أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مازن كم الماز - في ذكرى رحيل نزار قباني :الشاعر و الزعيم














المزيد.....

في ذكرى رحيل نزار قباني :الشاعر و الزعيم


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 2634 - 2009 / 5 / 2 - 09:55
المحور: الادب والفن
    



استفزني كثيرا ما نشرته جريدة تشرين السورية الرسمية في صفحة ثقافة و فنون بتاريخ 30 نيسان ابريل 2009 تحت عنوان "الرئيس و الشاعر" , الرئيس هو حافظ الأسد و الشاعر هو نزار قباني , الذي رحل عن عالمنا قبل 11 سنة , هذه هي مناسبة تلك المقالة التي تزعم أنها تكشف عن "معلومات" لم تنشر من قبل , المطلوب , كما كان في حياة الشاعر , تجيير رصيده و إعجابنا به لصالح السلطان , ليس الشاعر منيعا على التناقض , لكن قباني كان أشبه بأبي نواس في كشفه الفضائحي عن الزيف الأخلاقي و السياسي , خاصة بعد السقوط في يونيو حزيران 67 , و كان للشاعر من شجاعة داخلية و إعجاب و تقدير شعبيين و موارد ما سمح له بأن يمارس الهجاء بحرية نسبية حيث حط رحاله الوضع القائم في مجتمعاتنا , لكن أنظمتنا اعتادت أن تمارس خداع الآخرين في تعاملها مع شطحات الشعراء هذه , رغم أن مظفر النواب وصف أولئك الذين نصبوا أنفسهم حكاما على شعوبنا بأقذع الصفات , فقد استمر بالوجود في دمشق , حيث تصرف النظام السوري و كأنه غير مقصود بتلك الهجائيات اللاذعة , و هكذا فعل كل نظام عربي , أو كل "زعيم" عربي , فقد تصرف كل الطغاة و كأن كل هذا الهجاء الذي مارسه الشعراء ضد الطغيان و القهر و العسف , أو أي مثقف و أساسا البشر العاديين في مجالسهم المتواضعة , يخص البقية , بقية هؤلاء "الحكام" , دونهم هم , لأسباب كثيرة أشعر بالابتذال الشديد في المدائحيات التي ينسبها كاتب المقال لنزار قباني و التي قصد بها حافظ الأسد , ليس فقط لأن الهجاء السياسي و الغزل غير العذري كان أهم ما كتبه قباني , و الذي دونه يفقد هذا الشاعر الكثير من وزنه الفعلي التاريخي كضمير للناس العاديين و كمحكمة خارجة على قوانين السلطة , بل لأنها تبدو لي مزيفة , غير حقيقية , و لا يهم هنا أن يكون الشاعر هو من كتبها بالفعل , إنها تشبه قبعة الرجل الأبيض على رأس هندي أحمر , شيء أشبه بالمستحيل , أو كذبة ضرورية مثل المثل الذي يقول أن الشرطة في خدمة الشعب , الشاعر ليس عصيا على التناقض , لكن المنطق الذي قاده إلى ممارسة هجاء واقع فاسد و غبي على هذه الدرجة لا يتسق مع امتداح الابتذال و الفساد الذي ينسب للشاعر , ما أريد أن أقوله أن الشاعر عندما يمتدح الطاغية فهو يكون "مخدر عقليا" , أو غير واعي بالمعنى الفعلي , لسبب أو لآخر , الذي جرى قبل 11 عاما كان قصة مكررة , كان السياسي ينتظر لحظات كتلك التي جاءت أخيرا في 30 نيسان 1998 عندما سقط الشاعر أخيرا لكي يحوله إلى جزء من ماكينة تمجيد النظام رغما عن أنفه , يصف المقال كيف تحرك القصر الجمهوري في دمشق بسرعة ليحول موت نزار قباني إلى مناسبة علاقات عامة يتولى فيها هو تمثيل الشاعر الذي أصبح أخيرا عاجزا عن الكلام و عاجزا عن الهجاء , أصبح فيها مستباحا و متاحا بسهولة , ليحتكر السياسي الكلام بلسانه الأبكم , و قبل ذلك في بروفة الموت في عام 1997 عندما استعد القصر الجمهوري للموت القادم قبل أن يخيب الشاعر ظنه و يجري تأجيل الاحتفال السلطوي إلى لحظة الرحيل الفعلي , هذه هي الحالة التي يثأر فيها السياسي من الشاعر , من كل هرطقاته و هجائياته , أخيرا عندما يحين موعد الصمت ,

مازن كم الماز



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في مواجهة قانون الأقوياء
- شيطنة الأصولية
- الشيوعية -التحررية- : لا ديكتاتورية , بل أقصى حرية للمنتجين
- ما بعد خروج الإخوان السوريين من جبهة الخلاص
- الإله و الإنسان
- النخبة , السلطة , المجتمع , و النهضة و الحرية
- المشهد الأوبامي
- العولمة في منظور جون بودريار
- القداسة بين الإسلام السياسي , السلطة , و مفهوم الحرية الإنسا ...
- أكثر عن رأسمالية الدولة 2
- لا ضحايا و لا جلادين لألبير كامو
- من كتاب كورنيليوس كاستورياديس : المجالس العمالية و اقتصاديات ...
- أكثر عن رأسمالية الدولة
- دعوة لتشكيل جمعية أو لجنة للدفاع عن حقوق العمال السوريين في ...
- ما الذي تفعله عندما تخسر عملك أو منزلك ؟
- لينكون في مئويته الثانية
- لا حاجة لتكريس سجننا , المطلوب هو فقط تحطيمه
- مناقشة لمشروع المهمات البرنامجية المرحلية لتجمع اليسار المار ...
- ما هي الأناركية الشيوعية ؟ لالكسندر بيركمان
- دفاعا عن الثورة الشعبية


المزيد.....




- تناقض واضح في الرواية الإسرائيلية حول الأسرى والمجاعة بغزة+ ...
- تضامنا مع القضية الفلسطينية.. مجموعة الصايغ تدعم إنتاج الفيل ...
- الخبز يصبح حلما بعيد المنال للفلسطينيين في غزة
- صوت الأمعاء الخاوية أعلى من ضجيج الحرب.. يوميات التجويع في غ ...
- مقتل الفنانة العراقية ديالا الوادي بدمشق
- لبنان: المسرح.. وسيلة للشفاء من الآثار النفسية التي خلفتها ...
- -طحين ونار وخوف وأنا أحاول أن أكون أمًا في غزة الجائعة-
- وفاة الفنانة ديالا الوادي في حادثة سرقة بدمشق
- مشروع قانون فرنسي لتعجيل استعادة الممتلكات الثقافية المنهوبة ...
- أكثر 10 لغات انتشارا في العالم بعام 2025.. ما ترتيب اللغة ال ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مازن كم الماز - في ذكرى رحيل نزار قباني :الشاعر و الزعيم