خريطةُ وطنْ

رياض بدر
كاتب وباحث مستقل
(Riyad Badr)

الحوار المتمدن-العدد: 2626 - 2009 / 4 / 24 - 06:07
المحور: الادب والفن
    

وَطنُنا بِلا حُدود
وشَعبُنا بِلا نُقود
فَهلْ نَشنقُ أنفُسنا
كيّ تَرضى عنا اللحود !

بِلادُنا مُلكٌ لذويّ الأختِصاصاتِ الدموية
وقُوتِنا مَرهونٌ لِذوي الأختِصاصات الأجرامية
وألسِنتُنا مَرهونة بِفتوى مِنْ ذوي الأختِصاصاتْ الألهية
فَهلْ نَسجُدُ للقنادرِ كيّ تَرضى عنا المذاهِبُ العُنصُرية !

نأكُلُ بَعضُنا بِلا غَصّةَ
ونَشربُ دَمْ بعضِنا بِلا حُرقة
ونَقتُلُ أطفالُنا بِفتوى
ونبيعُ الوطنَ بِلا رَحمة
ولازِلنا نقولُ إننا أصحابُ نَخوة !

في مَدينتُنا سِرٌ دَفينْ
تركُضُ خَلفهُ المُخابراتِ
وتَبحثُ عَنهُ السَلاطينْ
فقرّروا قتلنا جُملة ومفردْ
كيّ يَعثِروا علينا مُتلبسينْ

ولِدنا مِنْ أبْ بابلي واُم سُومرية
فألبَستنا السماءُ عبائة الجهلِ
فَقتلنا أبوينا ومزّقنا شهادة الميلادْ

في كُلِ قرّنْ يأتينا مَلَكُ الموتِ
ويفوزَ بالأنتِخاباتِ بِطريقةٍ مُضحكة
فَيعتقِلُ الشعبْ
بحجةِ قانونِ الأحكام العهرّية

سلاطينُنا أحِبائُنا
فَمنْ قالَ أننا نكرَهُهمْ !
أولا نُريدُهمْ .. لاسامحَ الله !
فَهلْ مِنْ المعقولِ أنْ نَدخُلَ مُستشفى المجانين
بِلا سببْ ؟

بِلادُنا مُلكٌ لِمولاي السُلطانْ
فأذا ما أردنا بعدَ قرنٍ أن نشتري بيتاً
فَيجبُ علينا أنْ نَستخيرهُ
متى سنبني حُجرة نومٍ
أمْ نبقى نُجاهدُ فوقَ الرصيف !

للسيدِ الرئيسِ كُلُ الحقِ في حُروبهِ
ولهُ كُلُ الحقِ في نزواتهِ
ولهُ كُلُ الحقِ في شطحاتهِ
فهو المالِكُ الحصرّي لبلادُنا
ومِنْ نِعمهِ علينا
إننا لازلنا نسكُنُ عِندهُ بالإيجار

في الشرق المتوسخ كُلُ شئ مُمكنْ
فالقهرّ كالمطرْ ... لاينضُبْ
والسَحّلُ مِنَ الِلسانِ أسهلُ مِنْ تدخينِ سيكارة
فكُلها أشياءٌ بديهية
تحضى بِمُباركة الشرعية

في شرقِنا المتوسِخ
تنقلبُ المعاني
فالوطني يُصبحُ أرهابي
والحرامي يصيرُ رئيسَ البلادِ
والحُرية تصيرُ جريمة
والولادةُ تصيرُ فِعلُ أنتحار
فَشرقِنا المتوسِخ
كالشَجرِ, تَسقُطُ أوراقهُ كُلها
ولايخجلْ

#رياض_بدر (هاشتاغ)       Riyad_Badr#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل