أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - عشت لأروي....














المزيد.....

عشت لأروي....


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 2592 - 2009 / 3 / 21 - 07:35
المحور: الادب والفن
    



اليوم أربعاء أو ما نزال في الثلاثاء 16 أو 17 آذار 2009 بكلّ أسف.
لم أخرج من البيت. تبدو الشمس مشرقة من الخارج...يوم ربيعي. يوم آخر.
أواصل قراءة رواية ماركيز عشت لأروي....
توقفت عند عبارة"الدجاجات الغارقات" وعدم تصديق أمّه لحكايته,كعادة الكبار الذين يظنون ذكريات أولادهم تهويمات أطفال لا أكثر...
أتخيّل أن فريدة السعيدة لديها حلم وخيال....في معرفة هذا العالم_خصوصا أنها ما تزال في لوس أنجلوس وتستطيع البقاء لو أرادت. بفعل التداعي الحرّ بدأت تخيلاتي تبتعد وتتسّع...دخول أمه إلى المرحاض العمومي وخروجها ضاحكة بتساؤل خبيث: عما سيظنه أبوه لو حملت أحد الأمراض السارية...
أضحك. ماذا لو أن فريدة السعيدة تفعلها هناك. تهرب مع أحدهم وتشمّع الخيط.
سيكون لدي مواد روائية تكفي لألف سنة حينها
إلا العودة الخائبة
هل توجد عودة ناجحة وسعيدة!
*
ما الذي تعلّمته فريدة السعيدة من سفرتها_ تجاوز ثلاث قارات ومحيط؟
ما الذي تعلّمته من العيش وحيدا ثلاثة أشهر؟
درس أساسي ولا يمكن نسيانه: العلاقة الخاسرة مع امرأة ستستمر طالما الحاجة لها ملحّة.
أظنه درس حياتي الأعمق_ الاكتفاء الذاتي.
أعرف أن ما أظنه اليوم حقيقي وحقيقة راسخة,سأعرف غدا بأسى....أنه ذكرى الأمس الباهت,وندور معا في حلقة مفرغة بلا جدوى.
*
عندما أفكّر:لماذا سأقوم بهذا الأمر,أنتهي إلى العكس.
لماذا أنزل اليوم إلى اللاذقية......
أهزّ رأسي وأكتافي مثل حردون شائب,وأبقى على ساقية بسنادا.
أعلك أوهامي ومخاوفي.
أتسلّى بتعداد أشكال القلق التي أعرفها. أتشاغل عن الغد الفظيع
أنتظر أن تحلّ اللعنة عني
هذا يوم يصلح كبداية
الاكتفاء الذاتي
*
ماذا يهم ماذا فعلت البارحة.
بعد كأسين متوسطي الحجم والقامة شعرت بالحاجة لصوت امرأة. صوت نسوي. فشلت محاولاتي كعادتنا معا.
مئة ويوم بدون تلامس خفيف مع امرأة
مئة ويوم....باهتة
بلا لون بلا طعم بلا رائحة
يمكن تمضية بقية العمر خارج الإثارة والقلق
يبهجني اكتشافي المتأخر. أصفّر وأغنّي
أخلع ذاكرتي من عقلي. أمددها على الأرض. فوق البلاط الوسخ. وأحاول الطيران
.
.
.
ثلاث طبقات تحجب الهوية
في الأولى تسميتها حياة مشتركة, تمثيل وأقنعة يتبادلها الجميع مع الجميع
هذا ما المسه وأتحسسه كل يوم.
على السطوح تمثيل فاشل ومرتبك_ لا أكثر من صراع بدائي
الإصغاء.تعلّم الإصغاء.مهارة الإصغاء.الاستماع.الإصغاء_ حاجة سوريا القاهرة
الحياة الشخصية أو الخاصة....وما أكثر البراقع,متشابهون مثل قطع الصابون
ما يفعله رجل واحد بمقدور جميع الرجال فعله غدا
ما تفعله امرأة كل يوم هو نفسه ما تفعله كل امرأة وكل يوم
حياة خاصة وشخصية....هذا يضحكني ويثير غضبي
فضائح,نشر للغسيل الوسخ على الملأ....لكنه حياتنا كما نعيشها أيها الأصحاب
_الحياة السريّة
ما نخافه. ما يقلق الراحة العامة ويخدش الذوق
يتكفّل الكبت بطمسه ودماره,ومع الزمن يتلاشى
هل قلت شيئا؟
هل تريد أن تقول شيئا؟
*
2
.
.
عشرة أيام مضت على انقطاع التواصل مع فريدة السعيدة
هي تقيم في فندق تابع لدائرة الهجرة,في انتظار قرار القاضي بإعادتها أل....مؤكدة.
لا توجد أي نوع من الاتصالات.
أتخيّل المهاجرون القدامى....أحاول أن أتخيّل
أعرف تعذّر تخيّل_كيف عن معرفة_ ما لم نختبره . خارج الوعي
.
.
أحاول بكلّ السبل تخفيف قلقلي....خوفي وغضبي
أتمرّن على تقبّل الأسوأ القادم
الحاجة والذلّ والعيش.....بقية العمر تحت تطفّل مستخدمي الأجهزة....لمراقبتي!
نعم....مسخرة مكتملة
.
.
البلاد التي ترجم عشاقها بالصخور
البلاد التي تشيد مقابرها بالعشاق
البلاد التي تنظر للأسفل
كي ترى السماء
البلاد التي تكحّل عيون أطفالها بالزرنيخ
بلادي
.
.
في مطلع عشريناتي,وكأنني كنت أرى مصيري كما هو متحقق الآن,بأوضح الصور
وأكثرها بؤسا
هذه سوريا التي.......لا أعرف كيف يمكن أن أحبها.
*
بدأ آذار في التلاشي,أكثر من نصفه اختفى بعيدا في الوراء
وصلت الصفحة 169 في مذكرات ماركيز عشت لأروي...
صفحات كثيرة قلبتها على عجل وبضجر وملل,قليلة دخلت في نفسي وغيّرتني
لا أعرف كيف أصف علاقتي بكتابات غابرييل غارسيا ماركيز....
.
.
سنة وتطبق دائرة الخمسين
الشباب بعيدا في الخلف
والشيخوخة ما تزال بعيدة في المجهول
رجل في الخمسين
أكثر العبارات غموضا
أكثر العبارات رعبا
.
.
كيف ننسى أن السيميائي رجل في الخمسين
*
3
فكّرت بالتوقف عن الكتابة حاليا_في هذه المناخ المضطرب
فكّرت.....,على الأقلّ ....عدم نشرها
لماذا لا؟
أليست هذه حال الجميع؟
العيش من المهد إلى اللحد,تحت إلحاح الحاجات والواجب والرغبة والخوف والقلق....
وفي المحصّلة النهائية,ينتهي العمر بدون قرار واحد شخصي,بمعزل عن تأثير الغرباء!
_ ربما البعض(لا أعرف أحدهن أو أحدهم) وجدوا حريتهم واختاروها بلا ضجيج.
ربما سأفعل أيضا ذات يوم
ما أحبّه أنا.



