أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - جمال المظفر - الصحافة الحزبية ... إلى أين ؟














المزيد.....

الصحافة الحزبية ... إلى أين ؟


جمال المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 2669 - 2009 / 6 / 6 - 09:09
المحور: الصحافة والاعلام
    


ثورة إعلامية وثقافية رافقت عملية التغيير السياسي في العراق بعد خمس وثلاثين عاما من الكبت الثقافي والإعلامي ، إذ كانت تصدر آنذاك بعض الصحف الحزبية او المهنية فضلا عن عدد محدود من القنوات التلفزيونية المحلية التي تعد بأصابع اليد والمؤدلجة لشخصية الدكتاتور ، ما ان ينتهي من حديث مطول حتى يعاد الحديث بعد دقائق معدودات ...
كانت مرحلة ما بعد التغيير اشبه بغزو ثقافي وإعلامي ، وكم هائل من الصحف والمجلات والقنوات الفضائية والمؤسسات الإعلامية والثقافية ، منها ما هو مبني على أرضيات مهنية صحيحة، ومنها ما هو فوضوي لا يستند إلى أي منطق سوى ارتباطه بالجهات المانحة او الممولة لأغراض سياسية معروفة ...
أكثر من ( 250 ) صحيفة صدرت بعد السقوط الدراماتيكي ، وصارت الساحة العراقية ملأى بأنواع الصحف ، بعضها يتبع لأحزاب وجهات سياسية ، والآخر يدعي الاستقلالية، فيما الخطاب السياسي يفضح الجهة الممولة او الغرض من الإصدار .. ولكن ما يهمنا هنا هو الصحافة الحزبية ، هل اثبتت وجودها ، وهل تبنت الخطاب الإعلامي القريب من الشارع العراقي أو ان الخطاب المؤدلج للشخصية الحزبية يطغي على المطبوع ؟؟
للأسف الشديد فإن أكثر الصحف الحزبية فقدت قراءها، وباتت لا تمثل إلا الحزب نفسه ، قراؤها وروادها وكتابها من الحزب نفسه ، لأن صفحاتها لا تحمل غير تحركات رئيس الحزب من غرفة القيادة حتى دورة المياه ، وما بينهما هي سياسة الحزب ...
الصحافة متى ما كانت قريبة من المواطن وتنقل همومه وآلامه وطموحاته حتى لو كانت حزبية، فإنها تخترق تركيبته، ويمكن ان توصل فكرها بأسلوب فطن وبخطاب دبلوماسي هادئ ...
هناك صحف ادركت اللعبة ، وتركت الخطاب السياسي جانبا، وباتت تتطرق إلى همّ الشارع وتضرب على أماكن الخلل حتى لو كان داخل الحزب ، حتى ان بعضا يستغرب عندما تنشر صحيفة حزبية مقالا أو ردا ينتقد سياستها ، وهذا هو الصحيح في العمل الإعلامي ، ليس المهم ان تنقل وجهة نظرك إلى القارئ، وإنما ان تنقل وجهة نظر القارئ في الوضع السياسي لأنه صاحب القرار الأول والأخير ، فاصبعه خير دليل على ذلك ...
عشرات الصحف الحزبية توزع مجانا او توضع على رفوف المؤسسات الثقافية والإعلامية، ولكن الوسط الثقافي لا يقلبها ولا يتقبلها لأنه يعرف انها صحيفة حزبية ضيقة تنقل تحركات واجتماعات وهبات الزعيم الحزبي ، بينما هناك صحف يسعى القارئ إليها ، يشتريها حتى لو كانت بأسعار عالية، ويقرأها من الغلاف إلى الغلاف لأنها قريبة إلى نبض الشارع وهمه ...
ما زالت بعض الصحف تصدر لاثبات ان الحزب باقٍ على قيد الحياة في الساحة السياسية حتى لو كان المسؤول يخسر مبالغ طباعتها او حتى لو طبعت منها ألف نسخة ووزعت مجانا ...
العمل الصحفي يحتاج إلى مهنية عالية، وإلى مسؤولين يعرفون كيف يحاكون الشارع، وكيف يصلون إلى القاعدة الشعبية التي تعد الأهم على مستوى القراءة والتأثير ...
الصحافة الحزبية عندما تكون فئوية تفقد قراءها ، ولكن عندما تنفتح على الآخرين فإنها تزيد مساحة قرائها وتحافظ على شعبيتها لان الشعبية لا تأتي من حركة المسؤول ذات اليمين وذات الشمال او لقاء اقرانه من السياسيين، ولكن عندما يدخل بيوت المواطنين ويوصل همومهم ويدع الصفحة الأولى والخبر الرئيس للوضع الأهم، لا إلى الحركة اللوجستية له ...
أحزاب كثيرة فقدت قراءها لان صحفها مؤدلجة للشخصية الواحدة وحتى العاملين فيها يحابون المسؤول ويوصلون له الأخبار المغلوطة بأن خبر الزيارة إلى هذه العائلة او تلك سيقيم الدنيا ولا يقعدها، وان الصحيفة ستوزع بكامل نسخها من دون مرتجع .



#جمال_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لعنة الديمقراطية
- توقيعات خارج مجرى النص
- صراع الداخل والخارج
- ممثلون كوميديون ومشاهد تراجيدي
- البصرة عاصمة الثقافة والخراب المكاني
- خروقات أمنية أم ماذا ؟
- اصبحنا ملطشة
- ازمة ثقافية مربدية
- شي مايشبه شي
- انا وشنكول والسيد المسؤول
- سبحان مغيّر الأحوال
- المبنى الحكائي في القصيدة الجاهلية
- لاتبذخوا أموال الشعب
- انتهاك حرمة المثقف
- الخلاعة تداهمنا
- طحينات الوزير
- القانون يطال الطواويس العربية
- إحذروا الخلايا النائمة
- المتاجرة بارواح الشعب
- المثقف خارج المصالحة


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - جمال المظفر - الصحافة الحزبية ... إلى أين ؟