أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جمال المظفر - المثقف خارج المصالحة














المزيد.....

المثقف خارج المصالحة


جمال المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 2597 - 2009 / 3 / 26 - 09:20
المحور: المجتمع المدني
    




شهدت مرحلة ما بعد التغيير هجمة شرسة ضد بعض المثقفين بدعوى انحرافهم عن الخط وأدلجة خطابهم الثقافي لصالح النظام الدكتاتوري ، ولم يقف الهجوم عند الملاسنة الكلامية او المقالات التحريضية ، بل وصل الى التهديد بالقتل ، بالرغم من ان اغلب هولاء لم يكونوا من حملة الصفات الرفاقية التي كانت طاغية في اغلب المؤسسات الاعلامية ايام الحكم الدكتاتوري البائد ...
المشكلة اننا، وفي كل العصور نصنع المنافي ونؤسس لمعارضين ، نتهم الاخرين ونخونهم لمجرد كتابة مقال او قصيدة، وبذلك تصنع الحكومات والانظمة مثقفين معارضين يكون لهم ثقل سياسي فضلا عن الثقل الثقافي، ويكون تأثيرها في المنفى كبيرا كما حصل مع الشاعر الكبير مظفر النواب، وشاعر العرب الاكبر محمد مهدي الجواهري، والبياتي والكثير غيرهم ...
فلو احصينا الآن عدد المثقفين الذين تضمهم المنافي لوصلنا الى احصائية مرعبة ، فلكل زمن رجال وقادة ، ولكل رجال وجهات نظر متطرفة ، من يوصف في هذا الزمن زمارا وطبالا يعد في الزمن الآتي علما من اعلام الامة، ورمزا من رموزها ...
فالعراق يعد من الدول المتقدمة في صناعة المنافي ، ما ان يحدث انقلاب او ثورة شعبية او تحول ديمقراطي حتى تبدأ مرحلة جديدة من التهجير الثقافي، واصدار لوائح وقوائم بـ ( المنتفعين ) والتي هي تهمة جاهزة لكل شخصية غير مرغوب فيها حتى لو كانت تكتب ( قدوري قاد بقرنا ) والتي تؤول على ان قدوري هو ( الزعيم ) وفقا للمنطق الايديولوجي ...
الغريب في الامر ان الرفض للمثقفين قائم ولا جدال فيه ، بل لا تمد لهم يد التسامح للعودة الى ارض الوطن من اجل إعادة بناء الثقافة الجديدة ، بينما تمد الايادي بكل تودد للمصالحة مع البعثيين الذين اذاقوا الشعب مرارة الحياة، وزوجهم في حروب خاسرة على مدى خمسة وثلاثين عاما ...
المصالحة الوطنية يجب ان تبدأ بالمثقف لأن الأخير هو صاحب المشروع النهضوي، والباحث عن السلم والامان والبناء الحضاري، ولا يبحث دائما عن لغة او ( لعنة ) الكراسي التي يتقاتل عليها السياسيون، ويتآمرون على بعضهم من اجل أربع قوائم، وحضن دافئ لا يضاهيه حضن أية امرأة أخرى ...!!
المثقفون صنّاع الحياة وقادة المستقبل ، لا يفكرون بالانقلابات العسكرية او خيانة اعز اصدقائهم او التآمر على بعضهم بعضا ، ما يحلمون به يعطونه للآخرين، ويعوضون خساراتهم بالامنيات، لا يفكرون بالاختلاسات او الرشاوى او الركض وراء دراهم ولاة الامر الذين يبذخون بأموال المسلمين على المداحين والرداحين والزاحفين على فتات الموائد ...
ما يبحث عنه المثقف حياة حرة كريمة لكل ابناء الشعب ، وان يبنى بلده الغني بآبار ( الغضب الاسود ) أسوة ببلدان العالم التي لا تمتلك خيرات كالتي يمتلكها العراق ، بلد يليق بناؤه بحضارته وتاريخه ، لا بلد يبنى على الدماء وتؤسس العروش على جماجم ابنائه ...
فلنمد ايدينا للمثقفين، ومن انحرف منهم نعيده الى جادة الصواب من اجل بناء مجتمع مثالي خال من الحقد والكراهية ، مجتمع يعتمد المصارحة والتسامح لا الثأر ، ولنحاسب من تلطخت ايديهم بدماء العراقيين الابرياء ...



#جمال_المظفر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثمن الحرية الثقافية !!
- هنيئا للعراقية هذا الترمل
- علكة (كلاب السلطة)..!!
- عمق الدرس الثقافي
- انقذوا ماتبقى من المبدعين
- لسنا مضحكة يااصحاب المعالي
- قراءة في ( كيس من الفوضى في زريبة )
- حرامية بثياب السلطة
- الفتاوى تطال ميكي ماوس
- قراءة في سيرة النهد الامازيغي / مليكة مزان انموذجا
- صناعة الفتوى ... صناعة الموت
- شوربة الوزير
- الهلاك الذاتي
- دولة رئيس الوزراء اوقف ارهاب المسؤولين
- البناء العمودي والفقر الافقي
- الشرقيون والحرمان العاطفي
- ملف الكهرباء .. الى اين
- قصائد آيلة للسقوط
- التكنوقراط وثقافة الميكاواط
- راوندوزي وكروكر وحزورة المالكي


المزيد.....




- حماس تدعو السلطة الوطنية الفلسطينية للإفراج الفوري عن كافة ا ...
- مصدر بالخارجية الألمانية: برلين ستوقف تمويل منظمات إنقاذ الم ...
- تلقت الضربة فأوقفت الرغبة
- حكومة الشرق الليبي تطالب بعثة الأمم المتحدة للدعم بمغادرة ال ...
- اعتقال جواسيس لكيان الاحتلال بمحافظتي أصفهان وفارس
- داعش في التشيك؟ اعتقال 5 مراهقين يشتبه أن التنظيم جندهم عبر ...
- قضية وليد عبود.. حرية التعبير في مواجهة الترهيب الرقمي
- بعثة إيران لدى الأمم المتحدة: منطق الحرب قد فشل
- -الأغذية العالمي-: أدخلنا مساعدات أقل من حاجة غزة ليوم واحد ...
- الاحتلال يصدر 600 أمر اعتقال إداري في أسبوعين


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جمال المظفر - المثقف خارج المصالحة