أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - من الاستبداد إلى الاستبداد














المزيد.....

من الاستبداد إلى الاستبداد


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 2664 - 2009 / 6 / 1 - 11:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


1

هناك غايتان لمحاولة فهم الاستبداد : تبريره أو تغييره

2

في مواجهة الرأسمالية يصح القول : من لم يتعظ بأخطاء غيره فهو غبي , أما في مواجهة الاستبداد فيصح القول : من لم يتعظ بأخطائه فهذا غباء لا شفاء له

3

حجم النقد المطلوب عربيا هائل للغاية , لا يتوقف الموضوع عند بعض الحكام و المنظرين العرب الذين أصبحوا مسخرة بالفعل . من الأسماء التي ما تزال تنتظر النقد الجذري مثلا : عبد الناصر , ياسر عرفات , حسن نصر الله , محمود درويش , جورج حبش , لا يبرر هذا النقد فقط حاجة المريض للعلاج بالصدمات الكهربائية , لقد كتبنا الكثير من المدائح , التي هي أكثر من كونها غير ضرورية , مؤذية و ضارة , و لا يمكن علاجها إلا بالكثير من النقد الضروري

4

الليبراليون العرب عاجزون عجزا نهائيا عن ممارسة هذا النقد , فهم لا يمتلكون البوصلة الحقيقية لمثل هذا النقد و لا الوسائل اللازمة و لا الرغبة و لا الحزم اللازم لمثل هذا النقد الضروري , يريد الليبراليون العرب تبرير بعض الاستبداد العربي و مديح بعض الطغاة العرب عن طريق ذم بعض الاستبداد العربي و بعض الطغاة العرب

5

كان أسخف نقد وجه للناصرية هو النقد الساداتي , أراد هذا النقد إعادة إنتاج سلطة البيروقراطية الحاكمة ذاتها بعد التخلي عن الخيارات السياسية الكبرى الداخلية و الخارجية التي شكلت عبئا غير ضروري على هذه السلطة , كما أن أسخف نقد قيل في الساداتية كان هو النقد الناصري و النقد الذي صدر من أزلام نظام حسني مبارك , أي النقد الذي صدر عن واقع سلطوي قائم أو سابق


6

من السخف الزعم أن الاستبداد أو الطغيان غير قادر على تحقيق الانتصارات العسكرية أو أنه عاجز نهائيا أمام القوى الخارجية , لقد بدأ صلاح الدين الأيوبي كمشروع قائد عسكري ثم سياسي ثم أصبح عن وعي يستعد لخوض معركة حاسمة مع الغزاة الصليبيين , هكذا أنتجت السلطة مشروعيتها في فترة الغزوات الأجنبية , الصليبية فالمغولية , من السخف اعتبار الهزائم التي تتالى منذ 1967 نتيجة حتمية إجبارية للاستبداد , لقد كانت نتيجة لنمط سائد من الطغيان الغبي و ليس لنقيصة في الاستبداد نفسه أو في البيئة التي أنتجته أو عانت منه , ما يزال الباب مفتوحا لزعيم شعبوي قادر على حشد ما يكفي من الطاقات لمواجهة القوى الأجنبية و هزيمتها , بل إن هناك ظمأ و تعطش و ترقب على مستوى الشارع لمثل هذا المستبد أو الطاغية الشعبوي , يحتاج هذا الطاغية لشيء فقط من الموضوعية و الاقتصاد العقلاني في طرحه لتلك الشعارات الشعبوية و في ممارسته الاستبدادية و ستتوفر له عندئذ قدرات هائلة شعبية متعطشة للرد التاريخي على القهر المستمر الذي تمارسه القوى الخارجية

7

عندما حرر صلاح الدين القدس كان يستولي عليها في الحقيقة , لم تصبح القدس ملكا لأهلها قط , بل أصبحت تخضع لسلطان جديد , مسلم هذه المرة , كان على أهلها دفع الخراج أو الجزية للحاكم الجديد , و أن يسمعوا و يطيعوا لولاته , و أن يناموا و حرس السلطان يحيطون بهم , لم يحرر صلاح الدين القدس بل احتلها من جديد , يطرح البعض السؤال على هذا الشكل : أيهما أفضل , قراقوش صليبي أم مسلم , لكن أليس قراقوش في النهاية غريب عن القدس سواء ارتدى ثوب قسيس أو شيخ , تذكروا أن الحرس مشغولون على الدوام بحراسة الأغنياء و السادة , و تذكروا أن السلاح في يد حراس قراقوش يدافع فقط عن قصر السلطان


