أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مازن كم الماز - محاولة لتعريف الأناركية














المزيد.....

محاولة لتعريف الأناركية


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 2637 - 2009 / 5 / 5 - 10:01
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يقول ألبير كامو في الإنسان المتمرد أن هناك مقاربتان أساسيتان للعالم , للأنا و الآخر , فإما أن نكون دوغمائيين لدرجة الاستخفاف بالآخر و مستخفين بالآخر لدرجة قتله , أو أن تكون ذواتنا هي محور ذلك الإنكار , أن نكون نحن المتهمين , و عندها سيكون هذا الشك لصالح الآخر , و حقه في الوجود , في الحالة الأولى يكون قتل الآخر هو الفعل الطاغي و في الثانية يؤدي الشك و إنكار الذات إلى الانتحار , يضيف كامو "في العهود الأولية الساذجة حين كان الطاغية يمسح مدنا بأكملها لإعلاء مجده , و حين كان العبد الموثق بعربة المنتصر يسير معروضا في شوارع المدن المختلفة بأعياد النصر , و حين كان يرمى بالعدو إلى الحيوانات المفترسة أمام جموع الشعب المحتشد , نقول : إزاء جرائم بمثل هذه السذاجة كان في وسع الوجدان أن يكون ثابتا و في وسع الحكم أن يكون جليا . أما أن تقام معسكرات العبيد تحت راية الحرية , و أن تبرر المجازر بمحبة الإنسان أو بالميل إلى إنسانية متفوقة فهذا لعمري ما يعيي , بوجه ما , قوة التمييز و الحكم . حينما تتزين الجريمة بثوب البراءة ..." "قبل عقد النية على القتل أنكرنا و أنكرنا كثيرا حتى أنكرنا ذاتنا بالانتحار . الله يغش , و الجميع يغشون معه , و أنا نفسي أغش , بناءا على ذلك , أنا أموت : لقد كان الانتحار محور الموضوع . أما النظريات العقائدية في الوقت الحاضر فلم تعد تنكر سوى الآخرين , الغشاشين الوحيدين . بناءا على ذلك يقتل الآخرون . و هكذا في مطلع كل فجر , ثمة قتلة مزدانون بالأوسمة يتسللون إلى زنزانة : لقد أصبح القتل محور الموضوع" ( كامو , الإنسان المتمرد , ص 6 – 8 ) , عندما تنتصر الدوغما و تقضي على الشك و أي مظهر آخر للنقد , لا بد من ضحايا , لا تستمر الدوغما دون ضحايا , فمظهر الحقيقة المطلقة يرفض أي وجود للآخر , مجرد هذا الوجود تحد لإطلاق و طغيان تلك "الحقيقة" , اليوم , كما في الأمس , ما يصم آذاننا هو الدعوة لقتل الآخر ببراءة يحسد عليها القاتل , ما زال بمقدور بعض الهراطقة على الرغم من ذلك أن يتساءلوا بشغب : من هم الأمريكان أو الأصوليون ليمتلكوا الحق بقتل الآخر أو إلغائه , بل لنكن أكثر وضوحا , من هو هذا الإنسان , على وجه هذه الأرض , الذي يتجاسر على أن ينسب لنفسه , عدا عن امتلاكه السلاح اللازم لقتل الآخرين , الحق ليحكم على أي إنسان , بالموت أو حتى بمجرد "مصادرة حريته كإنسان" لمجرد أنه مختلف , لكن كأناركي أريد هنا أن أستمر بتمييز عنف إلغاء الآخر عن العنف الذي يصاحب ثورات الأغلبية على طغيان أقلية ما , فعنف إلغاء الآخر , كالحروب الطائفية و الدينية و الحرب على الإرهاب و غير ذلك , كل هذا عبارة عن عملية تطهر باستخدام دماء الآخر , عن طريق إلغائه على درجة القتل , عن طريق كراهيته و لعنه , عبارة عن التقرب لآلهة ما , لسادة ما , بقرابين من دم و لحم و حرية الآخر , أما ثورة الأغلبية في سبيل حريتهم ضد طغيان أقلية ما , فهو ليس إلغاءا لهذه الأقلية بقدر ما هو إلغاء لطغيانها , إنه فعل تطهر يجري مع الآخرين و ليس ضدهم , مع الآخر و ليس ضده , بصفته البشرية المحضة , هو فعل يثبت حريته لا يلغيها , إنه عنف يريد أن يقر أخيرا حرية الاختلاف و حرية النقد لا أن يقرر مطلقا جديدا بعد آخر و سجنا جديدا بعد آخر , هذا هو التعريف الفعلي للأناركية , مجتمع , عالم لا يملك فيه أي كان الحق في إلغاء الآخر أو سلبه حريته , عالم يرسم فيه الجميع تفاصيل حياتهم على قدر المساواة , يعيشون على قدر المساواة , أحرارا , جميعا دون أن يكون لأي منهم القدرة على اغتصاب حرية أو عمل أو حياة الآخرين ...



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكرى رحيل نزار قباني :الشاعر و الزعيم
- في مواجهة قانون الأقوياء
- شيطنة الأصولية
- الشيوعية -التحررية- : لا ديكتاتورية , بل أقصى حرية للمنتجين
- ما بعد خروج الإخوان السوريين من جبهة الخلاص
- الإله و الإنسان
- النخبة , السلطة , المجتمع , و النهضة و الحرية
- المشهد الأوبامي
- العولمة في منظور جون بودريار
- القداسة بين الإسلام السياسي , السلطة , و مفهوم الحرية الإنسا ...
- أكثر عن رأسمالية الدولة 2
- لا ضحايا و لا جلادين لألبير كامو
- من كتاب كورنيليوس كاستورياديس : المجالس العمالية و اقتصاديات ...
- أكثر عن رأسمالية الدولة
- دعوة لتشكيل جمعية أو لجنة للدفاع عن حقوق العمال السوريين في ...
- ما الذي تفعله عندما تخسر عملك أو منزلك ؟
- لينكون في مئويته الثانية
- لا حاجة لتكريس سجننا , المطلوب هو فقط تحطيمه
- مناقشة لمشروع المهمات البرنامجية المرحلية لتجمع اليسار المار ...
- ما هي الأناركية الشيوعية ؟ لالكسندر بيركمان


المزيد.....




- أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط ...
- -أمل جديد- لعلاج آثار التعرض للصدمات النفسية في الصغر
- شويغو يزور قاعدة فضائية ويعلن عزم موسكو إجراء 3 عمليات إطلاق ...
- الولايات المتحدة تدعو العراق إلى حماية القوات الأمريكية بعد ...
- ملك مصر السابق يعود لقصره في الإسكندرية!
- إعلام عبري: استقالة هاليفا قد تؤدي إلى استقالة رئيس الأركان ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة تبارك السرقة وتدو ...
- دعم عسكري أمريكي لأوكرانيا وإسرائيل.. تأجيج للحروب في العالم ...
- لم شمل 33 طفلا مع عائلاتهم في روسيا وأوكرانيا بوساطة قطرية
- الجيش الإسرائيلي ينشر مقطع فيديو يوثق غارات عنيفة على جنوب ل ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مازن كم الماز - محاولة لتعريف الأناركية