شوربة الوزير

جمال المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 2413 - 2008 / 9 / 23 - 05:40
المحور: كتابات ساخرة
    

تعودنا في العراق على سماع كلمة ( مكرمة ) وهي ماتمنح للمواطن من لدن رجال الحكومة كأن تكون ملاليم أو حبات تمن او بضعة غرامات من مساحيق الغسيل او صابونة متحجرة .. المهم انها تخرج من ( فم ) المسؤول لامن خرجيته ..
ففي زمن النظام السابق كنا نسمع عن مكرمة حكومية بتوزيع حصة شهر اضافي او زيادة طفيفة في بعض المفردات ويخرج الوزير المعني ليعلن عن مكرمة كبيرة لغرامات صغيرة لاتضيف شيئا الى خرجية المواطن الذي التصقت بطنه على ظهره من شدة الجوع بسبب الحصار الظالم الذي فرضته ام الديمقراطية في العالم ومحررتنا حاليا امريكا...
واليوم في زمن الانفتاح وذهاب الحصار الاقتصادي الذي كان مفروضا منذ بدايات التسعينات على الشعب العراقي لاعلى النظام عادت المكارم تطل من جديد ، ولكن ليتها مكارم تستحق التصريحات وكتابة المقالات عنها ، ولكن اثارها الجانبية على الشعب دفع بالعديد من المثقفين والاعلاميين الى شن حملة ( ظالمة ) ضد وزير التجارة لانه اخل بوعده الذي قطعه على نفسه امام الشعب بأن شوربتهم في رمضان هذا العام ستكون على نفقة الوزارة ...
لاادري لماذا تذكر السيد الوزير في وقت متأخر ان رمضان سيطل بعد ايام ولم يتذكر قبل فترة من اجل ادخال الوزارة في انذار شامل ومفاتحة الشركات العالمية من اجل تأمين ( نصف ) كيلو عدس للمواطن العراقي ، او استيراد شوربة جاهزة لافطار المساكين من عباد الله الذين سبقهم تجار الازمات الى رفع سعر هذه المادة كونها مهمة في مائدة شهر رمضان ...
اين دائرة التخطيط في وزارة التجارة ، ولماذا هذه الارتجالية في المكارم ، وان كنتم غير قادرين على الايفاء بوعودكم فلماذا تضعون انفسكم في احراجات يستغلها الاعلام ويلغي كل ( انجازاتكم ) ان كانت هناك انجازات تذكر ...
هذه الارتجاليات وبفترة ضيقة تدل على اننا في العراق الديمقراطي الجديد ليس لدينا تخطيط مسبق وانما ارتجاليات ، فمايوعد به المواطن في رمضان يوزع بعد اشهر والعيدية توزع بعد العيد وهلم جرا ..
الشعب العراقي تعود على الصبر ، وماعليه الا ان يصبر قليلا ، فالشوربة قادمة بعون الله وقدرته ، ان لم تصل اليوم فستصل بعد رمضان وليس هناك من داع لاثارة ازمة اقتصادية جديدة تضاف الى الازمات الاخرى ، شحة كهرباء وتلوث الماء والامراض الانتقالية والعطالة والحروب العاطفية التي اشعلتها المسلسلات التركية المدبلجة بين الشعوب العربية بعد ان انحسرت النعرات الطائفية ...

#جمال_المظفر (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل