ترنيمة زهرة الخلود

حميد كوره جي
(Hamid Koorachi)

الحوار المتمدن-العدد: 2664 - 2009 / 6 / 1 - 08:46
المحور: الادب والفن
    

في الذكرى الأولى لميلاد ابني " يار"


أمس، مشيت ُ، كنجمة الصبح، في قارة البخور،
تجاه محفل الأقمار،

أتأمل وجوه الناس المعفرة بالتقاويم الباطلة،
أحفر خطى للماء،
تهيم في خواطر تتدلى من زغب الشقاء.

أمس ،
انسكبت روح المرآة في ساقية دمي ،
تنمو في أرضي أحلام خضراء،
و تلتف الكروم حول غلة القلوب،
لكي تثمر أعناب الياقوت من حلاوة
التوق إلى كركراتك.

احتسي اليوم عناقيد الثمالة ،
لكي يسيل دم المطر في شرايين الرؤيا،
وأن تسبح المعجزة المحمومة في أمواج الحنين.

أستحيل اليوم ترنيمة بلورية في جميع اللغات،
لكي اسمع غناءك، واغرق في ألوان أبراجك،
و أن اعرف أن ّ في قفر التوحد أيضا،
تسمو أشجار السرو والاقاسيا و الصنوبر،
بلا وجل،
أو خوف من عاصفة الزهور،

أو عطش الثلج إلى زقزقة العصافير،
أشجارك غابتك سوف تسمق ،
بدون هواجس من تفتق الربيع،
أو هجوع الشتاء في حضن التراب.
فروح الغاب
عشق،
وخلق،
وحبو الأعناب،
وتلاشي السراب في قطران الليالي.
اليوم أشهر إيماني
بصفاء العيون المتفجرة من مرايا غارقة في الحليب،
أمس ، آمنت ُ بهذه النار التي أنضجت

طعم الحياة
وعشق يستخرج الذهب من التراب
لكي يبدع قلبي قصيدة من حبات الخطى،
مكتوبة على شغاف قلبي بحليب السماء،
قصيدة اسمها "يار" يقرأها
مسيح في مهد الكلام،
وترقص على إيقاعها قناديل الناي على الكمان.


في قلبي العاشق، هذه الليلة
تجري النجوم مثل نهر من فضة الخلود،
يسطع القمر في حنجرتي ،
وفي جوانحي.
في مرآتك أرى الشمس
تنبض تحت إهابي الصباحي
وتغني النافذة أغنية تطرب لها
طيور كناري الحرية في أودية الفضاء،
سوف أكسر المرايا كلها
في حجرتي، هذه الليلة.

في قلبي الفائر، هذه الليلة،
تغني امرأة أغنية النار
أنفاسها تذيب ناي داوود على أنامله،
ويضطرب في حقل الحنطة نومُ الشتاء.

في قلبي المجنون، هذه الليلة
سوف تنضج التفاحات الحمراء
في جنة الرجاء،

و تعشق حواء آدم،
بدون وساوس التنين،
و توبيخ الإله.

في قلبي
هذه الليلة
تنبض الشمس
مثل نهيرة من الذهب الأحمر،
تجري في راحتي،
أبدا.

‏ 27 أيار‏، 2009

#حميد_كوره_جي (هاشتاغ)       Hamid_Koorachi#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل