نتكاثرُ في بلاد

رياض بدر
كاتب وباحث مستقل
(Riyad Badr)

الحوار المتمدن-العدد: 2613 - 2009 / 4 / 11 - 10:03
المحور: الادب والفن
    

نتكاثرُ في بِلادٍ
سُلطانُها يُشبِهُ هِلال رَمضّانْ
لايتفِقُ عليهِ أثنان
ولايَظهرُ إلا في بَعضِ الأحيانْ
ويَسرِقُ ضوئهُ مِنْ الشمسِ في عزّ الظلام

نتكاثرُ في بِلادٍ
سُلطانُها يَضحكُ أكثرَ الأحيان
ولايسمعُ نحيبُنا ولا صُراخُنا
فنحنُ بالنِسبةِ لهُ هَمٌ حَلَ عليهِ النسيانْ
نتكاثرُ في بِلادٍ
سُلطانُها يلبِسُ ثيابَنا
ويأكُلُ خُبزنا
ويشربُ لَبننا
ويسّكرُ بِخمرِنا
وفي أخرِ النهارِ يتعجبْ
كيفَ لانشكُرهُ على سَرِقَتِنا !

نتكاثرُ في بِلادٍ
سُلطانُها لايعرفُ القِراءةَ
وَلَمْ يَسمعْ بالكتابة
ويُطارِدُ الشُعراءِ والكُتاّبْ
وَيتَهِمُهمْ بالدعارة
إذا لَمْ يرقُصوا على أنغامِ أغانيهِ المُختارة

نتكاثرُ في بِلادٍ
سُلطانُها وَرثها بالإنقلابْ
وأنقلبَ على وَرثَتِها
وأتهمَهُمْ بالعَمالة

نتكاثرُ في بِلادٍ
سُلطانُها مِنْ سِلالةِ ديناصور
لاينقَرِضُ أبدا
حتى ينقَرِضَ الشَعبُ بأكمَلهِ

نتكاثرُ في بِلادٍ
سُلطانُها عَجّبْ
وكلامهُ عَجبْ
وأفعالُهُ عَجبُ العَجبْ
فأذا الشَعبُ سَئلَ عَنْ كَسرةِ خُبزٍ
حَلتْ عليهِ لَعناتهُ مِنْ كُلِ صَوبٍ وحدبْ

نتكاثرُ في بِلادٍ
سُلطانُها صادرَ كُلَ شئ
مِنْ الألفِ إلى الياء
وقال إنها هِبةٌ لهُ مِنْ السَماءْ

نتكاثرُ في بِلادٍ
سُلطانُها وَرثَ كُلَ الشوارعِ
وسمى بأسمهِ كُلُ المُستشفياتْ
ورَسمَ وَجههُ في كُل الساحاتْ
فإنْ لَمْ نَطُفْ حَولها
أنزَلها فرضاً في الأياتْ

نتكاثرُ في بِلادٍ
سُلطانُها يُشبِهُ الريح, فأذا هَبَ علينا
طارتْ العُقول وأنقلبتْ الوجوه
وأصبحتْ المدينةُ سيرّكَ قُرودْ

نتكاثرُ في بِلادٍ
سُلطانُها مِنْ وَزنِ الفيل
وتماثيلهُ وَنُصبهُ ولوحاتهُ
كُلها مُسورةً بالذهبِ كالمعابد
لاينقُصُها سِوى التقبيلْ

نتكاثرُ في بِلادٍ
سُلطانُها يُمارِسُ الجِنسَ مئة مرةٍ في الليلة
مِنْ على نَشرةِ الأخبار

نتكاثرُ في بِلادٍ
سُلطانُها يُجّرِمُ ويمنعُ أرتفاع الأسعار
فاللعنة علينا كيفَ لازلِنا فُقراء !

نتكاثرُ في بِلادٍ
سُلطانُها يَعشقُنا حَدَ الثَمالة
لذلكَ أبدلَ كُرسي دائرة الأمنِ
وجَعلهُ قِنينةُ فارغة

#رياض_بدر (هاشتاغ)       Riyad_Badr#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل