أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - أفق ضيّق.........سماء واطئة















المزيد.....

أفق ضيّق.........سماء واطئة


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 2536 - 2009 / 1 / 24 - 09:04
المحور: الادب والفن
    


هذا يوم مكرر. معلوك ومبصوق.......منذ الأزل.
.
.
في وجهي على أصابعي تحت لساني كلمة/ جمرة
لا تسقط ولا ترتفع
لا تدخل ولا تخرج
عالقة في مصل الدم.
جمرة بثلاثة ألسن من اللهب
تدور أمام عيني
تشكمني من فتحة الطيز إلى الحنجرة والدماغ
لعنة مدوّرة صلبة. مصانة . مسحورة
تقذفني في الفراغ كل لحظة
وتصدمني بالصخور والوجوه القبيحة
وتكرر الحركة الفظيعة بلا توقف.
.
.
خلال ثلاثة أشهر أهرمت أكثر من ثلاثين سنة.
دفعة واحدة قذفت الحياة عبثيتها في وجهي. دفعة واحدة.
*
ربما لم أفقد الإيمان بعد. ربما نطفة الحياة في روحي لم تنطفئ بشكل تام.ربما
*
سينتهي الكلام يوما....
انتهى الكلام
لا رغبة لي حتى بالتنفّس في اللاذقية
نعم أجل
كرهتني اللاذقية وكرهتها
الشجر والحجر والوجوه والبحر والرصيف والطرقات.....احتقار متبادل
تام وناجز. نهائي ومطلق
كلامي لي
واللاذقية لأشباحها من الجنسين
أغمض عيني كي لا أرى نقطة في اللاذقية
أنام وأصحو وأنام
على حلم واحد
ألا استيقظ أبدا في هذه المستنقع
اللعنة اكتملت
يا ألله.....ألا يكفيك ويكفينا هذا الجحيم!
*
سأكتب وأمحو.... وأعيد الحكاية كل لحظة
بعد اليوم لك وحدك يا غالية
هي مناجاة بيننا
بوح اعتراف لتسميها ما شئت
تعبت يا حبيبتي
وهذه المرة استسلام اليائس بلا رجاء
ابتعد منتصف الليل
وأشرب لوحدي_ بردان
ثلاثة أيام وينتهي العام الفظيع
لا أعرف
لا أعرف حارقة ومحرقة
سأحاول النوم ولو لدقائق.....سرقة استراحة
هل تعديني بتجنب إطلاق الأحكام الجائرة بحقي...هل تستمعي لي بحبّ....هل
بمقدورك تحمّل رؤية جراحي من الداخل؟
*
ساعات وتنتهي 2008
ظننتها سنة استثناء وانتهت بكابوس ممنوع من السفر. إقامة جبرية. سجن مفتوح...
*
عام لعين مر أيضا.....رديّ على رسائل التهنئة بالعام الجديد.
وأختار الصمت
أعود إلى صمتي, إلى كهفي وقوقعتي. انتهى الكلام الصارخ.
.
.
أجلس وحيدا
ساعات وساعات أمام الشاشة البيضاء والورقة البيضاء
أكتب رسائلي إلي.....أقرؤها في اليوم التالي وأمحوها.
انتهى الكلام
لم أعد أحتمل المزيد من سوء الفهم وسوء التفاهم حتى من الأقرب....والأحب.
*
في الزاوية البعيدة والمظلمة من بسنادا أتناول المهدئات خلسة حتى عن فريدة السعيدة.
فقدت الرغبة بكل شيء
حلم السفر انطفأ بدوره
أن ننجح بتمرير فريدة السعيدة_فوق الحواجز والحدود_ كثير وأكثر من يكفي.
ماذا ستفعل بعدها يا حسين....لا يهمّ
انج سعد.....هلك سعيد_قالت العرب من زمان.
.
.
أعيش ما تبقى من أيام وشهور ربما,في التدخين والسكر وحيدا.
حتى يأتي الخلاص وينتهي الكابوس.
*
أربعة أيام مرت في هذه السنة ولا جديد.
الأمل يبتعد
وكل يوم أهرم أكثر من سنة
بسرعة شخت وصرت عجوزا.....لا أطلب أكثر من لحظة هدوء.
*
الكل أحبني من بعيد
صامتا ومنزويا وأرضى بالفتات
الكل يريدني عصا معه و فزّاعة لغيره
أفق ضيق.....سماء واطئة.
.
.
حذاء الزبيدي وهدفه رأس الرئيس الأمريكي جورج بوش...والمضاجعة الشهيرة لبريطانيين على شواطئ دبي ثم حرب غزّة....وموسم الجنون في أوله.....
انتهت 2008 بهدوء.
*
عام لعين مر أيضا

