أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - ...هو الآخر















المزيد.....

...هو الآخر


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 2617 - 2009 / 4 / 15 - 09:29
المحور: الادب والفن
    



"أمام الشمس....على قمة صخرة,عند الشروق,وفيما أحيي الشمس...بينما أطلّ على البحر المتألق,تحت شجرة صنوبر سامقة جليلة.....أنتحر"
يوكيو ميشيما في "الجياد الهاربة" عاد وفعلها.
خرجت شخصية من الرواية,وقامت بالفعل الأول على أكمل وجه.
الانتحار من خارج دوائر الاكتئاب والجروح النفسية.
بل فعل وعي بأكثر صوره وضوحا_ سلوك مكتمل ونهائي ضدّ نظام معدني يتقدّم فوق أشلاء متناثرة.....طبيعة,قيم,خبرات وكنوز الأسلاف,...الانتحار كفعل إبداعي فريد.
.
.
الكرامة المتخيّلة_المتوهمة,التقدير الذاتي للصورة الشخصية كما ترى من الخارج...
أن ينكشف شخص.
نزع الأقنعة والدفاعات,طبقة بعد أخرى....والمثابرة على الكشف الأعمق والأعمق المؤلم.
خيال الحدّ بين اللعب المتهور والمغامرة البريئة,
الخيط الشفاف بين الوعي والجنون,يدرك بلحظة_يمكن تلمّسه,وفي نقطة اللاعودة تلك_ نكرر واحدا بعد الآخر
النسيان قبل المغفرة_النسيان قبل المغفرة_النسيان
يا فريدة السعيدة يا فريدة المسكينة
هناك...
يا أختي الجميلة

المشهد والصورة والكلمة والنفس.
_الحياة عادلة! لا تتعدّى المقولة حديّ الغفلة أو الخداع
_الحياة متوازنة....سيكرر الحكماء ومن بعدهم البؤساء_على مرّ العصور_طعم اليأس
وعلى عتبة الألم نختلف أكثر
2
هل يعرفون كيف أخطأني الموت كل تلك السنين؟
ليست لديهم أي فكرة.
أجلس مثل تمثال حجر. العينان إلى الداخل.ربيع تحول إلى حجر بفعل العتمة الرطبة ومرور السنوات العبثي.
مواعظ. مئات وألوف المواعظ ترمى عليّ كلّ يوم.
دروس في الإخلاص والأخلاق. مواعظ. الحب بلا شروط
أستمع. أرغب في أن أكون محبوبا_أكثر الأوقات.
أرغب في البصاق على سيدي الواعظ. ركله.طرده.....الهروب منه وأشباهه ما وسعني ذلك.
سيدتي الجميلة. عفوا أخطأت العنوان أيضا
اسمي حسين ولا أحبه
كنيتي عجيب بالصدفة
عملي ومهنتي وهوايتي وماهيتي صانع أوهام_للتسلية غالبا.
*
التثاؤب انتهى
نظرات حيرة وقلق_الحضور المضطرب يتعذب.
كيف تبدأ اللعبة؟
_الأول يرغب بالتسلية
_الآخر يجأر بالشكوى
_الثالث والرابع والخامس......ها قد مضى وقت طويل.
يتغير لون الشعر ويتساقط
تهدأ الانفعالات
أول نيسان.ضحك ولعب وحيرة
....نيسان يا أقسى الشهور...
*
ويكون اليوم بطول الأبد
*
في خليط مزعج من النسيان والموت والتذكّر,يتشكل حلم الأمس.
الحرمان مما كان حقيقيا,وصار الوجه الدائم للرغبات.
الكل_يترك الباب مفتوحا ويغادر
*
يسقط القلم من بين الأصابع.تسقط الورقة
والدفتر والكتاب
تسقط السيجارة من الشفتين, يتهدّل جفن
تدخل العتمة إلى الرأس والدماغ
.
.
الأسطورة في جانبها الممتع,مع اللعب في الوقت الضائع.
عتبة الخمسين تتوهج وتنفتح,
يا له من حظّ طيب!
أغمض عيناه ولا يرى شيئا,
صورة داخل الصورة الأكبر_رائحة نيسان
صمت مطبق.
كل ما أحببته
وما لا أتذكّره أيضا,
يخدعني,لتبقى صورتك في الواجهة
وراء الأمس
يبتعد صوتك
إلى السكون الفارغ.
3
بعد ثلاثة أيام
أشعلت سيجارة وملأت كأسي الجديدة
_هذه دلالة أكيدة على الإدمان
_هذه دلالة أكيدة على حالة اللاتعلق
أمامي يقف عصفور دوري على الشبك_على بعد أقلّ من مترين
ينفض ريشه المبلل.
اسمع خفقات قلبه.
يرميني بنظرة ويطير.
هذه إشارة.دلالة. هذه رسالة محفوظة
أصغي وأحاول التعلم.
قرأت رسالة ربيع جابر إلى غابرييل غارسيا ماركيز في جريدة الحياة_ولا أفهمها.
ربيع جابر في غموضه_رالف رزق الله في المرآة
الزمان كله في الماضي.
تزقزق عصافير الدوري. يصيح الديك المنتوف
الحياة في مكان آخر.............
4
أشعر بالجوع الشديد. ألم في المعدة وحركة الأمعاء.
أشعر بالوحشة.....الخواء القاسي
فريدة السعيدة محجوزة في أمريكا
حسين أل عجيب تحت الإقامة الجبرية في سوريا
..........................................................
غاب نهار آخر
شهر......ثلاثة
سنة تمضي ببساطة
أزفر وأنفخ. أنفاس سوداء
أحاول العودة إلى اليوغا
مزاج هستيري_ اكتئابي
أوديب السوري ملكا
5
قتل أباه وضاجع أمه وفقأ عينيه بيديه
يدور في الماضي والندم
أوديب الأول_ رجل فعل
كسر الحكاية ورمانا خلفها جميعا.
_الازدواج العاطفي:
يهزّ الدكتور فرويد رأسه_ويتابع تشريح الجثة
لكل فعل عقابه ومكافأته.
.
.
أوديب السوري_يوجد في كل البيوت وفي الوظائف والمكاتب
يعاقب فقط. لا يعرف في الدنيا والحياة سوى حركة العقاب البدائية
_من يفعل سوى ما تعود على عمله؟
العقاب على فعل احتمالي_ممكن....
_كيف يمكن التأكد أنك لن تفعل.....
يحلها الأوديب السوري بحركة عبقرية أولية
العقاب ثم العقاب
هكذا تتحقق عدالة مطلقة ومساواة بلا شروط
البداية هي النهاية
ثوابت ومطلقات وكلمات عالية جوفاء
لا حركة ولا تغيّر ولا تغيير_ نقاء مطلق
الموتى.....
لا يخطئون
0

