أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - جمال المظفر - المتاجرة بارواح الشعب














المزيد.....

المتاجرة بارواح الشعب


جمال المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 2605 - 2009 / 4 / 3 - 05:27
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


من حق اي موظف ان يعمل في التجارة او اية مهنة اخرى تعينه على ايجاد مورد اخر لتحمل مصاعب الحياة والثورة التي رفعت الاسعار والايجارات بعد عملية التغيير ، فقد تعود ابناء هذا الشعب منذ عقود على ان يوجدوا لانفسهم مهن اخرى اضافية تساعدهم على العيش بدرجة مقبولة ، ولكن لاان يتاجروا بارواح الشعب فذلك خط احمر لايمكن السكوت عليه وتعد جريمة ابادة جماعية ...
فلا غرابة في أن يعمل الاستاذ الجامعي سائق تاكسي وحامل الماجستير حمالا في سوق الشورجة والمثقف بائع صحف في الباب الشرقي والمعلم بقالا وهلم جرا ... لان مايحصل عليه الموظف لايكفي لشراء ارغفة لايام معدودة ..
وكما قلنا فأن من حق كل موظف حكومي العمل بوظيفة اخرى غير حكومية لاان يجمع بين وظيفتين حكوميتين كما يجري الان في العراق الديمقراطي التعددي ، فهناك موظفون يستلمون اكثر من راتب بينما مئات الالاف يعانون من البطالة .. وهناك موظفون مرتشون واخرون فاسدون ، يتلاعبون بقوت الشعب ومصادر عيشه … فالخبر الذي تناقلته وسائل الاعلام حول قيام عصابة من منتسبي وزارة الصحة باستبدال ادوية مرضى القلب والمصابين بالذبحة الصدرية بادوية مغشوشة تحتوي على الطحين والسكر كان صدمة للشعب العراقي ، اذ انه لم يكن خبرا عاديا ، بل كان فضيحة كبرى تهز كيان الشعب باكمله الا المفسدين منهم لانهم بلاضمائر ولا اخلاق ولايقلون شأنا عن الارهابيين الذين يقتلون الشعب بدم بارد ... فلو تمت هذه العملية بنجاح لمات اكثر من ( 120 ) الف مريض يعتمدون على هذه الادوية اعتمادا كليا …
هل تعي الحكومة حجم الجريمة وابعادها ، وكم هو عدد المرضى الذين توفوا بسبب وصفة دواء مغشوشة ظنا منهم بانها ستساعدهم في البقاء على قيد الحياة لانهم بدونها سيتخثر الدم في شرايينهم ويموتون ...
هذه الزمرة التي نفذت تلك العملية القذرة فضلت الربح الحرام على ارواح المرضى ، فالادوية التي يصل سعرها الى اربعمئة دولار قد بيعت الى اقليم كردستان بمبلغ مئة دولار ، اي اقل بثلاث مرات من سعرها الحقيقي ، وهؤلاء المجرمون يعرفون حجم جريمتهم وهي القتل العمد مع سبق الاصرار والترصد والتي تصل عقوبتها الى الاعدام ...
هذه الجريمة اذهلت العراقيين وجعلتهم لايثقون بالمؤسسات الصحية الحكومية ولابأدويتها ، وطالما سمعنا من مواطنين بان الادوية التي يتعاطونها ليست ذات فعالية ، وربما كل ادوية المضادات الحيوية مغشوشة او منتهية الصلاحية وتباع على انها اصلية وحديثة التعبئة ... فبعد هذه الفضيحة هل يمكن للحكومة ومؤسساتها الصحية ان تستعيد ثقة المواطن بها ام انه سيبقى يشك في كل مايرده منها ...
تنامي الفساد في العراق بات يقض مضاجع العراقيين ، فبعد ان تخطى كل مفاصل الحياة بحيث لايمكن لاي مواطن ان ينجز معاملة او ان يتقدم للتعيين في اية دائرة حكومية دون ان يدفع مبالغ عالية كرشى للموظفين ، والمشكلة هي في المحاصصة والتعيينات الخاطئة وسوء تقدير لاصول بعض المحكومين الذين سجنوا بسبب اختلاسات اوتقاضي رشا ، فليس كل سجين يعد مضطهدا سياسيا ، لان السجين السياسي لايتاجر بنضاله ولايطمح بمكاسب من وراء هذا العمل الذي يعتبره امرا طبيعيا ...



#جمال_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المثقف خارج المصالحة
- ثمن الحرية الثقافية !!
- هنيئا للعراقية هذا الترمل
- علكة (كلاب السلطة)..!!
- عمق الدرس الثقافي
- انقذوا ماتبقى من المبدعين
- لسنا مضحكة يااصحاب المعالي
- قراءة في ( كيس من الفوضى في زريبة )
- حرامية بثياب السلطة
- الفتاوى تطال ميكي ماوس
- قراءة في سيرة النهد الامازيغي / مليكة مزان انموذجا
- صناعة الفتوى ... صناعة الموت
- شوربة الوزير
- الهلاك الذاتي
- دولة رئيس الوزراء اوقف ارهاب المسؤولين
- البناء العمودي والفقر الافقي
- الشرقيون والحرمان العاطفي
- ملف الكهرباء .. الى اين
- قصائد آيلة للسقوط
- التكنوقراط وثقافة الميكاواط


المزيد.....




- بسبب ضغط مبيعات العرب.. البورصة المصرية تتعرض لخسارة كبيرة
- المغرب يطلق خطة لمد أنبوب للغاز مع أوروبا
- %37 نمو التبادل التجاري بين إيران والصين خلال شهرين
- هل وجدت مصر فعلا مخرجا من أزمتها الاقتصادية؟
- خد راحة واستمتع.. موعد إجازة عيد الفطر 2024 للقطاع العام وال ...
- دولة عربية تتصدر التصنيف.. كبار موردي الألماس إلى الهند
- مكتب مراقبة الميزانية الأمريكي يحذر من صدمة للسوق في البلاد ...
- أنقرة تنفي التقارير حول مرحلة صعبة سيعيشها اقتصاد البلاد
- ارتفاع أسعار النفط بعد انخفاضها لجلستين متتاليتين
- تنزيل واتس اب بلس “الذهبي + الاخضر” التحديث الاخير .. ميزة ج ...


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - جمال المظفر - المتاجرة بارواح الشعب