ماذا تقول؟
اسم آخر للحب
*
كنت مثلك
نصفي هنا ونصفي هناك
شربت كأسي ومضيت
ولا أعرف إلى أين
خرجت لوحة من القماش
روح هائمة لوجه أجمل من الأحلام
وفي الارتطام القاسي على الصخر
تعود نطفة الدم في كلمة
صارت الكأس فتاة باهرة الجمال
لا يمكن أن ترى أحلى منها
ولا تجرح مشاعر أحد
هذا كأس قديم
على حافته بقايا صوت
نصف كلمة
مثلي ومثلك تماما
غادر النديم الأسبق
كما تغادر أنت بعد قليل
تاركا كل ما مضى على حاله
_أحدنا لا يسأل
_أحدنا لا يجيب
كأس مرفوع منذ الأزل
لا يطاله الموت
ولا الحلم يرتقي إليه
مع السلامة
مع السلامة
لن يسمعك أحد............
هل تضحك أم تغنّي
أم تحاول استعادة الحلم
نقطة بعد ثانية
في أرجوحة الحاضر المفقود
لا تنتظر أحد....
لا أحد سواك
*
عيبك أن لا شيء ينقصك
ذلك الاكتمال القاسي_تام لا يحتمل
*
أنا البطل في الحمّام وفي المرحاض وعلى السرير
أنا البطل في ثيابه الداخليه
المتكتّم في حفلة الاعتراف
العاشق البعيد عن الحبّ
المهرج المتأخر عن الضحك
أنا التلميذ الذي يجلس في المقعد الأخير
العاشق الذي ينتظر ساعة وساعتان بعد الموعد
أنا الرجل الذي يتظاهر بأنه يرضى بأية نتيجة
ولا شيء يرضيه في النهاية
حبيبتي الفتاة التي رفضها الآخرون
من لا تسمع مرة عبارة"ما أجملك"
*
هل صادفت السعادة يوما في طريقك؟
_أكرهك
أكرهك بالمثل وأكثر


2

عشرة أيام جديدة مضت.
في الطريق لأحجز بطاقة طائرة لفريدة السعيدة ولوحدها.
كانت جميلة وشاعرية ومليئة بالمواعيد والأحلام_لو كانت الخيار والرغبة.
.
.
مهما يكن....حدث ما كان ينبغي له أن يحدث وبالضبط.
لا اللعبة انتهت ولا البؤس يتوقف....ولو للحظة.
.
.
اليوم التالي فريدة تحجز بطاقة الطائرة.....وألمح ابتسامة رضا.
....ملاك حارس بانتظارك في لوس أنجلوس يا فريدة السعيدة
لو تنجحين في الخروج بسلام
تطيرين فوق الحدود والحواجز
أكثر وأعلى
تعبرين المحيطات وتلمسين وجه الله
من هناك تنبت لدموعك أجنحة
هناك العالم وحدوده تحت قدميك
*

زيارتي الأولى وحيدا إلى اللاذقية وبسنادا
17/1.....جئت ليوم واحد ولأعتاد غياب فريدة السعيدة....الطويل البعيد هذه المرة.
اختبار مشاعر الوحدة. اختبار متعدد الوجوه....اختبار يتحول إلى نمط حياة.
بعد قليل أعود إلى دمشق لوداعك يا فريدة
لا أعرف كيف ستكون مشاعري وأنت في الطائرة وإلى الأبعد فالأبعد بلا كلام.
*
3