بالصدفة وجدت اسمي كما هو
بالصدفة وصلت إلى الآن وهنا
بالصدفة أقوم. أجلس. أدخّن. أصلّي. أنام. أحلم
أنادي بلا رجاء
أصغي بدون فهم
أعدّ النجوم وأنتظر...................
.
.
.
يا فريدة المسكينة
أنا عاجز ومقهور وليس بيدي حيلة
لو كان سجني يحلّها.....لذهبت الآن إلى أقرب مركز أمني وتخليّت عن حريتي برغبتي
لو كان في إسقاط الجنسية السورية عنيّ....لرفعت ندائي بإسقاط جنسيتي السورية بلا ندم
لو كان موتي يحلّها.....لما ترددت لحظة في الفعل المناسب
لو.............أي شيء
يا زوجتي العزيزة
يا فريدة السعيدة
يا زوجتي المسكينة
مثلك وأكثر.....
أنا عاجز ومقهور
وحياتي صارت بعد غيابك كابوس متواصل
شهر ويوم ولا اعرف كلمة عنك
كيف تعيشين؟ كم تتعذبي؟ تغضبين...هذا من حقك. تشتميني كل لحظة...هذا من حقك
يا فريدة السعيدة
الأخوة أشرار
والغرباء أشرار
واللصوص نهبوا كل شيء..........
نداء استغاثة
كيف يمكن مساعدة فريدة السعيدة
كيف يمكن الخروج من هذا الكابوس
نداء استغاثة
1
لقد أسمعت لو ناديت حيّا ولكن........لا حياة لمن تنادي
.
.
في الأولى نشيد يوكيو ميشيما في الروح اليابانية المتناقضة_القديمة الحيّة والمتجددة
وفي الأخيرة نداء أعمى المعرّة_السوري رهين المحبسين
صداه يتردد عبر القرون
في ليل العرب وظلمتهم المديدة
لقد أسمعت لو ناديت حيّا ولكن.....لا حياة
لا حياة
لا حياة
لا
أمل
أوديب السوري ينمو ويتكاثر بشكل سرطاني
دون أن يدري أنه يلتهم أعضائه وروحه
و لا حياة لمن تنادي
1_13 نيسان




#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رخيص دمك في بلادك.....
- كي نقوى على الغفران يوما....
- أيام من.....
- الفأر في المصيدة أنا
- عشت لأروي....
- حالة حوار
- اللغز السوري
- الاحترام.............نبض الحياة
- يائس............وحزين/كشف حساب
- سوف تلاحقكم لعنتي إلى الأبد
- 6 حالة عابرة
- خط الحاجة.....خط القهر
- 5_حالة عابرة
- 4_حالة عابرة
- 2_حالة عابرة
- 3_حالة عابرة
- 1_حالة عابرة
- حكايتنا...........حالة عابرة
- الحاضر الدائم
- أفق ضيّق.........سماء واطئة


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - ...هو الآخر