحررية- : لا ديكتاتورية , بل أقصى حرية للمنتجين