أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض بدر - بلاد مابين الأمرين














المزيد.....

بلاد مابين الأمرين


رياض بدر
كاتب وباحث مستقل

(Riyad Badr)


الحوار المتمدن-العدد: 2306 - 2008 / 6 / 8 - 05:42
المحور: الادب والفن
    



أنا جِئتكم مِنْ بلدٍ
علمَ الشمس كيف تُشرق
وكيفَ يتكلمُ الظلامْ

أنا جِئتكُمْ مِنْ بلدٍ
علمَ النجومَ كيف ترقصُ في فناجينِ العرافاتْ

أنا جئتكم مِنْ بلدٍ
بنى الدمعُ حضاراتهِ
وهاجرَ أهلهُ كلهم كسربِ حمامْ

أنا جئتكُم مِنْ بلدٍ
يطفوا على الخيرِ
وأهلهُ يَحلُمونَ بكسرةِ أمل ولو بالأوهامْ

أنا جئتكُم مِنْ بلدٍ
كُلما غنى فيهِ طيرٌ
ذبُحَ مِنَ الوريدِ الى الوريدْ
والتهمة هي التغريدُ قبل الصلواتْ

أنا جئتكُم مِنْ بلدٍ
تُمطرُ فيهِ السماء كلَ يوم
آياتٍ وخزعبلاتْ
وفتاوى نُكاح مِنَ القاصراتْ

أنا جئتكُم مِنْ بلدٍ
أذا ما صاحَ فيهِ حُرٌ
أنَ الشمسَ لاتغطى بغربالْ
صَلبوهُ كالمسيح

وجعلوا عظامهُ حطباً للمآتم
في التكايا والحسينياتْ

أنا جئتكُم مِنْ بلدٍ
أهلهُ كُلهم أيتامْ
وليسَ فيهِ طفلٌ إلا وعلى الرصيفِ ينامْ

أنا جئتكُم مِنْ بلدٍ
كُلَ ما غنى فيهِ عُصفور قُتل
وكلَ ما حلقَ حلُمُ بين جفنيهِ ... إعتُقِلْ

أنا جئتكُم مِنْ بلدٍ
كانَ يمشي ملكاَ بينَ الشموسْ
فصادروا شموسهِ
وخطفوا أقمارهِ
فباتْ بلا سماء

كنتُ كشوارعهِ مكللاً بالأمطار
واليومَ أمشي بلا قدمينِ على شوراعهِ كالأشجارْ
أحلامي مُكبلة بالألامْ
تصرُخُ كطِفل مختونْ
يَحلمُ بأن يُغادرهُ كابوسُ العطارْ

أعذروني أحبتي
فانا أبكي مِنْ شدة الأعصارْ
فالأعاصيرُ تقهرُ الرجال
إذا ما مرتْ عليهم بلا رحمة
وبلا سابقِ قرارْ

أعذروني أحبتي
فانا مُنذ ُ زمن سومر وأكدْ
مَحبوسٌ بينَ أضلُعِ دِجلة َوالفراتْ
أشمُ مِنها عِطرَ العراق كُلهُ
مِنْ بابلَ إلى أخرِ الحضاراتْ

سأرحلُ عنكَ ياوطناً
يقتلني ألمهُ كُلَ يومْ
ويطولُ خِنجره بِطول الأيامْ

سأرحلُ عنكَ يا وطناً
لازالَ سيفُ دجاليهِ يركضُ
خلفَ القلم
وخلفَ الأوراق
ويبثُ سُم العقيدةِ
بينَ أسناني

سأرحلُ عنكَ ياوطناً
اخترعَ سماءً
أقتتلوا عليها أهلُهُ
وفاضتْ على جنباتها الأرواحُ

كنتَ وطناً لكُلِ ممزقْ
كنتَ نهراً لكلِ أملْ
أصبحتَ اليوم مُعتقل بلا حدود
وأشلاءٌ في كُلِ مكانْ
ياحُلماً يداعبُ جُفوني
هل صرتَ عصياً على الاملِ ؟
أمْ صارَ الدمعُ تعريفكَ !
يا وطناً ليسَ كالأوطانِ
تقاتلتْ عليكَ الأكلةُ
ورقصتْ عليكَ الأحقادْ
هنيئاً لكمْ أشلائهِ
واشلائُنا
فلم يبقى في وطني غيركم
ترقصون فيه ناشز اللحنِ
كالقردةِ بلا خجلانْ
هنيئا لكم أحلامهُ
فلم يبقى حُلم
يسيرُ بين الشوارعِ
إلا واغتصبته الآياتْ
فكل الآيات ثمالة
وكل الأحلام برهان

لا تسري يا حُلم في شوارعنا
فأننا أمة مدججة بالأوهام
ونسير بلا عينين خلف أشجع ختانْ
نرتجفُ إذا ما قال لنا
أنه المرُسل ُبالمرصاد
وأنه يكلم الله ألف مرة يومية
ولا يدفع فاتورة هاتفه النقال
نحن أمة تخلع نعلها عِندَ كُلِ مسجد
ولكنا إذا ما تزوجنا أمرآة
التهمناها بلحظة
كعود الثقاب

نحنُ أمة تلبس العمامة
منذُ يوم سقوط ورقة التوت
وليس على ضمائرنا
أي ورقة توت



#رياض_بدر (هاشتاغ)       Riyad_Badr#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هوية الأمطار
- هُم قتلوه
- رقصة الأقدار
- الأسباب السرية ( لتحسن) الوضع الأمني
- طوق المراة
- مُخادعة
- العشاء الأخير
- مَقتل حُلمْ
- سيرة النسيان
- هل سقط جدار برلين حقا ! - الجزء الثالث
- هل سقطَ جدار برلين حقاً ! - الجزء الثاني
- هل سقط جدار برلين حقا ! - الجزء الأول
- حتى الأيتام في بلدي يكرههم الله
- قبليني
- نهاية حلم فوكوياما ام بدايته - الكابوس الرابع
- نهاية حلم فوكوياما ام بدايته- الكابوس الثالث
- نهاية حلم فوكوياما ام بدايته - الكابوس الثاني
- نهاية حلم فوكوياما ام بدايته !
- اول ضحايا القرن الواحد والعشرين – المشهد الأخير
- اول ضحايا القرن الواحد والعشرين - المشهد ماقبل الاخير


المزيد.....




- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...
- طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف ه ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض بدر - بلاد مابين الأمرين