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حالة حوار
- اللغز السوري
- الاحترام.............نبض الحياة
- يائس............وحزين/كشف حساب
- سوف تلاحقكم لعنتي إلى الأبد
- 6 حالة عابرة
- خط الحاجة.....خط القهر
- 5_حالة عابرة
- 4_حالة عابرة
- 2_حالة عابرة
- 3_حالة عابرة
- 1_حالة عابرة
- حكايتنا...........حالة عابرة
- الحاضر الدائم
- أفق ضيّق.........سماء واطئة
- أيها الأعزاء رسائلكم وصلت_ختام الثرثرة
- الصورة هي الأصل_ثرثرة
- الحلقة الأضعف_ثرثرة
- لا نساء ولا دموع _ثرثرة
- اسم آخر للوردة_ثرثرة


المزيد.....




- القنبلة الذرية طبعت الثقافة اليابانية بإبداع مستوحى من الإشع ...
- بوليود بين السينما والدعاية.. انتقادات لـ-سباق- إنتاج أفلام ...
- الغيتار تحوّل إلى حقيبة: ليندسي لوهان تعيد إحياء إطلالتها ال ...
- سكان وسط أثينا التاريخية منزعجون من السياحة المفرطة
- أول روبوت صيني يدرس الدكتوراه في دراسات الدراما والسينما
- قنصليات بلا أعلام.. كيف تحولت سفارات البلدان في بورسعيد إلى ...
- بعد 24 ساعة.. فيديو لقاتل الفنانة ديالا الوادي يمثل الجريمة ...
- -أخت غرناطة-.. مدينة شفشاون المغربية تتزين برداء أندلسي
- كيف أسقطت غزة الرواية الإسرائيلية؟
- وفاة الممثلة الأميركية لوني أندرسون عن عمر ناهز 79 عاما


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - عشت لأروي....