8

كان فوكوياما على خطأ في كتابه عن نهاية التاريخ عندما تحدث عن عدم وجود برابرة جدد , في الحقيقة من الصعب اليوم الإجابة على السؤال : من يحاصر من اليوم : روما أم البرابرة ؟ يمكن لنا أن نرى شراسة البرابرة و إيمانهم بالنصر حتى الجنون في المتفجرات البشرية التي تجتاح شوارع العالم , كما أن الشراسة المتزايدة لأمريكا و إسرائيل و الغرب لم تبعد خطر البرابرة عن روما , كل ما أنجزته حتى الآن هو زيادة الحقد و الكراهية , بحيث أن القائد الشعبوي المنتظر سيكون أبعد عن صورة صلاح الدين و أقرب إلى نموذج جنكيز خان , قد يزعم البعض في وقت لاحق أن هذا التمادي في الهمجية و الشراسة قد تمكن من استئصال خطر البرابرة لكن هذا الحكم إرادوي أكثر منه موضوعي , في التاريخ تمارس كل الأطراف أقصى ما تستطيع أما النتيجة فتبقى مجهولة حتى آخر لحظة

9

هناك اليوم سباق محموم بين قدرة الرأسمالية على تدمير الإنسان و بيئته و بين قدرة البشر على الدفاع عن مصيرهم و عن بيئتهم , في هذا الصراع يبقى من الممكن تحقق نبوءة هتلر في استمرار الرايخ لألف عام , أو ظهور برابرة جدد يستطيعون الإجهاز على روما بينما ينشغل بلاط القيصر بمناقشة قضية جنس الملائكة

10

أما بالنسبة للناس و لقضية الحرية , و لنبدأ بتكريس المقاربة النقدية للواقع يجب ألا نقبل بأية حرمة لأي قراقوش مهما كان , يجب أن يكون الحق في التفكير و التعبير لأي إنسان , بل لأبسط إنسان , فوق الحصانة المزعومة لأي كان , تذكروا أن هذه هي البداية فقط , باختصار لكي تصبح القدس ملكا لأهلها أخيرا , لكي نحررها فعلا , يجب ألا نقبل بقوانين قراقوش و لا حتى بوجوده مهما كان دينه أو مذهبه أو طائفته أو قوميته


مازن كم الماز







#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مزايا و محدودية الديمقراطية الكويتية
- وقفة مع كلام المفتي عن الحرية
- في نقد أخلاق العبيد
- في نقد النزعة الإنسانية
- نقد نقد الماركسية و القومية السائدة سوريا
- محاولة لتعريف الأناركية
- في ذكرى رحيل نزار قباني :الشاعر و الزعيم
- في مواجهة قانون الأقوياء
- شيطنة الأصولية
- الشيوعية -التحررية- : لا ديكتاتورية , بل أقصى حرية للمنتجين
- ما بعد خروج الإخوان السوريين من جبهة الخلاص
- الإله و الإنسان
- النخبة , السلطة , المجتمع , و النهضة و الحرية
- المشهد الأوبامي
- العولمة في منظور جون بودريار
- القداسة بين الإسلام السياسي , السلطة , و مفهوم الحرية الإنسا ...
- أكثر عن رأسمالية الدولة 2
- لا ضحايا و لا جلادين لألبير كامو
- من كتاب كورنيليوس كاستورياديس : المجالس العمالية و اقتصاديات ...
- أكثر عن رأسمالية الدولة


المزيد.....




- ترامب يرد على سؤال حول إمكانية إرسال قوات برية في حالة التدخ ...
- قاضٍ أميركي يأمر بالإفراج عن الناشط المؤيد لفلسطين محمود خلي ...
- إيران تستهدف إسرائيل بصواريخ ثقيلة وتطلق مسيرة على خليج حيفا ...
- بوتين: روسيا تبني لإيران مفاعلين نوويين إضافيين في بوشهر
- من المسؤولة الأميركية التي كذبها ترامب وماذا قالت عن إيران؟ ...
- إسرائيل: أخّرنا إمكانية امتلاك إيران سلاحا نوويا سنتين أو 3 ...
- تحديث مباشر.. دخول الصراع يومه التاسع وترامب: إسرائيل لا يمك ...
- على وقع الضربات المتبادلة مع إسرائيل.. زلزال في شمال إيران
- -فتاح 2-: الصاروخ الإيراني الذي يصل إلى تل أبيب في أقل من 5 ...
- الدويري: المقاومة تعمل بعمق قوات الاحتلال وحرب إيران لا تؤثر ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - من الاستبداد إلى الاستبداد