فريدة السعيدة تفتح صفحة جديدة.....وتطير

هذا صباح الأربعاء السابعة والنصف في مطار دمشق الدولي.
فريدة لوحدها على الخطوط الفرنسية إلى باريس.....إلى لوس أنجلوس
إن انتهت الرحلة بسلام.....فريدة تعطي أوراق الغرين غارد إلى موظّف الهجرة في مطار لوس أنجلوس,وتحمل أوراق الإقامة الشرعية الدائمة في أمريكا ,زوجها الشاعر الغريب الملعون حسين عجيب ينتظر على ساقية بسنادا... يعدّ النجوم وينتظر.
.
.
لحظة ضعف مع دخول فريدة بوابة المسافرين,مزيج الشعور بالعجز والقهر والشلل.
لا أردّ على الرسائل.
لا أريد أن يرى أحد ضعفي.....حتى الله أخجل من مقابلته ضعيفا.
_سنة تمضي ببساطة يا حسين...ثلاث خمسة عشرة....غمضة عين ويمتلأ الدفتر.
.
.
العاشرة مساء
فريدة السعيدة فوق المحيط
هذه المرة نبت لقدميك أجنحة يا فريدة .....
لا تلتفتي إلى الخلف أبدا
أملي ورجائي.
*
انتهى العشق الذاتي
انتهت فترة الطفولة
فريدة السعيدة في لوس أنجلوس
.
.
25 ساعة أنتظر تلفون وصول فريدة..........
هل تحطّمت الطائرة وغرقت في المحيط؟
هل أوقفوها في المطار؟
هل وصلت بسلام وتنتظر إنهاء معاملاتها قبل المكالمة؟ هل؟ وهل؟
.
.
حدث ما كان يجب بالضبط أن يحدث.
*
صار بيننا المحيط وثلاث قارات
وأكثر من ذلك,المجهول الأكبر
.
.
ساعتان زيادة ولا رسالة ولا خبر.
اشرب القهوة,أدخّن بشراهة.....أنتظر وأنتظر
*
لا تنسي يا فريدة السعيدة
أن نصف رجال سوريا وثلاثة أرباع نسائها
وجميع أطفالها غدا
يشعرون بالغيرة من الفرصة التي أتيحت لك,متأخرة صحيح
لكنها هبة حياة لا تتكرر ولا تعوّض.
.
.
أتسلّى, أتشاغل....أعدّ على أصابعي حتى العشرة آلاف
أقرأ في رواية الخلود لكونديرا...أدّخن
وأنتظر
.
.
.
ألو............صباح الخير
الأجراس تقرع......هللوا يا
هللوا يا
هللوا يا
فريدة السعيدة في لوس أنجلوس
وعلى ساقية بسنادا شبح رجل أبيض الشعر.....ينظر في ساعة الصباح المتوقفة على التاسعة النصف
نصف ابتسامة
نصف كلمة
كأنني قلت صباح الخير
كأنني أسمع صباح الخير
.
.
.
فريدة السعيدة تفتح صفحة جديدة.....وتطير.
فريدة السعيدة تضيء نهارات لوس أنجلوس ولياليها
.
.
..
هل يعرف الأمريكيون أي ملاك هبط بينهم اليوم؟!



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيها الأعزاء رسائلكم وصلت_ختام الثرثرة
- الصورة هي الأصل_ثرثرة
- الحلقة الأضعف_ثرثرة
- لا نساء ولا دموع _ثرثرة
- اسم آخر للوردة_ثرثرة
- حلم يقظة طويل_ثرثرة
- أحدنا لا يصغي_ثرثرة
- صدفة أهدت الوجود إلينا_ثرثرة
- من لا تخطئ قراءة الرسالة؟_ثرثرة
- لا قبلها ولا بعدها_ثرثرة
- الحياة في الكتابة_ثرثرة
- الحبّ من النظرة الأولى_ثرثرة
- لا شيئ يحدث لا أحد يأتي_ثرثرة
- فجر خميس كاذب_ثرثرة
- أهلا بعودتك يا كانون_ثرثرة
- شاعر وكهل في ليلة القدر_ثرثرة
- وهذا يوم يشبه الأمس_ثرثرة
- وعلى الدنيا السلام_ثرثرة
- نحن نتبادل الرسائل الجانبية_ثرثرة
- الشقاء في الوعي والسعادة هناك_ثرثرة


المزيد.....




- يتصدر السينما السعودية.. موعد عرض فيلم شباب البومب 2024 وتصر ...
- -مفاعل ديمونا تعرض لإصابة-..-معاريف- تقدم رواية جديدة للهجوم ...
- منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في ...
- مصر.. الفنانة غادة عبد الرازق تصدم مذيعة على الهواء: أنا مري ...
- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - أفق ضيّق.........سماء واطئة