هل سقط جدار برلين حقا ! - الجزء الثالث

رياض بدر
كاتب وباحث مستقل
(Riyad Badr)

الحوار المتمدن-العدد: 1986 - 2007 / 7 / 24 - 11:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

بدأت بالفعل دول الخليج وبعض الدول العربية ذات العلاقة القوية مع الأدارة الأمريكية بمراجعةحساباتها مع بعض الطوائف الموجودة لديها وخصوصا ( الشيعية) وايضا الطوائف التي لها ارتباطات او ولاءات خارجية لدول اخرى وخصوصا اذا كانت لدول عدوة للدولة المتواجدة فيها وكانت يد العون الأمريكية لهذه الدول ذات مسلكين متضادين:
الأول : التنديد باي قمع لهذه الطوائف بحجج مختلفة كحقوق الأنسان او حقوق الدين والمعتقد بل وحتى حقوق الختان المهم هي عملية ضغط سياسي بحت لايرجى منه تحقيق اي ديمقراطية فالختان لن يزيد او ينقص من دخل دول مديونيتها لايمكن سدادها الى الأبد إذا ماعلمنا ان الديمقراطية او فرض الديمقراطية في تلك الدول لاتخدم ولن تخدم الادارة الأمريكية ابدا من ناحية التدخل السياسي في شؤون تلكم الدول لتغيير مسلكها او تحديد وجهتها كيفما تشاء.
الثاني: مساعدة الدول نفسها ( اذا كانت حليفة) في ضرب اي جماعة موالية لأيران كمنظمة (حزب الله) ومنظمة ( حماس) وتنظيم (القاعدة) وتنظيم ( الجهاد) وغيرها وهنا يغيب حق الأنسان في المعتقد والرأي (ليس لي اي تأييد لهذه المنظمات المشبوهة).
في نفس الوقت بدأت الادارة الأمريكية بالضغط على (الحكومة العراقية المنتخبة دينوقراطيا) وأزداد هذا الضغط لدرجة التهديد بعد صدور تقرير بيكر – هاملتون بأزالة (الحكومة المنتخبة دينوقراطيا) والمجيء بحكومة انقاذ وطني لايدنوقراطي! بدا كل شيء في الأفق يلوح بان الأدارة الأمريكية قد بدأت فعلا بسحب البساط من تحت (الحكومة العراقية المنتخبة دينوقراطيا) الموالية لأيران بخطوات علنية وملموسة سواء بالقاء القبض على رموز (حكومية) او قادة مليشيات فالقي القبض على قسم منهم والقسم الأخر فرّ الى إيران باشارات سرية. وايضا صارت الأدارة الأمريكية تعلن انها ترحب باي اتفاق او اجتماع للتباحث مع إيران بخصوص الوضع الأمني في العراق الأمر الذي أزدادات معه وبعده ايضا حدة التفجيرات في بغداد بشكل ملفت للنظر بل اتسعت لتشمل اضطرابات في بعض المحافظات كالبصرة والديوانية وبابل وحتى مناطق ( كردستان) والتي وبلا مقدمات اتسعت الفجوة بينها وبين تركيا احد اعضاء حلف الناتو بسبب ايواء (كردستان) واسنادهم لاعضاء حزب العمل الكردستاني المحظور في تركيا فحشدت تركيا اكثر من 140 الف جندي باسلحتهم ومعداتهم على الحدود مع العراق على ان يزداد هذا العدد بعد الأنتخابات الى 200 الف جندي لا أظنهم ذهبوا الى هناك للتصيف او الأستجمام. يجب أن أذكر فقرتين تخص هذا الموضوع:
الأولى: هي كما ذكرت ان تركيا هي عضو في حلف شمال الأطلسي اي حليفة لأمريكا التي لم تعترض ولا بكلمة على ماتفعله تركيا من حشد شمال العراق.
الثانية: في احد بنود اتفاقية حلف شمال الأطلسي (الناتو) بند يقول مامعناه ان على اي عضو في هذا الحلف عدم القيام بعمل من شأنه الأضرار بمصالح احد الأعضاء او سيادته او الحلف ككل!!!
فهل نسي الأكراد بان العمل على قيام دولة كردية ( وهذا لن يكون بدون موافقة الادارة الأمريكية) معناه الأضرار بتركيا حليفة واشنطن؟؟؟
هل بدء العكد العكسي في خلق طوطم مخيف في المنطقة كي تتوازن الأدارة الأمريكية بعد التارجح الذي شهدته سياستها في العراق بعد عام 1991 وخلق شرطي جديد في المنطقة خلفا لصدام حسين الذي تزعمه وبجدارة طوال عقود بغض النظر عما فعله داخل العراق؟ والذي ضعف دوره بعد غزو الكويت واخراجه منها بالقوة؟
ام ان كل هذا كان هو قمة النجاح في تطبيق سياسة خلق التوازن في منطقة تدخل في صلب السياسة الأمريكية الخارجية في حماية مصادر الطاقة لها وللدول الأوربية ايضا بعد سقوط نظام صدام حسين وهذه الدول نفسها تقف الأن موقف المتفرج تماما ممايحدث سواء في العراق ام في فلسطين وحتى في لبنان اذا ما ضحكنا قليلا على بعض التحركات الخجولة لفرنسا بخصوص لبنان والتي لاتتعدى مأدبة عشاء لأعداء الأمس وفرقاء اليوم وقتلى الغد.

#رياض_بدر (هاشتاغ)       Riyad_Badr#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل