أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - شيطنة الأصولية














المزيد.....

شيطنة الأصولية


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 2629 - 2009 / 4 / 27 - 10:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قد يكون العنوان غريبا , فالمقدس كان هو أول من صور الآخر على أنه شيطان ملعون , لكن ممارسة الشيطنة ضد الآخر ليس حكرا على أحد , ما يتطلبه الأمر هو نسبة القداسة إلى شخص أو فكر أو وضع قائم ما ثم تحريم كل من يعارضه و حتى التفكير بنقده , اليوم لا يجري أغلب النقد الموجه للأصولية الإسلامية لحساب الناس كمرجعية خارج النص و غير خاضعة لها , بل لصالح مرجعية فوق الناس هي مرجعية السلطة القائمة , بل تريد محاولة تمجيد الواقع القائم , سواء في مجتمعاتنا أو في العالم بأسره , أن ترفعه إلى ما فوق واقع لا يمكن تغييره و يحرم حتى نقده , هكذا يجري التنظير لديكتاتوريات قديمة جديدة , بعضها غير جلده و احتفظ بأنيابه كاملة و مطلقة ضد أي محاولة للاحتجاج , و بعضها استخدم بعض مساحيق التجميل التافهة لتجميل وجهه القبيح , بالمطالبة بالحجر على الناس و تحديد الأقلية التي يحق لها التفكير و التعبير , من منطلق نخبوي فوقي و لصالح الطغم الحاكمة في مجتمعاتنا و في العالم , مرة أخرى يدعونا هؤلاء للتصفيق للقتلة و لتمجيد الطغاة..ليس فقط تلوين العالم بلون أبيض و أسود فقط , وليس فقط الزعم بأنهم أكثر ذكاءا من غيرهم و أنهم مخولون بالحكم على بقية البشر , بل إنهم هنا يريدون خلق موقف رهابي من الأصوليين , موقف يختزل أية عملية عقلية إلى رد فعل بافلوفي يخدر العقل بأفيون من نوع جديد فيعلو الصراخ : المجد للسلطة , المجد للحاكم !!؟؟ الحداثة هنا ليست نصا مقدسا جديدا , و لا سلطة مطلقة جديدة , على العكس من طريقة عرض الحداثة هذه , فإنها لا تقل همجية و عداء للإنسان , العادي من لحم و دم , الذي يختزل في صورة إنسان لا يتألم من قمع السلطة و لا يشعر بالجوع بسبب إفقارها و نهبها له , بل يهلل لها في الحالتين , في صورة تابع سعيد , "متنور" هذه المرة , أي يرفض القبول بالفكر الاحتجاجي الشعبوي الديني , لصالح خضوعه الكامل للسلطة المطلقة "المتنورة" , مركز العالم الحداثي , لقد قتل في القرنين الأخيرين من البشر أكثر من عدد البشرية ذاتها قبل عدة قرون , حتى جنكيز خان لم يكن ليحلم بهذا العدد من الضحايا , و يعيش المليارات في جوع و فقر و جهل و مرض بسبب جشع أقلية محدودة جدا من "البشر" , من المؤكد أن لمفهوم الإنسان المستخدم في الخطابات السياسية و الفكرية السائدة معنى يستبعد هذه المليارات إلا بوضعيتها الصامتة الخرساء السلبية , و الأفضل حتى البلهاء , إن كل سياسات القوى السائدة تهدف إلى الحفاظ على الملايين في ظلام الجهل و "نعيم" العبودية , في فترة حكم الأبارتيد في جنوب أفريقيا كانت الصحافة الغربية تتحدث عن أحياء البيض النظيفة و الجميلة , كانت هناك حالة غريبة من عدم القدرة على رؤية الظروف الفظيعة التي كان الملايين من السود يعيشونها في المعازل القريبة , إن أسوأ تعريف للحداثة هو تعريفها بصورة الرجل الأبيض المستعمر و المحاط بعشرات "الخدم" "التافهين" , أو صورة الديكتاتور "المستنير" الذي يصفق له "ملايين" الأتباع المخلصين و السعداء محاطين بسياج سجن كبير "للحضارة" و بحراس هذا السجن , ليس غريبا أن هذه الحداثة لا تثير أحدا عدا من يتعبدها في مؤسسات "الحداثة" السلطوية , هناك حداثة مختلفة بدأت منذ ثار أول عبد في هذا العالم على سيده و على قيوده , حداثة لا تطلب من البشر العاديين السجود لأي سيد و لا الخضوع لسلطة تنهبهم و تقمعهم "لمصلحتهم" , حداثة لا تضع قيودا على العقل البشري و لا تحاصره أو تراقبه "كبوليس فكري" سياسي تابع لوزارات الداخلية المحلية أو لمؤسسات هيمنة المراكز الرأسمالية العالمية , بل تعرف نفسها بحريته الفعلية , لا بعبوديته لأي طغمة أو نخبة أو لأي كان ,



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيوعية -التحررية- : لا ديكتاتورية , بل أقصى حرية للمنتجين
- ما بعد خروج الإخوان السوريين من جبهة الخلاص
- الإله و الإنسان
- النخبة , السلطة , المجتمع , و النهضة و الحرية
- المشهد الأوبامي
- العولمة في منظور جون بودريار
- القداسة بين الإسلام السياسي , السلطة , و مفهوم الحرية الإنسا ...
- أكثر عن رأسمالية الدولة 2
- لا ضحايا و لا جلادين لألبير كامو
- من كتاب كورنيليوس كاستورياديس : المجالس العمالية و اقتصاديات ...
- أكثر عن رأسمالية الدولة
- دعوة لتشكيل جمعية أو لجنة للدفاع عن حقوق العمال السوريين في ...
- ما الذي تفعله عندما تخسر عملك أو منزلك ؟
- لينكون في مئويته الثانية
- لا حاجة لتكريس سجننا , المطلوب هو فقط تحطيمه
- مناقشة لمشروع المهمات البرنامجية المرحلية لتجمع اليسار المار ...
- ما هي الأناركية الشيوعية ؟ لالكسندر بيركمان
- دفاعا عن الثورة الشعبية
- نداء أناركي شيوعي ضد قمة الناتو
- عن الإسلاميين مرة أخرى


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - شيطنة الأصولية