أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جمال المظفر - طحينات الوزير














المزيد.....

طحينات الوزير


جمال المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 2608 - 2009 / 4 / 6 - 09:46
المحور: كتابات ساخرة
    


عودتنا وزارة التجارة منذ سنين على ان نتعامل مع الازمات بكل جدية ،وان نهئ انفسنا لكل الاحتمالات ، فالبطاقة التموينية لم تعد كوبونا لاستلام الحصة ( التمويتية والتجويعية ) التي فرضها الحصار الاقتصادي الظالم للدول ( الصديقة ) في القاموس السياسي الجديد ، بل يجب النظر اليها على انها احدى المستمسكات الثبوتية الرسمية التي تدل على انك مواطن صبور الى حد اللعنة ، تتحمل شتى النكبات وتسكت على الانحرافات والشذوذ السياسي والاختلاسات والرشاوى ، فلا معاملة تنجز من دون هذه الوثيقة المهمة التي باتت تلاصق هوية الاحوال المدنية وشهادة الجنسية وبطاقة السكن ، هذه المقدسات الاسطورية الاربعة التي تعد في العراق العظيم نصوصا مقدسة نزلت من لدن اللات والعزى ويجب التعامل معها بكل قدسية ..
فالبطاقة التموينية هوية شعب كامل ، وهي التي تفرق العراقي من غير العراقي ، اذ ليس هناك مخلوق بشري على وجه الارض قادرعلى ان يصبر صبر العراقيين ، محاصرون دائما وفي كل الازمان ، حصار اعداء الامس ( اصدقاء اليوم ) وحصار الساسة المغرمين بالامتيازات ، والذين باتوا هما يضاف الى هموم العراقيين الشرفاء بسبب المحاصصة المقيته التي دمرت البنية العراقية ...
الشعب العراقي تحمل الكثير واستهلكته الانظمة بطيشها واستهتارها ، حروب وحصارات وفنطازيات ومقابر جماعية واحتلال بغيض وتقشف دائم تعتمده الحكومات المتعاقبة وكأننا بلد افريقي لايمتلك اي مقوم اقتصادي ، لابلد لديه من الخيرات مالايمتلكه اي بلد اخر في هذا الكون الرباعي الابعاد ...
توقع الشعب بعد سقوط النظام ورحيل الحصار الظالم الذي فتك بالشعب ان تتحسن احواله ،وان يكون لديه كهرباء مستقرة تعوضه حرمان السنين ، وحصة تموينية مزدهرة لامقشفة بفضل سياسة وزارة التجارة اللاممنهجة والتكاثر الانشطاري للمفسدين في متونها والذين باتوا ( يلفطون ) مايخصص للحصة التموينية من اموال ضخمة ، فمرة تختفي الزيوت او الرز من قائمة التجهيز وفي اخرى توزع مواد تالفة او تختفي الصوابين والمساحيق ، والى مالانهاية من الحصص المحجوبة بحفظ الله ورعايته .. واخر هذه البدع حرمان الشعب من حصة الطحين لشهرين متتاليين رغم ان عوائل كثيرة تعتمد على هذه المادة والمشكلة ان الوزارة استقطعت مبالغها من المواطنين ، وبهذا الاجراء وضعتهم تحت سندان تجار الازمات وجشع اصحاب المخابز والافران الذين سارعوا الى تقليل وزن الصمونة وزيادة سعرها بحيث بات شراؤها ينهك دخل المواطن العراقي امام عزوف الاجهزة الرقابية عن متابعة هذه الافران او تحديد اسعار الخبز والصمون رحمة بالمواطن المسكين ....
المسؤولون في الدولة منشغلون بزيادة رواتبهم ومخصصاتهم ويقشفون في الجانب الاخر الميزانية التي تنعكس اثارها على المواطن في اغرب معادلة كيميائية فاسدة ....
ارحموا الشعب يرحمكم الله ياايها السادة ، واتقوا الله في مستضعفيه ، وتذكروا الزعيم الراحل عبدالكريم قاسم في قوله المأثور لصاحب فرن ( صغر صورتي وكبر الصمونة ) ،فياايها السادة قللوا رواتبكم وامتيازاتكم واضيفوها الى الفقراء كي يرضى الله عنكم ، فلا زال هناك فقراء في العراق العظيم وافواه جائعة لاهثة عن لقمة في اكوام الزبالة فلن يرضى الله عنكم والله على مااقول شهيد ...



#جمال_المظفر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القانون يطال الطواويس العربية
- إحذروا الخلايا النائمة
- المتاجرة بارواح الشعب
- المثقف خارج المصالحة
- ثمن الحرية الثقافية !!
- هنيئا للعراقية هذا الترمل
- علكة (كلاب السلطة)..!!
- عمق الدرس الثقافي
- انقذوا ماتبقى من المبدعين
- لسنا مضحكة يااصحاب المعالي
- قراءة في ( كيس من الفوضى في زريبة )
- حرامية بثياب السلطة
- الفتاوى تطال ميكي ماوس
- قراءة في سيرة النهد الامازيغي / مليكة مزان انموذجا
- صناعة الفتوى ... صناعة الموت
- شوربة الوزير
- الهلاك الذاتي
- دولة رئيس الوزراء اوقف ارهاب المسؤولين
- البناء العمودي والفقر الافقي
- الشرقيون والحرمان العاطفي


المزيد.....




- حضور لافت للسينما العراقية في مهرجان عمان السينمائي
- إستذكار الفنان طالب مكي ..تجربة فنية فريدة تتجاوز كل التحديا ...
- براد بيت اختبر شعورا جديدا خلال تصويره فيلم -F1-
- السويد.. هجوم جديد بطائرة مسيرة يستهدف الممثلية التجارية الر ...
- -البحث عن جلادي الأسد-.. فيلم استقصائي يتحول إلى دليل إدانة ...
- تقرير رويترز 2025: الجمهور يفضل الفيديو والصحافة البشرية وهك ...
- هكذا تصوّرت السينما نهاية العالم.. 7 أفلام تناولت الحرب النو ...
- بعد أسابيع من طرح الفيلم ونجاحه.. وفاة نجم -ليلو وستيتش- عن ...
- ابتكار ثوري.. طلاء -يعرق- ليُبرّد المباني!
- كيف يساهم تعليم العربية بكوريا الجنوبية في جسر الفجوة الثقاف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جمال المظفر - طحينات الوزير